السيرة الكنسية للبابا شنودة الثالث في ذكرى وفاته

أقباط وكنائس

البابا شنودة
البابا شنودة

أقر المجمع المقدس قرار رقم 9 في جلسة يونيو سنة 2013 بأن تُقرأ سيرة قداسة البابا شنودة الثالث في سنكسار يوم 17 مارس 8 برمهات من كل عام.

وهذا نص السيرة في كتاب السنكسار وهو كتاب يجمع سير القديسين والشهداء مرتب حسب تاريخ اليوم سنكسار ۱۷ مارس - ۸ برمهات سيرة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث.

ولد نظير جيد روفائيل يوم 3 أغسطس 1923م بقرية سلام بمحافظة أسيوط، واجتاز مراحله التعليمية الأولى في دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، وأتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر في سنة 1939م بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمهمشة بالقاهرة، وفى سنة 1946م بدأ خدمته بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا مصر، وفى سنة 1947م حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وفى نفس السنة (1947م) تخرج من كلية الضباط الاحتياط،

وفي سنة 1946م التحق بالكلية الاكليريكية وتخرج بها سنة 1949م، وعمل في مجال التدريس وفى سنة 1949م تكرس للخدمة وللتدريس بالإكليريكية، وقد تولى رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد (في اكتوبر (1949م) وحتى رهبنته (في يوليو 1954م)، وفى سنة ۱۹52م اختير رئيسًا لمجلس ادارة بيت مدارس الأحد، ثم استقال منه ليتفرغ للإكليريكية وللخدمة، فى سنة ۱۹۵۳م قام بالتدريس في مدرسة الرهبان بحلوان.

في 18 يوليو 1954م ترهب بدير السيدة العذراء (السريان بوادي النطرون باسم الراهب أنطونيوس السرياني، وصار أمينا لمكتبة دير السريان ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، تمت سيامته قسًا يوما 31 أغسطس ۱۹58م بيد أنبا ثاؤفيلس أسقف الدير وقتذاك.

وفي يونيو 1959م اختاره البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيرا له.

وفى 20 سبتمبر 1962م تمت سيامته أسقفًا للتعليم باسم أنبا شنودة وأسس اجتماعات روحية للوعظ والتعليم بمنطقة دير الأنبا رويس بالعباسية.

وفى يناير 1965م أصدر العدد الأول من مجلة “الكرازة"، وفى سنة 1966م أصبح عضوًا بنقابة الصحفيين.

بعد نياحة البابا كيرلس السادس يوم ۹ مارس ۱۹۷۱م، تم ترشيحه للجلوس على الكرسي البابوي، وكان ضمن الثلاثة الذين اختيروا بالانتخاب يوم 26 أكتوبر 1971م.

وفي يوم الأحد 31 أكتوبر ۱۹۷۱م تم اختياره بالقرعة الهيكلية، وفي يوم الأحد 14 نوفمبر ۱۹۷۱م تم تتويجه وتجليسه على الكرسى البابوي.

فى فبراير 1991م اختير رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الارثوذكس الشرقيين والشرق الأوسط، وفى 8 نوفمبر 1994م اختير رئيسًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وتجدد انتخابه لمرة ثانية سنة 1998م، ولمرة ثالثة 2003م.

قام بعدد 104 رحلة خارج مصر لأهداف رعوية ومسكونية للعديد من الدول في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأستراليا.

البابا شنودة الثالث

وقام بسيامة أول بطريرك لإريتريا وهو أبونا فيلبس الأول ۱۹۹۸ م، كما قام بسيامة أبونا أنطونيوس الأول بطريركًا لإريتريا 2004م.
وقام بسيامة 117 مطرانًا وأسقفًا وخور ايبسكوبوس، وكذلك سيامة ۱۰۰۱ كاهن للقاهرة والاسكندرية وبلاد المهجر، وقام بعمل الميرون المقدس سبع مرات.

وفي سنة 1973م أحضر إلى مصر رفات القديس أثناسيوس الرسولي، وصدرت في عهده بعض اللوائح، منها: لائحة المجمع المقدس (1985م)، ولائحة المكرسات(1991م).

وفى 25 مايو 1980م أسس أسقفية لخدمة الشباب، وفى 1976م تأسست أسقفية عامة لشئون إفريقيا، وفى 1995م تأسست أسقفية للكرازة، وأسس معهد الرعاية والتربية 1974م، ومعهد الكتاب المقدس 1974م،

وفي عهده تم انشاء المقر البابوي بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية وتأسست في عهده مراكز ومؤسسات علمية وثقافية، منها: المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى، (۲۰۰۸م)، ومركز البابا شنودة للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات (۱۵) نوفمبر ۲۰۰۰م)، ومؤسسة مار مرقس لدراسات التاريخ القبطى (۱۹۹۸م)، وانطلقت في عهده قنوات فضائية قبطية: قناة آغابي (2005م)، وقناة سي تي في (ctv) (۲۰۰۷م)، وقناة لوجوس (2010م)، وقناة مار مرقس میسات) (2011م).

وأسس إيبارشيات جديدة بمصر وبلاد المهجر. وبالرغم من مسؤولياته العديدة والمتنوعة إلا أنه كان يقضى ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات وإنشاء العديد من الأديرة القبطية داخل وخارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت

وقام قداسته بافتقاد إيبارشيات مصر والخارج عدة مرات وكذلك افتقاد كنائس مصر وبلاد المهجر، وافتقاد الأديرة داخل مصر وخارجها

والعديد من الاتفاقيات المسكونية والمؤتمرات واللقاءات والحوارات اللاهوتية والمسكونية وكانت له مواقف وطنية كثيرة منها: مساندة القضية الفلسطينية، وقضية القدس ومساندة الوطن خلال حرب 6 أكتوبر 1973م، واستطاع أن يعبر بالكنيسة إلى بر الأمان أثناء القرارات التي أصدرها الرئيس أنور السادات في سبتمبر 1981م ومنها قرار إلغاء تعيينه بابا للإسكندرية، وأقامته الجبرية بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون لمدة أربعين شهرًا، وعاد إلى مقر كرسيه فى يناير ۱۹۸5م.. وفى سنة 2011م أصدرت اللجنة الدائمة" للمجمع المقدس برئاسة قداسته بيانًا بتاريخ 15 فبراير 2011م أكدت فيه تأييدها لثورة 25 يناير 2011م، والإشادة بدور الجيش المصري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وما أصدره من بيانات.

البابا شنودة الثالث

مؤلفاته يبلغ عددها نحو 150 كتابًا، وتشمل العديد من المجالات الروحية واللاهوتية والعقائدية وغيرها وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى لغات متعددة. كما كانت له مقالات بمجلة الكرازة وجريدة وطني وجريدة الأهرام وجريدة الجمهورية وجريدة أخبار اليوم، ومقالات أخرى بمجلة الهلال، وله نحو 20 قصيدة روحية إلى جانب العديد من أبيات الشعر، وغيرها.

تنيح مساء يوم 8 برمهات 1827 ش الموافق 17 مارس 2012، وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر الثلاثاء 20 مارس 2012 وسط حضور العديد من ممثلى الكنائس في العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين. ودفن بمقبرة خاصة بدير القديس الأنبا بيشوي بناء على وصيته، وقد جلس على الكرسي البطريركي لمدة 40 سنة و4 أشهر و4 أيام وبهذا يعتبر سابع البابوات من حيث طول مدة الجلوس على الكرسى المرقسى، وعاش 88 سنة و7 أشهر و14 يوم.