مارك كارني زعيمًا للحزب الليبرالي الكندي ورئيسًا للحكومة المقبلة وسط توترات مع واشنطن

عربي ودولي

مارك كارني زعيمًا
مارك كارني زعيمًا للحزب الليبرالي الكندي ورئيسًا للحكومة

انتخب الحزب الليبرالي الكندي مارك كارني زعيمًا جديدًا له ورئيسًا للحكومة المقبلة، وذلك في الانتخابات الفيدرالية المنتظرة في وقت لاحق من هذا العام. 

يأتي هذا التغيير في قيادة الحزب في ظل تحديات اقتصادية كبرى وتوترات تاريخية مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

من هو مارك كارني؟

مارك كارني هو وافد جديد نسبيًا إلى المشهد السياسي، حيث قضى معظم حياته المهنية في القطاع المالي. 

شغل مناصب بارزة في إدارة الأزمات المالية العالمية، وهو الأمر الذي جعله خيارًا مفضلًا للحزب الليبرالي لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة في كندا.

لم يسبق لكارني أن ترشح لأي منصب منتخب، رغم الشائعات المستمرة حول نيته دخول السياسة، وكان الحزب الليبرالي يسعى لاستقطابه منذ أكثر من عقد، إذ قدم المشورة لرئيس الوزراء جاستن ترودو حول التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد-19.

ومع إعلان ترودو استقالته في يناير الماضي، وجد كارني نفسه في موقف غير معتاد، حيث أصبح رئيس وزراء كندا دون أن يشغل مقعدًا في البرلمان.

مسيرة كارني المهنية

وُلد مارك كارني في فورت سميث بالأقاليم الشمالية الغربية، ونشأ في إدمونتون بمقاطعة ألبرتا، حيث كان والداه يعملان في مجال التعليم. 

واصل دراسته العليا في الاقتصاد، حيث حصل على شهادته الجامعية من جامعة هارفارد، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أكسفورد.

عمل كارني في جولدمان ساكس لمدة 13 عامًا، متنقلًا بين مكاتب الشركة في لندن وطوكيو ونيويورك وتورنتو. انضم لاحقًا إلى بنك كندا في عام 2003، وتولى منصب محافظ البنك المركزي في 2008، وهو العام الذي شهد الأزمة المالية العالمية. 

ساهمت سياساته آنذاك في حماية الاقتصاد الكندي من تداعيات الأزمة، ما جعل منه شخصية بارزة في الشأن المالي العالمي.

بفضل نجاحه في كندا، تم تعيينه لاحقًا محافظًا لبنك إنجلترا، ليكون أول شخص غير بريطاني يشغل هذا المنصب. 

خلال فترة ولايته التي امتدت لسبع سنوات، واجه كارني تحديات كبرى، أبرزها استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، حيث حذر من التأثير الاقتصادي السلبي المحتمل لهذه الخطوة.

التزامه بقضايا التغير المناخي

بعد مغادرته بنك إنجلترا في 2020، ركز كارني على قضايا البيئة، حيث أصبح مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعمل المناخي والتمويل. دافع عن ضرورة استثمار القطاع المالي في خفض الانبعاثات الكربونية، مؤكدًا أن مواجهة التغير المناخي ضرورية للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي.

خلال حملته لقيادة الحزب الليبرالي، شدد كارني على أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة، مقترحًا نقل عبء ضريبة الكربون من المستهلكين إلى الشركات الكبرى، عبر تقديم حوافز لتقليل الانبعاثات بدلًا من فرض ضرائب مباشرة.

التحديات الاقتصادية والعلاقات مع الولايات المتحدة

تواجه كندا حاليًا تحديات اقتصادية كبرى، لا سيما مع تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد فرض واشنطن تعريفات جمركية بنسبة 25% على الصادرات الكندية.

كان كارني من أبرز المؤيدين لفرض تعريفات انتقامية، مؤكدًا أن كندا لن تسمح لترامب أو لأي رئيس أمريكي آخر بإضعاف اقتصادها.

وفي تصريحاته الأولى بعد انتخابه زعيمًا للحزب الليبرالي، قال كارني:
"ترامب يهاجم الأسر والعمال والشركات الكندية، لكننا لن نسمح له بالنجاح. كما في الهوكي، ستفوز كندا."