د.حماد عبدالله يكتب: " الخيبة " مصرية !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر

 

حينما نطالع أخبارنا المحلية – نجد أن ( الخيبة ) مصرية أصيلة في مواجهة مشاكلنا – وكأننا في إحتياج ( لإختراع العجلة )، وكأننا نعيش منقطعين وغير متواصلين مع ما حولنا من أفكار ومن إختراعات ومن أصول، تم إعتمادها وتم ممارستها في مجتمعات أخرى، وأصبحت من غير ذى الأهمية الكتابة أو النشر عنها – وعلى سبيل المثال وليس الحصر – القمامة في بلدنا !! والتي تزعجنا يوميًا على الطبيعة في الشوارع أو نسمع ونرى أخبارها في الصحف والإعلام المرئي والمسموع – وكأن المشلكة لم تواجه مجتمع أخر – ولم نسمع عن الطرق التي يتبعها غيرنا في مواجهة هذه المشكلة الحياتية اليومية على مستوى الكرة الأرضية.
ومع ذلك نجد أفراد من المسئولين التنفيذيين يواجهون الصحافة والإعلام – بتحديدهم لفترات محددة تمتد لشهور وسنوات، حتى ينهوا هذه (القباحة) عن وجه المجتمع !!
وللأسف الشديد – إن المتابع لإدارة المجتمعات والقارئ الجيد لتاريخ إدارة مثل هذه الأزمات في بلدنا ( في مصر ) وليس في الخارج – يعلم أنه كان لدينا مجالس بلدية، وكانت تلك المجالس تتشكل من سكان الحي أو المنطقة مع أعضاء من الإدارة المحلية – وتقوم هذه المجالس البلدية – بالعناية بالمشاكل اليومية للشارع والحارة المصرية ولقد إستطاعت هذه المجالس أن تجد حلولًا بالجهود الذاتية من أبناء الأحياء ومن شبابها ونسائها – في القضاء على كل ما يسيء للمنطقة – سواء كان قمامة أو نظافة أو إضائة شوارع أو رصف أو أرصفة نظيفة خالية من الإشغالات.

ولعل المدن العربية في الدول الشقيقة قد إستوردت منا بل قمنا نحن بتصدير هذه الأفكار الإدارية إليها، ومازالت قائمة هناك وتحمي الأحياء في هذه البلاد من سوءات حياتية يومية ناتجة من مخالفات البشر، ومن إستهتار الناس وخروجهم عن القانون.

ومنذ إلغاء المجالس البلدية في مصر في الستينيات وأواخر الخمسينيات والمدن المصرية – تعاني من التسيب والإستهتار وعدم المبالاة، وضياع الحقوق وتشويه المنظر، وخلع الأشجار لأسباب عديدة – منها ما هو وهمي ومنها ما هو كذب وإفتراء لمصالح شخصية أو عنصرية، ولكن إلى متى سيبقى الشارع المصري هكذا – خاضع لمسئول بطيء أو متكاسل أو مهمل، دون مشاركة فعالة من المجتمع المدني، وسكان الأحياء !! أصحاب الحق الوحيد في إدارة شئون أحيائهم، مجرد سؤال إلى وزير التنمية المحلية والمحافظون على مقاعدهم بمحافظات مصر كلها !!


       أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected]