الدعاء في رمضان.. عبادة عظيمة وأوقات مميزة للاستجابة وفقًا لعلماء الأزهر

أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الدعاء في شهر رمضان من أعظم العبادات التي يجب أن يحرص عليها المسلم، مشيرًا إلى أنه لا يُشترط حفظ أدعية معينة، بل يكفي أن يخاطب العبد ربه بما في قلبه وبما ييسره الله له، فالأهم هو صدق النية والإخلاص في الدعاء.
الدعاء في رمضان.. عبادة محببة وأوقات مميزة للاستجابة
جاءت تصريحات الدكتور قابيل خلال حلقة من برنامج "صباحك مصري" المذاع على قناة mbc مصر 2، حيث شدد على أن الله سبحانه وتعالى قريبٌ من عباده، يستمع لدعواتهم، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة: 186).
وأوضح أن رمضان شهر الدعاء والقبول، وأن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد، مما يجعل وقت الإفطار أحد أهم الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء.
كما أشار إلى أن وقت السحور وبعد صلاة الفجر حتى الشروق تعد من الأوقات المباركة التي يرجى فيها استجابة الدعاء.
هل كل دعاء يُستجاب فورًا؟ ثلاثة أشكال لاستجابة الدعاء
شدد الدكتور قابيل على أن الدعاء لا يضيع أبدًا، بل يكون له ثلاث حالات، وفقًا لما ورد عن النبي ﷺ:
- قد يستجيب الله للدعاء فورًا، فيحقق للعبد ما طلب.
- قد يدفع الله عن العبد سوءًا أو بلاءً بفضل دعائه.
- قد يدّخر الله للعبد ثواب هذا الدعاء ليوم القيامة، فيكون له أجرٌ عظيم.
وأكد أن البعض قد يشعر بأن دعاءه لم يُستجب، لكنه لا يعلم الخير الذي ادّخره الله له، أو المصائب التي صُرفت عنه بسبب دعائه، قائلًا:
"قد تكون هناك أزمة كبيرة أو مصيبة قادمة، ولكن الله برحمته صرفها عنك بدعائك".
أهمية الإخلاص والدعاء بظهر الغيب
وأشار الدكتور قابيل إلى أن الإخلاص والخشوع في الدعاء له أثر كبير في القبول، موضحًا أن بعض الصالحين كانوا يقولون:
"إن لله أقوامًا إذا رفعوا حواجبهم قضيت حوائجهم"، في إشارة إلى قوة الدعاء الصادق من القلب.
كما أوصى المسلمين بالحرص على الدعاء بظهر الغيب، أي الدعاء للآخرين دون علمهم، مؤكدًا أن هذا النوع من الدعاء من أسباب سرعة الاستجابة، واستشهد بحديث النبي ﷺ:
"دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل" (رواه مسلم).
وضرب مثالًا على دعاء يجلب مليارات الحسنات لكل من يردده:
"اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات".
الدعاء في رمضان.. سلاح المؤمن لطلب المغفرة والعتق من النار
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور أسامة قابيل على ضرورة أن يجعل المسلم الدعاء جزءًا أساسيًا من يومه في رمضان، وأن يكثر من طلب المغفرة والرحمة والعتق من النار، مؤكدًا أن الدعاء هو السلاح الأعظم للمؤمن في هذه الأيام المباركة، داعيًا الجميع إلى التمسك بهذه العبادة العظيمة طوال الشهر الفضيل.
رمضان شهر القبول.. فلا تحرم نفسك من نعمة الدعاء!