شيخ الأزهر: تضرع المسلمين ودعاؤهم كان له أثر في صمود غزة أمام العدوان

أخبار مصر

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن تضرع المسلمين إلى الله بأسمائه الحسنى لنصرة أهل غزة كان له أثر قوي في دعمهم ومساعدتهم على التصدي للعدوان.

وأوضح أن أهالي غزة تعرضوا طوال الأشهر الماضية لأبشع أنواع القتل والتدمير، حيث استهدفت الهجمات الأطفال والنساء والمسنين والمرضى، إلى جانب هدم البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس، في عمليات دمار ممنهج لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.

معجزة إلهية في صمود غزة

وأشار الإمام الطيب، خلال حديثه في برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، إلى أن ما حدث في غزة يمثل معجزة إلهية، حيث كان من المتوقع أن تنهار المدينة خلال شهر واحد فقط بسبب الهجمات العنيفة، إلا أن صمود أهلها استمر بفضل دعوات المسلمين لهم، مؤكدًا أن هذا الشعب واجه أحدث أسلحة الدمار، لكنه ظل شامخًا ومتمسكًا بأرضه.

وأضاف: "ظن المحتل أن غزة ستخضع لهم خلال شهر أو شهرين، وستصبح مدينة محروقة، لكن هذا لم يحدث، فبالرغم من عدم امتلاكهم للأسلحة الثقيلة أو الدعم الدولي، إلا أنهم وجدوا السند والقوة في دعوات إخوانهم المسلمين حول العالم".

التاريخ ينصف أهل الحق

وتابع شيخ الأزهر: "صمود الفلسطينيين لم يكن مجرد مقاومة، بل كان شموخًا وتحديًا، ولا تفسير لذلك إلا أن الله قد استجاب لدعوات الضعفاء والمظلومين ليل نهار"، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الأنفال: 65]. وأكد أن التاريخ دائمًا ما ينصف أهل الحق وينصرهم على أهل الباطل، مهما طال الظلم والعدوان.

ازدواجية المعايير في العصر الحديث

وأشار الإمام الطيب إلى أن المشاهد المروعة التي وقعت في غزة تتعارض تمامًا مع القيم التي يروج لها الغرب، حيث كان العالم يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين، لكن الواقع أظهر ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.

 وأوضح أن ما حدث في غزة هو عودة إلى عصور العبودية والاضطهاد.

أثر الدعاء وأسماء الله الحسنى

كما أوضح شيخ الأزهر أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له تأثير عظيم، حتى وإن لم يكن الداعي على دراية بمعانيها العميقة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" [الأعراف: 180].

 وأكد أن مجرد ذكر أسماء الله الحسنى بصدق وخشوع له تأثير روحي قوي، حيث تحمل هذه الأسماء أسرارًا إلهية تمنح القوة والثبات لمن يرددها بإيمان.

وفي ختام حديثه، شدد الإمام الطيب على أن الدعاء ليس مشروطًا بأسماء الله الحسنى، حيث يمكن للإنسان أن يدعو الله بأي صيغة يشاء، مستشهدًا بقوله تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً" [الأعراف: 55]، مشيرًا إلى أن الكثير من دعوات النبي محمد ﷺ لم تكن دائمًا مقرونة بأسماء الله الحسنى، مما يؤكد أن فضل الله واسع لمن يلجأ إليه بصدق وإخلاص.