مشروب «الجَبَّنة» في رمضان.. تقليد بدوي أصيل في حلايب وشلاتين

منوعات

مشروب «الجَبَّنة»
مشروب «الجَبَّنة» في رمضان

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزين موائد الإفطار والسحور في حلايب وشلاتين والمناطق البدوية المحيطة جنوب البحر الأحمر بعادات أصيلة تعكس التراث العريق للقبائل هناك. 

وبينما تشهد بعض المناطق تغيرًا في العادات الغذائية، يظل أبناء قبيلتي العبابدة والبشارية متمسكين بتقاليدهم، خاصة في مشروباتهم الرمضانية التقليدية، وعلى رأسها مشروب "الجَبَّنة"، الذي يُعد المشروب الساخن الأكثر شهرة خلال الشهر الكريم.

طريقة إعداد "الجَبَّنة"

يتميز مشروب "الجَبَّنة" بطريقة تحضيره الفريدة التي تبدأ بتحميص البن الأخضر يدويًا داخل إناء فخاري خاص يُعرف باسم "آلة الجَبَّنة".

 يُقلى البن حتى يتحول لونه من الأحمر إلى البني الغامق خلال ثلاث دقائق فقط، ثم تُضاف إليه بعض المنكهات الطبيعية مثل:

  • القرنفل
  • الحبهان (الهيل)
  • الزنجبيل

بعد ذلك، يتم طحن البن وتحضيره بطريقة خاصة، ثم يُقدم في فناجين خزفية ملونة، حيث تُعد هذه الطقوس جزءًا أساسيًا من التراث البدوي في تقديم المشروب.

"الجَبَّنة" مشروب اجتماعي برائحة التراث

لا يقتصر تناول "الجَبَّنة" في رمضان على الإفطار فقط، بل يمتد ليكون عنصرًا أساسيًا في اللقاءات الاجتماعية بين أفراد القبائل والضيوف. 

يحرص البدو، سواء في المنازل أو خلال رحلات الرعي والصيد والتجارة، على اصطحاب أدوات إعداد المشروب معهم، نظرًا لارتباطه الوثيق بأسلوب حياتهم وتقاليدهم العريقة.

فوائد صحية لمشروب "الجَبَّنة" في رمضان

يتمتع مشروب "الجَبَّنة" بعدة فوائد صحية تجعله مشروبًا مثاليًا خلال ساعات الصيام الطويلة، ومنها:

تنشيط الذاكرة وتحفيز التركيز
تقوية جهاز المناعة
إذابة الدهون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي
تقليل الشعور بالعطش خلال الصيام
مقاومة الكسل وزيادة النشاط البدني

بفضل هذه الفوائد، يُقبل الصائمون على تناوله في السهرات الرمضانية، خاصةً مع تفضيل المشروبات الدافئة خلال الشهر الفضيل.

رمضان في حلايب وشلاتين.. أصالة وتميز

رغم الحداثة التي طالت بعض العادات الغذائية، لا يزال أهالي حلايب وشلاتين متمسكين بتقاليدهم الأصيلة، معتمدين على أدوات من البيئة المحلية في إعداد الطعام والشراب، مما يجعل تجربة الإفطار والسحور هناك مميزة عن أي مكان آخر.

ورغم ارتفاع سعر البن الجيد إلى 200 جنيه للكيلوجرام، يظل مشروب "الجَبَّنة" يحتفظ بمكانته الخاصة، ليس فقط بفضل مذاقه الفريد، ولكن لكونه جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للقبائل البدوية في أقصى جنوب مصر.