انهيار معيشي.. اليمن على صفيح ساخن مع قرب شهر رمضان.. وخبراء يكشفون لـ "الفجر" الأسباب الرئيسية

تقارير وحوارات

تعبيرية
تعبيرية

بعد أيام قليلة نستقبل شهر رمضان وسط انهيار معيشي مقارنة بالأعوام الماضية باليمن ما زاد صعوبة الأوضاع على المواطنين.


حيث تشهد أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية في اليمن، ارتفاعا حادا نتيجة تدهور سعر الريال اليمني منذ بداية العام الجاري، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 2278 ريالًا يمنيًا؛ ما ألقى بظلال قاتمة على الوضع المعيشي.

وشهدت أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفاعات غير مسبوقة؛ الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع على السواد الأعظم من محدودي الدخل، لا سيما في مناطق الحوثيين حيث يظل موظفي الدولة بلا مرتبات.

ويزيد من مأساوية الأوضاع على الفئات الأشد فقرًا وضعفًا بالبلاد، خاصةً أن اليمن تصنف من قبل منظمات إغاثية أممية ودولية بأنها تعيش أزمةً إنسانيةً هي الأسوأ على الإطلاق في العالم.

ففي أحاديث منفصلة أوضح خبراء اقتصاد باليمن مدى  معاناة اليمنين حيث أكدوا إنه ا تزداد يوما بعد آخر نتيجة استمرار الحرب وممارسات مليشيات الحوثي العقابية سوا في مناطق سيطرتها أو في المناطق المحررة.

وأكدوا أن إقدام هذه المليشيات على استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب تسبب في أضرار كبيرة لليمنيين تمثلت في ارتفاع تكاليف الشحن والنقل والتأمين البحري إلى اليمن نتيجة رفض شركات النقل وخطوط الملاحة من دخول الموانئ اليمنية وذلك تسبب في ارتفاع تكاليف السلع والخدمات بشكل جنوني خصوصا ان ذلك يترافق مع توقف تصدير النفط الخام بسبب استهداف مليشيات الحوثي موانئ التصدير في حضرموت وشبوة وتهديد سفن نقل النفط بالاستهداف في حال الدخول.

ففي وقت سابق كشفت الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، الثلاثاء، عن خسارتها أكثر من نصف دخلها القومي بما يصل إلى 250 مليار دولار بسبب حرب مليشيات الحوثي.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية واعد باذيب، في فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع أن الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي أدت أيضا إلى تدهور قيمة العملة الوطنية بنحو 700%.

وأشار إلى وصول معدل التضخم التراكمي إلى 183% وارتفاع نسبة البطالة إلى 80% منذ تفجير مليشيات الحوثي الحرب نهاية 2014.
وكان باذيب تطرق في المنتدى الذي بحث التعاون والتكامل التنموي وآليات تعاون الدول المانحة والمنظمات الدولية والمحلية مع الحكومة اليمنية، الأولويات في تحقيق التنمية والقدرة على الصمود من خلال وضع خطة قصيرة الأجل بهدف إيقاف التدهور في الوضع الاقتصادي وإرساء أسس التنمية الاقتصادية وتعزيز الحوكمة وصمود القطاع الخاص.

واستعرض باذيب، الأولويات متوسطة المدى التي تركزت على المكاسب التي ستحقق من تنفيذ الأولويات العاجلة والتي تتطلب جهودًا منسقة مع أصحاب المصلحة، خاصة من الجانب الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين من خلال تحقيق التعافي الاقتصادي والإصلاح المالي والإداري ورفع معدلات النمو الاقتصادي وتحسين مؤشرات التنمية البشرية والتنمية المستدامة وزيادة متوسط دخل الفرد.

ونوه بدور شركاء اليمن في دعم الإصلاح المؤسسي للحكومة اليمنية ومواءمة تدخلاتهم مع خطط التنمية الوطنية لتحقيق تأثير كبير.

كما ثمن الوزير اليمني جهود ودعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمنسق المقيم لشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، وجميع الشركاء لليمن في الأصعدة كافة.
وفي إطار حراك سياسي فاعل، طرح المجلس الرئاسي اليمني مقاربة بالمحافل الدولية، ترتكز على 3 محاور، وتتضمن خلق استراتيجية ردع لإنهاء الانقلاب الحوثي.
وظهرت هذه المقاربة في حديث رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الأحد، وتأكيده أن "إنهاء تهديد الحوثي لن يتم إلا عند تعرضه لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته: المال، الأرض، والسلاح".

وجدد رشاد العليمي دعوة "المجتمع الدولي إلى تطوير شراكته الاستراتيجية مع الحكومة اليمنية المعترف بها على كافة المحاور، بما فيها المحور الدفاعي، لخلق معادلة ردع يمنية - دولية ضد السلوك الإرهابي الحوثي".

وقال إن "هذه المعادلة من شأنها السماح للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي بردع السلوك الإرهابي الحوثي، وإجباره على الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى سلام دائم وشامل" في اليمن والمنطقة.

وأضاف، في لقاء المائدة المستديرة الذي نظمه مركز حلف شمال الأطلسي بشأن أمن الممرات المائية، أن "ردع الحوثي يقتضي، على الأقل، استشعاره لجدية المجتمع الدولي في تقويض هيمنته ونمو قوته، وهو ما يقتضي الاستثمار طويل الأمد في تقوية الدولة اليمنية وسلطتها الشرعية".

ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى "إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم وليس مؤقتًا" كعمل دولي ناجع لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن.

وأشار إلى أن "هذه المليشيات المارقة، حتى وإن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة".