حماس تسلّم 6 أسرى إسرائيليين وتؤكد: لا عودة إلا بشروط المقاومة

في خطوة جديدة ضمن ملف تبادل الأسرى، سلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت ستة أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، وذلك ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار. ورغم المراسم الهادئة التي رافقت عملية التسليم، إلا أن المشهد عكس وحدة الصف الفلسطيني في مقابل التخبط الإسرائيلي.
وأكدت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أن عملية التسليم تمت وفق حسابات دقيقة، مشيرة إلى أن بعض الأسرى المفرج عنهم، ومن بينهم هشام السيد، واجهوا تخلي الاحتلال عنهم بسبب أصولهم الفلسطينية.
حماس: الاحتلال تخلّى عن أسراه
حسب معلومات، قالت مصادر في كتائب القسام إن الاحتلال الإسرائيلي لم يُظهر أي جدية في استعادة بعض الأسرى، خصوصًا أولئك الذين ينحدرون من أصول فلسطينية مثل هشام السيد، الذي أمضى 10 سنوات في الأسر دون أي تحرك حقيقي من تل أبيب.
وأشارت الكتائب إلى أن حالات تجنيد فلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال تظل مرفوضة وملفوظة من قبل كافة الفصائل الفلسطينية، معتبرة أن هذه الحالات تعكس السياسات العنصرية التي ينتهجها الاحتلال حتى مع جنوده.
تفاصيل عملية التسليم
جرت عملية التسليم وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث وصل موكب وحدة الظل التابعة لكتائب القسام برفقة طواقم الصليب الأحمر إلى نقطة التسليم، وتم تسليم الأسرى:
إيليا ميمون إسحق كوهن
عومير شيم توف
عومير فنكرت
أفرا منجستو (المحتجز منذ 10 سنوات)
تال شوهام (يعمل في وحدة العمليات في "الموساد")
هشام السيد
كما شهدت العملية حضورًا شعبيًا واسعًا، حيث رفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا خلال الحرب على غزة، كما تم عرض أسلحة استولت عليها المقاومة خلال المعارك الأخيرة.
إفراج مقابل أسرى فلسطينيين
في مقابل تسليم الأسرى الإسرائيليين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أن الاحتلال سيُفرج عن 602 أسير فلسطيني، بينهم:
50 أسيرًا محكومًا بالمؤبد
60 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية
47 أسيرًا أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم سابقًا
445 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023
حماس تحذر: لا عودة إلا بالتفاوض
في بيان رسمي، أكدت حركة حماس أن عملية التبادل جاءت تأكيدًا على التزام المقاومة باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الاحتلال يماطل ويتنصل من تنفيذ بنود الاتفاق.
وقالت الحركة:
"الاحتلال أمام خيارين، فإما استقبال أسراه في توابيت أو احتضانهم أحياء بشروط المقاومة."
كما اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة التغطية على فشل جيشه في غزة عبر تصعيد العدوان في الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه السياسة لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة.
تؤكد هذه التطورات أن ملف الأسرى لا يزال ورقة قوة بيد المقاومة الفلسطينية، وأن الاحتلال الإسرائيلي يواجه ضغوطًا متزايدة من الداخل بسبب عجزه عن استعادة أسراه. ومع استمرار المراوغة الإسرائيلية، فإن الخيار الوحيد أمام تل أبيب هو الالتزام الصادق بالتفاهمات أو مواجهة المزيد من الخسائر.