لغط حول دمج "قسد" في الجيش السوري.. ما القصة؟

تقارير وحوارات

قوات سوريا الديمقراطية-
قوات سوريا الديمقراطية- الفجر

 

لا تزال مساعي وزارة الدفاع السورية الجديدة مستمرة لدمج كافة الفصائل المسلحة ضمن الجيش الجاري تشكيله، في وقت يلف الغموض مصير قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وسط معلومات متضاربة حول موقفها من الاندماج.

اجتماعات متواصلة دون اتفاق نهائي

 

أفادت مصادر بأن "قسد" وافقت على مبدأ الدمج خلال اجتماع ثلاثي عُقد مؤخرًا، ضم إلى جانبها مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) والإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا. وأكدت الأطراف المجتمعة على أهمية استمرار الحوار مع دمشق، وضرورة التوصل إلى حلول للقضايا العالقة، مثل دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، وعودة المهجرين، ووضع آلية تنفيذ مناسبة لهذه التفاهمات.

نفي لاجتماعات جديدة.. واستمرار التنسيق

 

في المقابل، نفى مصدر كردي رفيع مقرّب من الإدارة الذاتية وجود أي اجتماع جديد بين "قسد" والسلطات السورية خلال الأسبوع الجاري، وذلك عقب تهنئة قائد "قسد"، مظلوم عبدي، للرئيس الانتقالي أحمد الشرع ودعوته لزيارة مناطق شمال شرقي سوريا. وأوضح المصدر أن الحوارات لا تزال قائمة، لكنها لم تصل بعد إلى لقاء مباشر جديد بين عبدي والشرع، مرجحًا أن يكون هناك اجتماع مرتقب قريبًا لمناقشة آلية عمل اللجان المشتركة التي تعمل حاليًا على التنسيق الأمني والعسكري.

توافق سياسي دون اتفاق رسمي

 

رغم أجواء التفاوض الإيجابية، كشف مصدر آخر مقرّب من "قسد" أن هناك توافقًا، وليس اتفاقًا نهائيًا، بين "قسد" ودمشق حول المبادئ العامة، مثل وحدة الأراضي السورية وضرورة وجود جيش موحد. وأشار المصدر إلى أن اللجان المشتركة ستعمل على إعادة المؤسسات الحكومية إلى مناطق سيطرة "قسد"، التي تشمل كامل الحسكة والرقة وأجزاء من حلب ودير الزور، مع بحث إمكانية إعادة تشغيل مطار القامشلي.

اتفاق وشيك وملفات شائكة

 

رجّح المصدر أن يتم التوصل إلى اتفاق قريب بشأن دمج "قسد" في الجيش السوري الجديد، إلا أن الملفات العالقة، مثل شكل الحكم والدستور الجديد، ستحتاج إلى سنوات لحسمها، وفق تصريحات سابقة للشرع.

 

دعم دولي وترقّب تركي

 

يحظى الحوار بين الطرفين بدعم أمريكي وفرنسي، حيث رحّب التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالمفاوضات بين دمشق و"قسد"، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية دور "قسد" في مكافحة تنظيم داعش وضرورة دمجها في الجيش السوري.

على الجانب الآخر، تمثل التدخلات التركية العقبة الأكبر أمام استمرار التفاوض، إذ تواصل أنقرة استهداف مناطق سيطرة "قسد" عسكريًا، في محاولة للضغط على الإدارة السورية الجديدة لقطع الطريق أمام أي اتفاق مرتقب.

رؤية موحدة ومطالب كردية

 

أكد المصدر المقرب من "قسد" أن الموقف الكردي يتمثل في الحفاظ على خصوصية "قسد" عسكريًا وإداريًا، وضمان نظام حكم لا مركزي، والاعتراف بالتعددية العرقية والدينية في سوريا، إضافة إلى التوزيع العادل للثروات بين المناطق المختلفة. كما أشار إلى أن بعض القضايا، مثل خصخصة قطاعي الصحة والتعليم، تحتاج إلى مزيد من الوقت والدراسة الميدانية، في ظل وجود جامعات ونظام تعليمي مستقل منذ 14 عامًا في مناطق الإدارة الذاتية.

في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل مفتوحًا حول ما إذا كانت "قسد" ستندمج فعليًا ضمن الجيش السوري الجديد، أم ستحتفظ بخصوصيتها، بينما تستمر المفاوضات وسط ضغوط محلية وإقليمية ودولية قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة.