المهندس/ محمد حسن الوكيل يكتب: مستقبل القضية الفلسطينية ووعد الآخرة

ركن القراء

بوابة الفجر

 

في ضوء الاحداث العالمية الأخيرة وتسارع التطورات الحادثة في منطقة الشرق الأوسط وتغول أفكار جماعة الضغط الصهيونية ايباك وتأثيرها على متخذي القرار في الولايات المتحدة الامريكية بخصوص القضية الفلسطينية والتي تعد واحدة من أبرز القضايا التي شكلت وجه الصراع في الشرق الأوسط لعقود طويلة، وتشمل أبعادًا سياسية اجتماعية ودينية. إن دراسة مستقبل هذه القضية من منظور الكتب السماوية (القرآن الكريم) يمكن أن يقدم فهمًا أعمق حول الخلافات والتحديات، فضلًا عن الأمل وطريق الحل رغم التحديات التي تواجه تلك القضية من منظور الوعد الحق الذي يرسم ملامح المستقبل حيث أن ارض فلسطين تمثل بعدا دينيا في الديانات السماوية، حيث ارتبطت بالعديد من الأنبياء والأحداث التاريخية المهمة. لدى المسلمين، يُعتبر المسجد الأقصى في القدس ثالث أقدس موقع ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إذ يُذكر في القرآن الكريم كأرض مباركة. كما تعتبر القدس بالنسبة للمسيحيين موقعا لأحداث مركزية في حياة المسيح، وتمتلك مكانة خاصة في التراث اليهودي المحرف (حيث تعتبر أرض الميعاد).
- ويأتي القرآن الكريم ليكشف الحجب ويميط اللثام عما سيأتي به المستقبل بعيدا عن اللعبة السياسية القذرة التي تدور رحاها حول تصفية هذه القضية (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
حيث أن القرآن الكريم الطريق الحق الذي يشكل الرؤية الإسلامية عن اليهود والصراع القائم وتتضمن نصوص القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تتعلق بأمة بني إسرائيل، وتاريخها، وعلاقاتها مع الأمم الأخرى. من بين هذه الآيات بالقرآن الكريم آيات تتحدث عن بني إسرائيل وفلسطين.
إليك بعض الآيات التي تذكر عودة بني إسرائيل لفلسطين وطردهم منها الآيات التي تتحدث عن عودة بني إسرائيل:
1- سورة الإسراء، الآية ١٠٤: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
٢- سورة الأعراف الآية ۱٣٧: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مشارق الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
3- سورة الشعراء، الآية ٥٩: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا


هذه الآيات تتحدث عن عودة بني إسرائيل لفلسطين وطردهم منها، وتشير إلى أن الله قد وعد بني إسرائيل بالعودة إلى الأرض المقدسة أرض فلسطين تبرز آية: وَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِلْنا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: ١٠٤)، التي تشير إلى وعد الله باستعادة حق المؤمنين وإحقاق الحق في نهاية الزمان حيث تتضمن هذه الآية تلميحا قويًا إلى أن الأمور ستتغير في المستقبل، وأن هناك وعدًا إلهيًا للمؤمنين بشأن عودتهم، سواء كان ذلك في سياق تاريخي أو روحاني يصف الكثير من المفسرين هذا الوعد بأنه يحمل الأمل لفلسطينيي الأرض المباركة، إذ يتوقع أن يكون هناك تحول يمكنهم من استعادة حقوقهم، خاصة في سياق الصراع المستمر حيث أن مفهوم الآية وإن عدتم عدنا (الإسراء: ۸) تعبر عن رسالة استمرارية القتال من أجل الحق والحفظ الإلهي للأرض المباركة، تعكس هذه الآية الرفض لكل أنواع الظلم والاعتداء، حيث تتضمن تحذيرًا بأن الاعتداء والظلم لن يدوم، وأن أية عودة إلى الأساليب المخالفة للقيم الأخلاقية والإنسانية ستواجه عقابًا. القراءة العصرية لهذه الآيات.
في إطار التصريحات والتوجهات السياسية الحالية، يمكن فهم هذه الآيات بشكل يتماشى مع النضال الفلسطيني من أجل حقوقه. إذ تدعو هذه النصوص إلى الصمود في وجه الاحتلال، والتأكيد على أن الأمل لا يزال قائما في استعادة الحقوق، مضيفًا بعدًا روحيًا وأخلاقيًا للصراع في إطار وعد الله الحق وكتابه الذي لا ينطق عن الهوى حيث أن الآيات التي تتحدث عن طردهم من فلسطين.
1. سورة الإسراء، الآية4: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا.
2. سورة الإسراء، الآية ٥: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الْدِيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا.
3. سورة الإسراء، الآية 7: فَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حِصِيرًا
على الرغم من كل التوترات والصراعات المستمرة، تقدم الآيات القرآنية صورة واضحة جلية لنهاية هذا الصراع الدامي الغير متوازن وغير عادل وإن مستقبل القضية الفلسطينية ليس فقط مرتبطًا بالحراك السياسي أو العسكري، بل هو متجذر في القيم والمبادئ التي تتجلى في القرآن الكريم. إن الآيات التي تشير إلى العودة وإقامة العدل تجسد الأمل والتفاؤل بمعادلة السلام والتفاهم. فالتأكيد على الحق، والتحذير من الظلم، يجب أن يكون دليلًا لكل الأطراف أن وعد الله حق وأن الله لا يخلف الميعاد.

بقلم المهندس / محمد حسن الوكيل