سمير دغفوس.. معماري تونسي يعيد البلاط الأندلسي للحياة بحرفية نادرة

عربي ودولي

سمير دغفوس.. معماري
سمير دغفوس.. معماري تونسي يعيد البلاط الأندلسي للحياة بحرفية

من قاعات التدريس إلى ورش الحرف اليدوية، خاض المهندس المعماري التونسي سمير دغفوس رحلة فريدة من نوعها لإحياء صناعة البلاط الأندلسي، تلك الحرفة التي كانت على وشك الاندثار منذ سبعينيات القرن الماضي.

 برؤية تمزج بين التراث والحداثة، نجح دغفوس في إعادة إحياء هذا الفن العريق، ليصبح اليوم واحدًا من أبرز الحرفيين في مجال البلاط الأندلسي التقليدي، حيث يصدر منتجاته المصنوعة يدويًا إلى أوروبا وشمال إفريقيا.

🔹 من الهندسة المعمارية إلى عشق الحرف التقليدية

📌 رحلة دغفوس لم تكن عادية، فقد بدأ مسيرته كأستاذ جامعي في الهندسة المعمارية بعد تخرجه من كلية الهندسة المعمارية في ميلانو عام 1991. لكن الشغف بالتراث المعماري التونسي والأندلسي دفعه إلى تغيير مساره عام 2009، عندما قرر ترك التدريس والتفرغ لإحياء صناعة البلاط الأندلسي.

🔹 يقول دغفوس في حديثه عن بداياته: "كنت بحاجة إلى بلاط الجليز لمشروعاتي المعمارية، لكنه كان قد اختفى من السوق التونسية منذ السبعينيات، مما دفعني للتفكير في صناعته بنفسي."

🔹 وهكذا بدأ رحلة البحث عن المعدات التقليدية، حيث نجح في اقتناء آلات قديمة جدًا كانت تُستخدم في صناعة البلاط يدويًا، ليبدأ مغامرته الجديدة في إحياء هذا الفن المندثر.

🟢 البلاط الأندلسي.. حرفة ضائعة يعيدها دغفوس للحياة

📌 البلاط الأندلسي، المعروف بجمال نقوشه الهندسية وألوانه الزاهية، هو فن معماري أصيل انتقل إلى تونس عبر الحضارة الأندلسية.

🔹 يتميز هذا النوع من البلاط بـ:
✔️ نقوش هندسية متداخلة دقيقة مستوحاة من الفن الإسلامي.
✔️ ألوان نابضة بالحياة تزين الجدران والأرضيات.
✔️ تقنيات يدوية معقدة تتطلب مهارة وإتقانًا في التصنيع.

📌 لإعادة إنتاج البلاط الأندلسي، واجه دغفوس تحديات كبيرة، أبرزها:
🔸 ندرة العمالة الماهرة، حيث لم يعد هناك من يتقن هذه الحرفة التقليدية في تونس.
🔸 الصعوبات المالية في البداية، إذ لم يتمكن من بيع أي بلاط خلال العام الأول من الإنتاج.
🔸 البحث عن المواد الخام والأدوات القديمة التي تساعده في الحفاظ على أصالة البلاط وجودته العالية.

🔹 لكن بفضل إصراره وشغفه الشديد بالحرفة، استطاع تكوين فريق صغير يضم حرفيًا مغربيًا متخصصًا في هذا المجال، حيث يعتمدان معًا على الأساليب التقليدية وآلات الضغط اليدوية لإنتاج بلاط مطابق للطراز الأندلسي الأصلي.

🌍 البلاط الأندلسي التونسي يصل إلى أوروبا والعالم

📌 لم تتوقف رؤية دغفوس عند مجرد إعادة إنتاج البلاط الأندلسي في تونس، بل سعى إلى تسويقه عالميًا، حيث أصبح الآن يصدر منتجاته إلى دول أوروبية وشمال إفريقية، منها:

✔️ فرنسا 🇫🇷
✔️ إيطاليا 🇮🇹
✔️ ألمانيا 🇩🇪
✔️ السويد 🇸🇪

📌 يتم استخدام البلاط الأندلسي المصنوع يدويًا في العديد من المشروعات الراقية حول العالم، مثل:
✔️ المطاعم والمقاهي التراثية التي تسعى إلى إضافة لمسة أصيلة إلى ديكوراتها.
✔️ القصور والمنازل الفاخرة التي تعتمد على الفن المعماري الأندلسي التقليدي.
✔️ المتاحف والقصور التاريخية التي تحتاج إلى ترميم مطابق للأصل.

🔹 يقول دغفوس: "ما يميز البلاط الأندلسي هو أنه يروي قصة الفن المعماري الإسلامي القديم، وكل قطعة تُصنع يدويًا تحمل لمسة من التاريخ."

🛠️ كيف يتم تصنيع البلاط الأندلسي يدويًا؟

📌 تمر عملية صناعة البلاط الأندلسي بعدة مراحل دقيقة، تتطلب مهارة يدوية عالية وصبرًا كبيرًا، وهي كالتالي:

1️⃣ تحضير الطين وتشكيله يدويًا باستخدام قوالب تقليدية.
2️⃣ التجفيف الطبيعي لمدة عدة أيام لضمان صلابة البلاط.
3️⃣ النقش اليدوي الهندسي على كل قطعة بشكل متقن.
4️⃣ إضافة الألوان الزاهية المستخرجة من أصباغ طبيعية.
5️⃣ الخبز في أفران تقليدية بدرجات حرارة مرتفعة.

📌 هذه العملية تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، لكنها تحافظ على أصالة الفن المعماري الأندلسي الذي اشتهرت به تونس منذ القدم.

📌 التحديات التي تواجه إحياء الحرف التقليدية في تونس

🔹 رغم النجاح الذي حققه سمير دغفوس، إلا أن إحياء الحرف التقليدية في تونس لا يزال يواجه العديد من العقبات، ومنها:

❌ نقص الحرفيين المهرة، حيث لم تعد الأجيال الجديدة مهتمة بتعلم هذه الصناعات التراثية.
❌ التكلفة العالية للإنتاج اليدوي مقارنةً بالإنتاج الصناعي الحديث.
❌ قلة الدعم الحكومي لهذه الحرف اليدوية، مما يعيق انتشارها على نطاق واسع.
❌ منافسة المنتجات الصناعية الرخيصة التي تقلد البلاط التقليدي ولكن بجودة أقل.

📌 لكن رغم هذه التحديات، يواصل دغفوس رحلته في الحفاظ على هذه الحرفة النادرة، ونقلها إلى الأجيال القادمة لضمان استمرارها.

🔹 كيف ساهمت مبادرة دغفوس في تعزيز السياحة الثقافية؟

📌 من خلال إعادة إحياء البلاط الأندلسي، ساهم سمير دغفوس أيضًا في تعزيز السياحة الثقافية في تونس، حيث أصبحت ورشته مقصدًا للزوار المهتمين بالفنون والحرف التقليدية.

✔️ السياح يزورون الورشة للاطلاع على عملية التصنيع اليدوية.
✔️ المهندسون المعماريون يستلهمون تصاميمهم من نقوش البلاط الأندلسي.
✔️ انتعاش الطلب على البلاط التقليدي في الفنادق والمباني السياحية.

📌 هذا الاهتمام المتزايد بالصناعات الحرفية يمكن أن يكون مفتاحًا للحفاظ على التراث المعماري التونسي، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال تصدير هذه المنتجات الفريدة.