تاريخ نشأة الكيو آر كود والباركود.. تطور تقنيات التشفير الرقمي

يُعتبر كل من الباركود (Barcode) والكيو آر كود (QR Code) من التقنيات الرقمية الثورية التي غيرت شكل التجارة والصناعة، وساهمت في تسهيل عمليات تتبع المنتجات، تخزين البيانات، وتحسين الكفاءة التشغيلية في مختلف القطاعات.
في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل تاريخ نشأة كل من الباركود والكيو آر كود، وكيف تطورت هذه التقنيات حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.
نشأة وتطور الباركود (Barcode)
1- الفكرة الأولية.. الأربعينيات من القرن العشرين
📌 في عام 1948، بدأ مهندسان أمريكيان، هما نورمان جوزيف وودلاند (Norman Joseph Woodland) وبيرنارد سيلفر (Bernard Silver)، في البحث عن طريقة جديدة لتسريع عمليات الدفع في المتاجر عبر تقنية تسمح بقراءة بيانات المنتجات بسهولة.
📌 استوحى وودلاند الفكرة من شفرة مورس (Morse Code)، حيث قام برسم خطوط مشابهة لشفرات مورس على الرمال، وبدأ في تطوير نظام عملي يمكن قراءته آليًا.
2- أول براءة اختراع للباركود (1949 - 1952)
📌 في عام 1949، تقدم وودلاند وسيلفر بطلب للحصول على براءة اختراع لنظام الباركود الأولي، والذي كان يعتمد على دوائر متحدة المركز تُقرأ باستخدام الأشعة الضوئية.
📌 حصلوا على براءة الاختراع رسميًا في عام 1952، لكنها لم تُستخدم على نطاق واسع في ذلك الوقت بسبب عدم توفر التكنولوجيا المناسبة لقراءتها بكفاءة.
3- التطوير الفعلي والانتشار (سبعينيات القرن العشرين)
📌 بقيت تقنية الباركود دون استخدام عملي حتى أوائل السبعينيات، عندما طوّرت شركة IBM رمز الباركود الشريطي UPC - Universal Product Code، الذي اعتمد على خطوط طولية متوازية يمكن قراءتها بسهولة باستخدام الماسحات الضوئية الليزرية.
📌 في عام 1974، تم مسح أول منتج يحمل باركود في متجر بمدينة أوهايو الأمريكية، وكان المنتج عبارة عن عبوة علكة من نوع "Wrigley’s Juicy Fruit"، مما شكل نقطة الانطلاق لاستخدام الباركود في قطاع التجزئة.
📌 منذ ذلك الحين، انتشرت تقنية الباركود في مختلف الصناعات، وأصبحت تُستخدم في إدارة المخزون، تتبع الشحنات، والتحقق من الأسعار في المتاجر.
نشأة وتطور الكيو آر كود (QR Code)
1- الحاجة إلى رمز أكثر تطورًا
📌 مع تقدم التكنولوجيا في التسعينيات، بدأت الحاجة إلى تطوير رموز أكثر تطورًا من الباركود التقليدي، حيث كان الأخير قادرًا فقط على تخزين معلومات محدودة مثل رقم المنتج، مما جعل الشركات تبحث عن بديل أكثر كفاءة ومرونة.
2- تطوير الكيو آر كود في اليابان (1994)
📌 في عام 1994، طوّرت شركة "Denso Wave" اليابانية، وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة "تويوتا" تقنية "الكيو آر كود" (Quick Response Code).
📌 تم تصميم هذا الكود ليكون أكثر قدرة على تخزين المعلومات، وسهل المسح من عدة زوايا، مما جعله مثاليًا لتتبع قطع غيار السيارات في المصانع.
📌 مقارنةً بالباركود التقليدي، يمكن لـ الكيو آر كود تخزين بيانات أكثر تعقيدًا، مثل النصوص، الروابط، والمعلومات الرقمية الأخرى.
الفروقات بين الكيو آر كود والباركود
✅ الباركود (Barcode): يعتمد على خطوط رأسية متوازية، ويستخدم في المنتجات الاستهلاكية والتجزئة.
✅ الكيو آر كود (QR Code): يعتمد على نمط ثنائي الأبعاد (2D Matrix Code)، ويستخدم في مجالات أوسع مثل الدفع الإلكتروني والتسويق الرقمي.
🔹 مزايا الكيو آر كود على الباركود:
✔️ تخزين كمية أكبر من البيانات (نصوص، أرقام، روابط، ملفات وسائط).
✔️ إمكانية المسح من أي زاوية، وليس فقط من اتجاه محدد.
✔️ إمكانية تضمينه في التطبيقات الإلكترونية، مثل الدفع عبر الهاتف والتذاكر الرقمية.
الاستخدامات الحديثة للكيو آر كود
📌 مع انتشار الهواتف الذكية المزودة بكاميرات قادرة على قراءة أكواد QR، أصبح الكيو آر كود يُستخدم في مجالات متعددة، منها:
✅ التجارة الإلكترونية: لتسهيل عمليات الدفع عبر الهواتف الذكية.
✅ التسويق والإعلانات: للوصول إلى المحتوى الرقمي بسهولة.
✅ القطاع الصحي: لتخزين السجلات الطبية والوصفات الإلكترونية.
✅ السفر والنقل: لاستخدامه في تذاكر الطيران ووسائل النقل العام.
📌 خلال جائحة كورونا، أصبح الكيو آر كود أداة رئيسية في تطبيقات الصحة العامة، حيث تم استخدامه في إثبات التطعيم، القوائم الرقمية في المطاعم، وإجراءات الدخول الآمن للأماكن العامة.
أهمية الباركود والكيو آر كود في العصر الحديث
1- تحسين تجربة العملاء
📌 ساعدت هذه التقنيات على تسريع عمليات الدفع في المتاجر، حيث يمكن للعملاء مسح الكود بدلًا من إدخال البيانات يدويًا، مما يقلل من وقت الانتظار في نقاط البيع.
2- تعزيز الأمن ومكافحة التزوير
📌 يُستخدم الكيو آر كود في التحقق من المنتجات، مثل التأكد من الأدوية الأصلية، إذ يمكن للمستهلكين مسح الكود والتحقق من مصدر المنتج.
📌 تستخدم بعض الدول تقنيات الباركود والكيو آر كود في جوازات السفر الإلكترونية لضمان أمن المعلومات الشخصية.
3- دعم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
📌 مع توجه العالم نحو الرقمنة، أصبحت هذه الأكواد أداة أساسية لربط العالم المادي بالرقمي، سواء من خلال روابط المواقع الإلكترونية أو تسهيل عمليات الدفع الإلكتروني عبر التطبيقات الذكية.
المستقبل المتوقع لتقنيات التشفير الرقمي
📌 مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، من المتوقع أن يتم تطوير أكواد أكثر تطورًا يمكنها تخزين بيانات أكثر أمانًا وموثوقية.
📌 بدأت بعض الشركات في تطوير كيو آر كود ديناميكي يتغير مع مرور الوقت لتعزيز الأمان وتقليل مخاطر القرصنة الرقمية.
📌 من المتوقع أن يتم استخدام تقنيات التعرف البيومتري مع الباركود والكيو آر كود في التطبيقات الأمنية والخدمات الحكومية.