توحيد عيد القيامة: حلم يراود الكاثرين

أقباط وكنائس

كنيسة
كنيسة

على مدار عقود، ظل موعد الاحتفال بعيد القيامة أحد أبرز نقاط الخلاف بين الطوائف المسيحية، حيث تحتفل الكنائس الغربية التي تتبع التقويم الغريغوري بالعيد في تاريخ يختلف عن الكنائس الشرقية التي تعتمد على التقويم اليولياني. هذا التباين في التوقيت أثار العديد من الدعوات والمناقشات حول إمكانية توحيد الاحتفال بهذا العيد المقدس، خاصة في ظل الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة بين الكنائس.
في السنوات الأخيرة، كثفت القيادات الكنسية المساعي لتوحيد تاريخ عيد القيامة، انطلاقًا من رغبة مشتركة في تحقيق التقارب بين المؤمنين وإزالة الحواجز التي تفصل بين الطوائف. وقد شهدت لقاءات بين الفاتيكان وكنائس الشرق الأرثوذكسية، حيث أعربت العديد من القيادات الدينية عن تأييدها لمبدأ التوحيد، معتبرين أن توحيد العيد سيمثل خطوة مهمة على طريق الوحدة المسيحية المنشودة.
من جانبة قال البابا تواضروس خلال لقائه مع وفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فى الايام الماضية  إنه حسب ما أقره مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية هي المسؤولة عن تحديد عيد القيامة (كل عام)، وذلك خلال ثلاثة شروط، أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي.و بعد الفصح اليهودي وليس أثناءه أو قبله، ويلزم أن يأتي يوم أحد، وأن كنيسة مصر برعت في علوم الفلك والرياضة،“يمكننا أن نحتفل بعيد القيامة في موعد واحد في كل العالم، يتغير هذا الموعد من عامٍ لآخر”، وان الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون الارتباط بموعد الفصح اليهودى، أما نحن فنعيش الرمز الأول أي الفصح اليهودى ثم نحتفل بقيامة السيد المسيح.
وأكمل ياتى هذا العام 2025 الاحتفال بعيد القيامة فى يوم واحد لجميع الكنائيس وأتمنى أن ينتهز المسيحيون هذه الفرصة بأن يستمر الاحتفال في موعد موحد في الأعوام المقبلة تعبيرًا عن وحدة إيمانهم بقيامة المسيح.  
وكان أعلن بابا الفاتيكان البابا فرنسيس فى وقت مسبق، الاستعداد للقبول بتاريخ موحد للاحتفال بعيد الفصح، علمًا أن احتفال الكنائس المسيحية به غالبًا ما يكون في مواعيد مختلفة تبعًا لاختلاف في الروزنامة الدينية، وقال خلال قداس اختتم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين: إن الكنيسة الكاثوليكية مستعدة للقبول بتاريخ يريده الجميع، تاريخ للوحدة، وأن الفصح سيحتفل به هذا العام في اليوم نفسه حسب التقويمين الغريغوري واليولياني، وتحديدًا خلال هذه الذكرى المسكونية، في إشارة إلى مجمع نيقيا الذي عقد قبل 1700 عام، ويعتبر أول مجمع هدف إلى معالجة المشاكل بين مختلف الكنائس، أجدد ندائي لتكون هذه المصادفة بمنزلة تذكير لجميع المسيحيين بالقيام بخطوة حاسمة نحو الوحدة، وتاليًا الاتفاق على تاريخ مشترك لعيد الفصح.
وقال الباحث القبطى واصف ماجد، في ظل النقاش المستمر حول توحيد الأعياد المسيحية، يبرز هذا الموضوع كإحدى القضايا التي تثير اهتمام قطاعات واسعة من المسيحيين، سواء داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو خارجها. يعود هذا الاختلاف إلى اعتماد تقاويم مختلفة، حيث تحتفل الكنائس الغربية، مثل الكنيسة الكاثوليكية ومعظم الكنائس البروتستانتية، بعيد الميلاد وفقًا للتقويم الغريغوري يوم 25 ديسمبر، بينما تحتفل الكنائس الشرقية، ومنها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، به وفقًا للتقويم اليولياني يوم 7 يناير. ورغم أن الفارق الظاهر هو مجرد 13 يومًا، فإن الموضوع يحمل أبعادًا أعمق تتعلق بالتقاليد والعقيدة والتاريخ.
وتابع فى تصريحات خاصة ل "الفجر" يرى المؤيدون لفكرة توحيد الأعياد أن هذا الأمر يعزز الوحدة بين الطوائف المسيحية ويمثل خطوة إيجابية نحو التقارب الكنسي، خاصة في ظل الجهود المسكونية الرامية إلى توحيد الكنائس على المستوى الإيماني والطقسي. كما أن هناك جانبًا عمليًا لهذا الطرح، يتمثل في تسهيل الاحتفال بالأعياد بالنسبة للعائلات المختلطة التي تنتمي إلى طوائف مختلفة، إلى جانب التحديات التي يواجهها المسيحيون الشرقيون في بلاد المهجر، حيث تضطرهم ظروف العمل والدراسة إلى الاحتفال بعيد الميلاد في توقيت غير مناسب مقارنة بالمجتمع المحيط بهم. يُضاف إلى ذلك أن بعض الدول المسيحية الغربية لا تعترف بعيد 7 يناير كعطلة رسمية، ما يضع أقباط المهجر في موقف صعب ويجعلهم يتجهون إلى الاحتفال بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر.
وأكمل،في المقابل يرى المعارضون أن التقويم الكنسي ليس مجرد مسألة تنظيمية بل هو جزء من التراث الإيماني الذي ينبغي الحفاظ عليه. فالكنيسة القبطية، على سبيل المثال، تسير وفقًا للتقويم القبطي المعتمد على التقويم اليولياني، وقد ارتبط هذا النظام الزمني بتاريخ الكنيسة وحياتها الليتورجية منذ قرون طويلة. ويعتبر البعض أن أي تغيير في توقيت الأعياد قد يُنظر إليه على أنه مساس بالتراث الكنسي، خاصة أن هذا الاختلاف لم يكن عقبة أمام إيمان المسيحيين أو وحدتهم الروحية على مدار التاريخ. كذلك، هناك اعتبارات لاهوتية وتاريخية تجعل التسرع في تغيير مواعيد الأعياد أمرًا غير مرحب به لدى قطاعات واسعة من المؤمنين.
في هذا السياق، كانت هناك تصريحات واضحة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي أكد أن مسألة توحيد الأعياد ليست قضية عقائدية بل هي قضية تتعلق بالتقويم. وقد أشار قداسته في أكثر من مناسبة إلى أن فكرة توحيد عيد الميلاد بين الشرق والغرب تحتاج إلى دراسة وحوار معمق بين الكنائس، مؤكدًا أن هذا الأمر لم يُطرح بشكل رسمي على المجمع المقدس للكنيسة القبطية حتى الآن. كما أوضح البابا تواضروس أن الكنيسة تتفهم احتياجات أقباط المهجر، ولذلك فقد سمحت لهم بالاحتفال بعيد الميلاد وفقًا للتقويم الغريغوري في بعض الدول، مراعاة لظروفهم الخاصة، دون أن يكون ذلك تغييرًا رسميًا في توقيت العيد داخل مصر، وأضاف البابا أن المسألة لا تتعلق فقط بالرغبة في التوحيد، بل تحتاج إلى توافق بين جميع الكنائس المعنية، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، مشددًا على أن الوحدة الحقيقية بين الكنائس يجب أن تكون على مستوى الإيمان والعقيدة قبل أن تكون على مستوى التقويمات والممارسات الطقسية. كذلك، أكد أن أي خطوة نحو توحيد الأعياد يجب أن تتم وفق ضوابط واضحة، مع الحفاظ على هوية الكنيسة القبطية وإرثها الليتورجي، في ظل هذا المشهد، يبقى موضوع توحيد الأعياد مطروحًا للنقاش بين الكنائس، لكنه ليس قريب التحقيق في المستقبل القريب، نظرًا لما يحمله من تعقيدات تاريخية وإيمانية وتنظيمية. إلا أن الحوار بشأنه مستمر، في محاولة للوصول إلى حل يحقق الوحدة دون التفريط في التقاليد الراسخة.
وقال المفكر القبطى كمال زاخر، إن الكتاب المقدس يقول: رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، المطالبة بتوحيد الاعياد مطلب قديم جدا وواحد من المظاهر التى تقول إن الكنيسة واحده،  خاصة فى العقود الأخيرة لان فى كثير من الأقباط يعملون فى الخارج ويختلف مواعيد الاعياد القبطية حسب كل بلد وبالتالى بتحصل لغبطة فى الإجازات ولم يستمتعو بها مثل باقى الأقباط هذا من الناحية الشعبية، أما من الناحية الكنيسة المفروض أن الاعياد مظهر من المظاهر الدينية التى لا يختلف عليها تحديد المعاد، إنه حسب ما أقره مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية صارت هي المسؤولة عن تحديد عيد القيامة وذلك بشكل سنوي. لأنها أكثر دراية بالعلوم الفلكية مثل ما قال قداسة البابا تواضروس الثانى فى اخر تصريحات له فبالتالى لماذ تعطيل توحيد للاعياد،  فيوجد أكثر من فاءدة لتوحيد الاعياد وهذا شىء ايجابى وربما ينتهى إلى تسريع الاتجاه إلى مناقشة الخلافات الموجودة بين الكنائيس للوصول إلى الكنيسة الواحدة، ولا بد من الاستفادة من الكنيسة القبطية فى علوم الفلك ذلك العلوم  التى تحدد الاعياد لارتباطها بظواهر معينه وتواريخ معينة كنيسة الإسكندرية وريثة للعلوم الفلكية المصرية القديمة أكثر دراية بهذا الأمر وجميعها أمور يمكن الاتفاق عليها.
وقال الشماس رأفت حلمى صادق فى تصريحات خاصة للفجر، توحيد الاعياد حلم يراود الكثرين من المسيحين لإنه يعتبر خطوة تحقق المزيد من خطوات الوحدة والشركة وكما جاء بالكتاب المقدس يكون الجميع واحدا،تسعى اللجنة المسكونية للشباب عمل انشطة مكسفة لتحقيق وحدة واحده كما ان اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحين وبتكون فى كل الكنائيس، ولكن توجد مشكلة تواجه بعض الافكار والبعض يتخيل ان كلمة توحيد الاعياد كلنا هنبقى تحت مظلة رئاسة واحدة هذا مفهوم خاطىء، وحدة المسيحين مشاركة فى الايمان نتحد مع بعض لكن كل واحد ليه طريقته فى العبادات والمماراسات وهيكون فى اكتر من كرسى، نامل مثل ما موحد المتنيح البابا كيرلس عيد القيامة واسبوع الالام داخل مصر بين الكنيسة الكاثوليكية والارثوذكسية، نامل إنه يصبح على مستوى العالم، وابدى قداسة البابا فرنسيس استعداده واعلن رسميا إنه يتفق مع الكنيسة الارثوذكسية على اى وقت يتم الاتفاق عاليه وليكن مثلا الاحد الثانى من شهر ابريل أو اى معاد تتفق عاليه جميع الكنائيس. 
وقال الكاتب جرجس بشرى، فى تصريحات خاصة ل " الفجر " قوانين الكنيسة ترفض رفضا قاطعا اي وحدة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطوائف أو المذاهب الأخرى كالبروتستانتية أو الكاثوليكية أو الانجليكانية دون وحدة الإيمان واي وحدة دون وحدة الإيمان، اولا ودون تخلي كنيسة روما الكاثوليكية " الفاتيكان" عن سلطتها السياسية ودون عودتها إلى إيمان الكنيسة الأولى  الذي تسير عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمثل خطر على إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وخطر على الهوية الوطنية للكنيسة القبطية،خاصة في ظل الطموحات السياسية الخطرة للكنيسة الكاثوليكية لاستقطاب أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وخطف ابنائها ومحاولات الكنيسة الكاثوليكية لإخضاع الكنيسة القبطية عبر التاريخ لوصاية البابا الروماني،وقد رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه المحاولات لإعتبارات وطنية وإيمانية بحتة.
كما أن هناك خلافات عقيدية ما زالت قائمة بين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والمذاهب الأخرى وحرومات متبادلة لم تُرفع للآن،كما أن هناك مشكلات أخرى تعوق هذه الوحدة مثل سماح الكنيسة الكاثوليكية والانجليكانية والبروتستانتية زواج المثليين جنسيا ( الشواذ)  ومباركة الكتيسة الكاثوليكية للازواج المثليين،والسؤال الأخطر هنا: مع من نتحد؟! مع الكنيسة الكاثوليكية ككنيسة ام مع الكنيسة الكاثوليكية كمؤسسة سياسية؟!! خاصة وأن  بابا روما بين السلطة السياسية  والروحية، فمتى تخلى بابا روما عن سلطته السياسية وعادت الكنيسة الكاثوليكية لإيمان الكنيسة الأولى قبل الإنشقاق ووصلنا لوحدة الإيمان فوقتها ستكون الوحدة مقبولة أما الآن فهذه الوحدة تمثل خطرا على هوية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الوطنية وإيمانها بل وتمثل خطرا على هوية الوطن ككل بسبب خطورة الشق السياسي للوحدة. بما يحمله من طموحات سياسية لكنيسة روما الكاثوليكية. في الاستحواذ على الكتلة التعدادية لأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.