رمضان في الصومال.. روحانية عميقة وعادات متوارثة
رمضان في الصومال.. يحلّ شهر رمضان المبارك على الصومال محمّلًا بأجواء التقوى والتراحم، حيث يستعد الصوماليون لاستقباله بروح إيمانية عالية، مع المحافظة على العادات والتقاليد التي تميز هذا الشهر الفضيل. وتتحول ليالي رمضان إلى تجمعات عائلية وأجواء احتفالية، حيث تتزين المساجد بالمصلين، وتمتلئ الأسواق بالمتسوقين، فيما تتجمع العائلات حول موائد الإفطار الغنية بأشهى الأكلات التقليدية.
الأجواء الرمضانية في الصومال
مع اقتراب رمضان، تزدحم الأسواق الشعبية في العاصمة مقديشو والمدن الأخرى، حيث يشتري الناس التمور، والمكسرات، والمشروبات الرمضانية.
كما يتم تحضير المساجد لاستقبال المصلين الذين يتوافدون بكثافة لأداء صلاة التراويح، خاصة في المساجد الكبيرة مثل مسجد الملك فيصل في مقديشو.
قبل أذان المغرب، يتجمع الصوماليون أمام المساجد والمنازل لتوزيع التمر والماء، حيث يُعد الإفطار الجماعي من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي خلال رمضان.
وبعد الإفطار، تتواصل السهرات الرمضانية في المنازل والأسواق، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل الأحاديث وشرب الشاي التقليدي.
أشهر الأكلات الرمضانية في الصومال
يتميز المطبخ الصومالي بتنوع أطباقه التي تعكس التأثيرات العربية، والهندية، والإفريقية، ويعتبر رمضان مناسبة مثالية لتحضير أكلات تقليدية غنية بالنكهات، ومن أبرزها:
الأطباق الرئيسية
- الأنجيرو (Canjeero): خبز صومالي يشبه "الإنجيرا" الإثيوبية، يُقدم مع العسل أو الحليب، ويعتبر وجبة أساسية في الإفطار والسحور.
- السنبوسة (Sambuusa): فطائر مقلية محشوة باللحم أو الخضار، وهي من المقبلات الأساسية في رمضان.
- البرياني الصومالي: طبق أرز متبل مع اللحم أو الدجاج، ويتميز بنكهاته الغنية بالتوابل.
- المعكرونة الصومالية (Baasto): طبق مستوحى من المطبخ الإيطالي، يُطهى مع صلصة الطماطم واللحم.
- السكار (Suqaar): قطع لحم متبلة تُطهى مع البصل والخضار، وتُقدم مع الأرز أو الخبز.
- المرق الصومالي (Maraq): حساء يُحضر بالخضار واللحم، ويعتبر وجبة خفيفة ومغذية على مائدة الإفطار.
الاحتفالات والفعاليات الرمضانية في الصومال
يحفل رمضان في الصومال بالكثير من العادات الاجتماعية والدينية التي تمنح هذا الشهر طابعًا خاصًا، ومن أبرزها:
1- موائد الإفطار الجماعي
تنتشر موائد الإفطار الجماعي في المساجد والساحات العامة، حيث يجتمع الأغنياء والفقراء على مائدة واحدة، في مشهد يعكس قيم التكافل الاجتماعي.
2- ختم القرآن في المساجد
يحرص الصوماليون على ختم القرآن في العشر الأواخر من رمضان، حيث تُقام الدروس الدينية وحلقات الذكر في المساجد.
3- المسحراتي
لا يزال تقليد المسحراتي قائمًا في بعض المدن، حيث يجوب الرجال الشوارع بطبولهم التقليدية لإيقاظ الناس للسحور.
4- الأسواق الليلية
تزدهر الأسواق الرمضانية بعد الإفطار، حيث يُقبل الناس على شراء الملابس التقليدية، والمأكولات، والحلويات استعدادًا للعيد.
5- ليلة القدر والاعتكاف
في العشر الأواخر، يتزايد الإقبال على الاعتكاف في المساجد، وتُقام ليلة القدر بالدعاء والصلاة في أجواء روحانية خاصة.
6- عيد الفطر المبارك
مع نهاية رمضان، يحتفل الصوماليون بـ عيد الفطر، حيث تُقام صلاة العيد في الساحات والمساجد، ثم يتبادل الناس التهاني والزيارات العائلية، ويتم توزيع العيديات على الأطفال.
