رمضان في سوريا.. روحانية متوارثة وموائد عامرة
رمضان في سوريا.. يأتي شهر رمضان المبارك إلى سوريا محمّلًا بالأجواء الإيمانية والروحانية التي تمتزج بالعادات والتقاليد الشعبية العريقة، وبينما تعمر المساجد بالمصلين، تزدحم الأسواق بالمشترين، وتجتمع العائلات حول موائد الإفطار التي تتزين بأشهر الأطباق السورية التقليدية.
كما تزخر ليالي رمضان بالسهرات الرمضانية، وتستمر الاحتفالات حتى حلول عيد الفطر المبارك، مما يعكس الطابع الخاص لهذا الشهر الكريم في المجتمع السوري.
الأجواء الرمضانية في سوريا
يبدأ التحضير لاستقبال رمضان في سوريا قبل أيام من حلوله، حيث تعج الأسواق بالمواطنين الذين يشترون التمور، والمكسرات، والعصائر، والمستلزمات الرمضانية.
كما تشهد المساجد توافدًا كبيرًا لأداء صلاة التراويح والقيام، لا سيما في المساجد التاريخية مثل الجامع الأموي في دمشق والجامع الكبير في حلب.
أما الشوارع فتكتسي بالزينة والفوانيس، فيما تصدح المآذن بالأذان والابتهالات، خاصة عند اقتراب موعد الإفطار، حيث يترقب الصائمون مدفع الإفطار، وهو من العادات القديمة التي لا تزال قائمة في العديد من المدن السورية.
بعد الإفطار، يحرص السوريون على الزيارات العائلية، فيما تمتد السهرات الرمضانية في المقاهي والأسواق حتى ساعات السحور.
أشهر الأكلات الرمضانية في سوريا
يتميز المطبخ السوري بتنوع أطباقه، وخاصة خلال شهر رمضان، حيث لا تخلو مائدة الإفطار من المأكولات التقليدية الشهية التي تجمع بين النكهات الشرقية العريقة. ومن أبرز الأكلات الرمضانية السورية:
الأطباق الرئيسية
- الشوربة العدسية: تُعد من الأطباق الأساسية على مائدة الإفطار، وتُقدم ساخنة لتعويض الجسم عن فقدان السوائل خلال الصيام.
- الفتوش: من أشهر السلطات الرمضانية، وهو مزيج من الخضروات الطازجة والخبز المحمص مع دبس الرمان.
- الكبب السورية: تتعدد أنواع الكبة في سوريا، مثل الكبة المقلية، والمشوية، وكبة بالصينية، وكبة اللبنية، وجميعها تُعد وجبة رئيسية في رمضان.
- اليالنجي (ورق العنب المحشي): يُحضر من أوراق العنب المحشوة بالأرز والخضار، ويُقدم باردًا كطبق جانبي.
- شيخ المحشي: عبارة عن كوسا محشوة باللحم المفروم، وتُطهى باللبن، وهي من الأطباق الفاخرة في رمضان.
- المقلوبة: تتكون من الأرز والخضار المقلية مع اللحم أو الدجاج، وتُقلب في طبق التقديم لتأخذ شكلًا مميزًا.
الحلويات الرمضانية
- القطايف: من أشهر الحلويات الرمضانية، تُحشى بالجوز أو القشطة وتُقدم مع القطر.
- المعروك: خبز محلى محشو بالتمر أو المكسرات، ويكثر تناوله في السحور.
- النهش: نوع من الحلويات الشامية المصنوعة من العجينة الرقيقة والمغموسة بالقطر.
- البرازق والغريبة: من الحلويات السورية التقليدية التي تُقدم في السهرات الرمضانية.
المشروبات الرمضانية
- العرقسوس: مشروب شعبي رمضاني يتميز بفوائده الصحية.
- التمر الهندي: شراب منعش يُقدم على الإفطار لتعويض السوائل المفقودة.
- قمر الدين: يُصنع من المشمش المجفف، ويُعد من المشروبات الأساسية في رمضان.
الزي التقليدي في رمضان
يحافظ بعض السوريين على ارتداء الملابس التقليدية خلال المناسبات الرمضانية، خاصة في المناطق الشعبية والقديمة. يرتدي الرجال الجلابية أو القمباز مع الطربوش، بينما تختار النساء العباءات المطرزة أو الفساتين الشرقية، لا سيما في المناسبات العائلية.
أما في المدن الكبرى، فيرتدي معظم الناس الملابس العصرية مع الاحتفاظ بالطابع الشرقي في بعض المناسبات الدينية والاجتماعية.
الاحتفالات والفعاليات الرمضانية في سوريا
يحفل رمضان في سوريا بالعديد من الفعاليات والتقاليد الاجتماعية التي تمنح هذا الشهر طابعًا خاصًا، ومن أبرزها:
1- مدفع الإفطار
لا يزال مدفع الإفطار من التقاليد الراسخة في سوريا، حيث يُطلق قبل أذان المغرب إيذانًا بموعد الإفطار، ويُسمع صوته في العديد من المدن السورية.
2- المسحراتي
يُعتبر المسحراتي من الشخصيات الرمضانية المميزة، حيث يجوب الأحياء ليلًا وهو يقرع الطبل وينادي بأسماء الصائمين لإيقاظهم لتناول وجبة السحور.
3- السهرات الرمضانية
بعد الإفطار والتراويح، تجتمع العائلات في الساحات والمقاهي الشعبية، حيث تقدم العروض الفنية مثل الحكواتي، وتُقام المسابقات الثقافية والدينية.
4- الاحتفال بليلة القدر
تُعد ليلة القدر من أهم الليالي الرمضانية، حيث تكتظ المساجد بالمصلين، وتُقام الدروس الدينية وحلقات الذكر في أجواء روحانية خاصة.
5- الأسواق الليلية
تشهد الأسواق السورية حركة تجارية نشطة خلال ليالي رمضان، حيث يتوافد الناس على الأسواق الشعبية لشراء الحلويات والملابس استعدادًا لعيد الفطر.
6- عيد الفطر المبارك
مع نهاية رمضان، يحتفل السوريون بـ عيد الفطر المبارك، حيث تُقام صلاة العيد في المساجد والساحات العامة، وتُوزع العيديات على الأطفال، فيما تتجمع العائلات لتبادل التهاني وزيارة الأقارب.