رمضان في الأردن.. روحانية متألقة وعادات متوارثة
![رمضان في الأردن،](/themes/fagr/assets/images/no.jpg)
رمضان في الأردن.. يحل شهر رمضان المبارك على المملكة الأردنية الهاشمية وسط أجواء إيمانية مميزة، حيث تعم الفرحة قلوب الأردنيين الذين يستقبلونه بفرح وشوق، ويحيونه بالعبادة والتقوى.
يتميز رمضان في الأردن بعادات وتقاليد متوارثة، حيث يجتمع الناس على موائد الإفطار العامرة بأشهى الأطباق التقليدية، ويحرصون على ارتداء الأزياء التراثية في المناسبات، إلى جانب الاحتفالات الشعبية التي تضفي طابعًا خاصًا على هذا الشهر الفضيل.
الأجواء الرمضانية في الأردن
تبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان قبل حلوله بأسابيع، إذ تزدحم الأسواق بالمواطنين الذين يشترون التمور، والعصائر، والمواد الغذائية الأساسية، ومع غروب الشمس، يتجمع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار، فيما تصدح المآذن بأذان المغرب، إيذانًا بانتهاء الصيام وبداية لحظات روحانية تجمع بين الدعاء والتقرب إلى الله.
بعد الإفطار، يتوجه الأردنيون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، خاصة في المسجد الحسيني في عمان، ومسجد الملك الحسين بن طلال، اللذين يشهدان إقبالًا كبيرًا من المصلين خلال ليالي رمضان، كما تُقام الدروس الدينية وحلقات تلاوة القرآن في مختلف المدن الأردنية.
أشهر الأكلات الرمضانية الأردنية
يشتهر المطبخ الأردني بتقديم مجموعة من الأطباق التقليدية الشهية خلال رمضان، والتي تتميز بقيمتها الغذائية العالية. ومن أبرز الأكلات الرمضانية:
- المنسف: الطبق الوطني الأردني، وهو عبارة عن أرز مطبوخ باللبن الجميد مع اللحم البلدي، ويُقدم عادة في العزائم والمناسبات.
- المسخن: دجاج مشوي مع البصل والسماق وزيت الزيتون، ويُقدم على خبز الطابون، وهو من الأكلات المفضلة خلال رمضان.
- الشوربة العدسية: تُعد من الأطباق الأساسية على مائدة الإفطار، نظرًا لفوائدها الغذائية الكبيرة.
- فتة الحمص: وجبة خفيفة تُحضر من الحمص واللبن والخبز المحمص، وتُقدم عادة في وجبة السحور.
![](/Upload/libfiles/560/1/854.jpg)
- ورق العنب والكوسا المحشي: يُعد من الأطباق المحببة خلال رمضان، ويُحضر بحشو الخضار بالأرز واللحم والتوابل.
- المعجنات الرمضانية: مثل السمبوسك والفطائر المحشوة بالجبن أو اللحم، والتي تعد من الأطعمة الخفيفة على مائدة الإفطار.
أما الحلويات، فتأخذ مكانة مميزة في رمضان، ومن أشهرها:
- الكنافة النابلسية: وهي من أشهر الحلويات في الأردن، تُصنع من عجينة الكنافة الناعمة أو الخشنة مع الجبن أو القشطة، وتُغمر بالقطر.
- القطايف: وهي فطائر محشوة بالقشطة أو الجوز أو الجبنة، وتُقدم بعد الإفطار مع القطر.
- الهريسة: حلوى شعبية تُصنع من السميد والسكر وجوز الهند، وتتميز بمذاقها اللذيذ.
الزي التقليدي في الأردن
يحرص الأردنيون خلال شهر رمضان على ارتداء الأزياء التقليدية، خاصة في المناسبات العائلية والتجمعات الدينية. يرتدي الرجال الثوب الأبيض أو الأسود مع العقال، بينما تفضل النساء ارتداء الثوب الأردني المطرّز، الذي يعكس التراث الأردني العريق، خاصة في المناسبات الاجتماعية.
وفي المناطق الريفية، لا يزال البعض يرتدي الملابس التقليدية مثل المدرقة والسروال الفضفاض، بينما يفضل الشباب الملابس العصرية مع الطابع الشرقي كالجلباب والشماغ الأحمر أو الأبيض.
![](/Upload/libfiles/560/1/855.jpg)
الاحتفالات والفعاليات الرمضانية في الأردن
تتميز ليالي رمضان في الأردن بالأجواء الاحتفالية، حيث تُقام فعاليات ثقافية ودينية واجتماعية متنوعة، من أبرزها:
- الخيم الرمضانية: تنتشر في العديد من المناطق، حيث يجتمع الناس للسهر والاستمتاع بالجلسات التراثية، وسماع المدائح الدينية، وتناول المشروبات الرمضانية مثل التمر الهندي وقمر الدين.
- الأسواق الليلية: تزدهر الأسواق الشعبية في رمضان، حيث يتوافد الناس لشراء الحلوى الرمضانية والمستلزمات العائلية، ومن أشهرها سوق وسط البلد في عمان.
- احتفال المسحراتي: لا يزال بعض المناطق تحافظ على تقليد المسحراتي، الذي يجوب الشوارع ليلًا بطبلته التقليدية، مناديًا الناس للاستيقاظ لتناول وجبة السحور.
- الاحتفال بليلة القدر: تُعد من أهم الليالي الرمضانية، حيث تُقام الصلوات والدروس الدينية في المساجد، ويحرص الأردنيون على إحيائها بالدعاء والاعتكاف.
- عيد الفطر المبارك: يختتم رمضان بمظاهر الاحتفال بعيد الفطر، حيث تتجمع العائلات لتبادل التهاني، وتُوزع العيديات على الأطفال، وتُقام الصلوات في المصليات والساحات العامة.