رمضان في السعودية.. روحانية متجددة وأجواء استثنائية
رمضان في السعودية.. يحلُّ شهر رمضان في المملكة العربية السعودية حاملًا معه أجواءً روحانية فريدة، حيث تكتسي المدن بحلة إيمانية، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتزدهر العادات والتقاليد الأصيلة التي تعكس روح المجتمع السعودي.
أجواء إيمانية وطقوس مميزة في السعودية
منذ اليوم الأول من رمضان، تعمّ أجواء السكينة والطمأنينة مختلف أرجاء المملكة، إذ تشهد المساجد، وعلى رأسها الحرم المكي والمسجد النبوي، حضورًا كثيفًا للمصلين الذين يحرصون على أداء الصلوات والتراويح، بينما تتضاعف الجهود لاستقبال الزوار والمعتمرين.
أما في المنازل، فتجتمع العائلات حول موائد الإفطار التي تضم أطباقًا تقليدية مثل "التمر والماء" كفاتحة للصيام، يليها أطباق "السمبوسة" و"الشوربة" و"الفول"، والتي تُعد جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية السعودية.
الزي الرسمي في رمضان بالسعودية
يحافظ السعوديون على ارتداء الزي التقليدي خلال شهر رمضان، حيث يرتدي الرجال "الثوب الأبيض" مع "الغترة" أو "الشماغ"، بينما يفضل البعض ارتداء "البشت" في المناسبات الرسمية والزيارات العائلية.
أما النساء، فيرتدين "العباءة" و"الشيلة"، وتفضل الكثير منهن الملابس المحتشمة ذات التصاميم الرمضانية المزينة بالنقوش الشرقية وفي بعض المناطق، خصوصًا في المناسبات الرمضانية، يظهر الأطفال بملابس شعبية تقليدية تعكس التراث السعودي.
الاحتفالات في رمضان بالسعودية
يُعتبر رمضان شهرًا مميزًا يحتفي به السعوديون بطقوس واحتفالات خاصة، ومن أبرزها:
- القرقيعان (القرقعان): يُقام في منتصف رمضان، خاصة في المنطقة الشرقية، حيث يرتدي الأطفال أزياء تراثية ويحملون أكياسًا مزينة، ويجوبون الأحياء للحصول على الحلوى والمكسرات وسط أجواء احتفالية.
- التجمعات العائلية: تحرص العائلات على تبادل الزيارات خلال الشهر، حيث تجتمع الأجيال المختلفة على موائد الإفطار والسحور لتعزيز صلة الرحم.
- إحياء ليالي العشر الأواخر: تُقام صلوات التهجد والقيام في المساجد الكبرى، وعلى رأسها المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث يحرص المصلون على الاعتكاف والتعبد.
- فعاليات رمضانية: تنتشر الفعاليات الثقافية والتراثية والأسواق الرمضانية في العديد من المدن، وتُقام مسابقات لحفظ القرآن الكريم، إلى جانب الأنشطة الخيرية والتطوعية.
أشهر الأكلات الرمضانية في السعودية
تتميز المائدة السعودية خلال شهر رمضان بتنوع الأطباق التي تعكس تراث المملكة الغني، ومن أبرزها:
- التمر والماء: أول ما يبدأ به الصائمون إفطارهم، وهو سنة نبوية وعادة متوارثة.
- الشوربة: تُعد أساسية على مائدة الإفطار، وأكثرها شهرة "شوربة الحب" المصنوعة من القمح واللحم.
- السمبوسة: أكثر المقبلات شهرة في رمضان، وهي رقائق عجين محشوة باللحم أو الجبن أو الخضار، تُقلى حتى تصبح ذهبية اللون.
- الفول: طبق رئيسي على السحور، يتم إعداده بطرق مختلفة، مثل الفول المدمس أو المطبوخ مع الطحينة والزيت.
- اللقيمات: حلوى رمضانية تقليدية تشبه كرات العجين المقرمشة والمغموسة في العسل أو القطر.
- السوبيا: مشروب رمضاني شهير، يُصنع من الشعير أو الخبز المجفف، ويضاف إليه السكر والقرفة والهيل.
- الكبسة: الطبق الوطني السعودي، الذي يتكون من الأرز واللحم أو الدجاج مع البهارات، ويحضر في العزائم الرمضانية.
أسواق عامرة ومبادرات خيرية
تشهد الأسواق حركة نشطة قبل رمضان وخلاله، حيث يتسابق الأهالي على شراء المستلزمات الرمضانية، بينما تخصص العديد من الجهات الحكومية والخاصة حملات خيرية لتوزيع وجبات الإفطار على المحتاجين والمسافرين عبر "موائد الرحمن" المنتشرة في مختلف المدن، إضافة إلى المبادرات التطوعية التي تعزز قيم التكافل الاجتماعي.
القرآن في القلوب والمساجد
يُولي السعوديون اهتمامًا كبيرًا لختم القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل، حيث تخصص العديد من المساجد حلقات تحفيظ وتلاوة، بينما يحرص المصلون على أداء صلاة القيام والتهجد في العشر الأواخر من رمضان، وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان.
العيد.. فرحة تختتم الشهر الفضيل
مع اقتراب عيد الفطر، تبدأ الاستعدادات لشراء الملابس الجديدة وإعداد حلويات العيد، فيما تعمّ الفرحة البيوت والأسواق، ويحرص السعوديون على تبادل التهاني وزيارة الأهل والأصدقاء، في مشهد يعكس التلاحم المجتمعي الذي يميز المملكة.