رمضان في موريتانيا: شهر الروحانية والتقاليد العريقة

عربي ودولي

رمضان في موريتانيا:
رمضان في موريتانيا: شهر الروحانية والتقاليد العريقة

يحلّ شهر رمضان في موريتانيا حاملًا معه أجواءً روحانية مميزة، حيث يجمع بين العبادة والتقاليد العريقة التي تعكس هوية المجتمع الموريتاني، يتميز الشهر الفضيل في هذا البلد بغنى عاداته المتوارثة، من التحضيرات والاستعدادات إلى الطقوس الدينية والاجتماعية، في مشهد يعكس تمازج الأصالة مع روح الإسلام.  

الاستعدادات لشهر رمضان في موريتانيا  

مع اقتراب شهر رمضان، تعمّ الأسواق الموريتانية حركة نشطة، حيث يُقبل الناس على شراء المواد الغذائية الأساسية التي تستهلك بكثرة خلال هذا الشهر، مثل التمور، الحليب، الدقيق، اللحوم، والشاي، وهو المشروب الأساسي في الثقافة الموريتانية.  

وتحرص العائلات على تنظيف المنازل وتزيينها لاستقبال الشهر الكريم، بينما يبدأ التجار في عرض منتجاتهم الخاصة برمضان، وسط أجواء تملؤها البهجة والتآزر بين أفراد المجتمع.

ليلة رؤية الهلال تشكل لحظة حاسمة، حيث يتجمع الناس لمتابعة الإعلان الرسمي عن بداية رمضان، وبعد ثبوت الهلال، تعم الفرحة الشوارع، ويبدأ الأهالي في تبادل التهاني بقدوم الشهر الفضيل.  

رمضان في موريتانيا: شهر الروحانية والتقاليد العريقة   

الزي التقليدي في رمضان  

يحافظ الموريتانيون على ارتداء ملابسهم التقليدية خلال شهر رمضان، حيث يُعد "الدراعة" اللباس الأكثر انتشارًا بين الرجال، وهو ثوب فضفاض غالبًا ما يكون باللون الأزرق أو الأبيض، يرافقه سروال فضفاض يعرف باسم "السروال الموريتاني".  

أما النساء، فيرتدين "الملحفة"، وهي قطعة قماش كبيرة تلفّ حول الجسم بأسلوب أنيق، وتتميز بألوانها المتنوعة وزخارفها التقليدية التي تعكس التراث الموريتاني.  

أشهر الأكلات الرمضانية في موريتانيا 

يتميز المطبخ الموريتاني في رمضان بتنوع أطباقه التقليدية التي تزين مائدة الإفطار والسحور. ومن أشهر الأطباق الرمضانية:  

- الطعام (الثريد): طبق يتكون من الخبز أو العيش المغمور في المرق واللحم، ويُعد من الوجبات الأساسية للإفطار.  
- الكسكس: طبق شهير في موريتانيا يتكون من السميد المطهو بالبخار ويُقدَّم مع اللحم أو الدجاج والخضروات.  
- الزريك: مشروب تقليدي يُحضر من الحليب ممزوجًا بالماء والتمر، وهو مشروب منعش يُشرب عند الإفطار.  
- الحساء الموريتاني: يُحضَّر من الحبوب مثل العدس والحمص، وهو وجبة خفيفة ومغذية تساعد في تعويض الطاقة.  
- الشاي الموريتاني: لا تكتمل الأجواء الرمضانية دون جلسات الشاي الموريتاني، والذي يُحضر بطريقة خاصة من خلال غليه عدة مرات وإضافة النعناع.  

رمضان في موريتانيا: شهر الروحانية والتقاليد العريقة   

الطقوس الدينية والروحانية في رمضان  

يُعد شهر رمضان في موريتانيا مناسبة لتعزيز العبادات والتقرب إلى الله، حيث تكتظ المساجد بالمصلين لأداء صلاة التراويح، وتكثر حلقات تحفيظ القرآن وتلاوته بين الكبار والصغار.  

كما تحرص العائلات على الاستماع إلى الدروس الدينية التي تُقدَّم في المساجد أو عبر وسائل الإعلام المحلية، ويزداد التكافل الاجتماعي من خلال توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.  

موائد الإفطار الجماعية من التقاليد الراسخة في المجتمع الموريتاني، حيث يجتمع الجيران والأقارب لتناول الإفطار في أجواء تعزز روح المحبة والأخوة.  

وفي العشر الأواخر من رمضان، يحرص العديد من الموريتانيين على الاعتكاف في المساجد، وتُقام احتفالات خاصة بليلة القدر، حيث يُكثر الناس من الذكر والدعاء حتى ساعات الفجر.