تراجع النشاط الخطير في الغرب الإفريقي

مرصد الأزهر: انخفاض بنسبة 42.7% في أعداد ضحايا الإرهاب بغرب إفريقيا والساحل

منوعات

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا يكشف عن انخفاض ملحوظ في أعداد ضحايا الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا والساحل، حيث انخفضت هذه الأعداد بنسبة 42.7% مقارنة بشهر سبتمبر 2024. أشار التقرير إلى التراجع في النشاط الإرهابي في المنطقة، مع تسليط الضوء على الجهود الأمنية وأثرها في تقليص مستوى التهديدات. في هذا التقرير، سنقوم بتحليل محتوى التقرير بناءً على العوامل الرئيسية التي أسهمت في هذا التراجع والتدابير الأمنية المتخذة لمكافحة الإرهاب.

الانخفاض في أعداد الضحايا ونشاط التنظيمات الإرهابية

في أكتوبر 2024، بلغت أعداد الضحايا من الهجمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا والساحل 106 قتلى و267 جريحًا، مع انخفاض في عدد القتلى بنسبة 42.7% مقارنة بشهر سبتمبر، حيث تم تسجيل 185 قتيلًا و324 جريحًا. هذا الانخفاض الكبير في الأعداد يشير إلى تراجع ملحوظ في النشاط الإرهابي في المنطقة، حيث تم تنفيذ 3 عمليات إرهابية فقط في أكتوبر، بينما كانت المنطقة قد شهدت في الشهر السابق 7 عمليات إرهابية.

من الواضح أن الانخفاض في عدد العمليات الإرهابية قد يكون مرتبطًا بتغيير تكتيكي من قبل التنظيمات الإرهابية، حيث قد تكون قد نقلت نشاطها إلى مناطق أخرى بعد أن شعرت بضغط متزايد من الحملات العسكرية التي تم شنها ضدها في المنطقة. يمكن أن يعكس هذا التراجع أيضًا قدرة هذه الجماعات على التكيف مع الظروف الأمنية المتغيرة.

العوامل المساهمة في تراجع النشاط الإرهابي

تحدث مرصد الأزهر عن عدة عوامل أسهمت في تراجع النشاط الإرهابي في غرب إفريقيا، من أبرزها الحملات الأمنية المكثفة التي قامت بها القوات الحكومية، مما أجبر الجماعات الإرهابية على البحث عن ملاذات آمنة بعيدًا عن العمليات العسكرية. هذا التراجع في النشاط يعكس النجاح المؤقت لتلك الحملات في تقليص قدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ هجمات.

إن تكثيف الحملات الأمنية على الأرض، سواء عبر العمليات العسكرية أو التنسيق بين القوات المحلية والدولية، قد أدى إلى تقليص قدرة التنظيمات الإرهابية على السيطرة على المناطق أو التحرك بحرية. ومن خلال هذه الحملات، تم إجبار العديد من تلك التنظيمات على التراجع أو التنقل إلى مناطق أقل أمانًا، ما أسهم في تقليل فرص تنفيذ الهجمات.

تفاصيل العمليات الإرهابية في أكتوبر 2024

شهد شهر أكتوبر 2024 ثلاث عمليات إرهابية، وقع معظمها في مالي، حيث كانت هي الدولة الأكثر تضررًا من الهجمات. إذ أسفرت العملية في مالي عن مقتل 77 شخصًا وإصابة 255 آخرين، مما يمثل 72.6% من إجمالي الضحايا في الشهر. تلتها توغو التي شهدت عملية أسفرت عن مقتل 19 شخصًا، ثم النيجر التي فقدت 10 أشخاص في هجوم إرهابي آخر.

هذه الأرقام تكشف عن التفاوت الكبير في توزيع الخسائر بين الدول، حيث كان الهجوم في مالي هو الأكثر دموية. مما يشير إلى أن مالي قد تكون تشهد نشاطًا إرهابيًا أكبر مقارنة بالدول الأخرى، ما يتطلب تكثيف الجهود الأمنية في هذه الدولة على وجه الخصوص. كما يعكس التقرير أهمية تحديد بؤر النشاط الإرهابي والتركيز عليها في سياق حملات مكافحة الإرهاب.

أبرز التقرير دور تدابير مكافحة الإرهاب في دول بوركينا فاسو ونيجيريا، حيث لم تشهد أي عمليات إرهابية في أكتوبر 2024. تم تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل مكثف في هذين البلدين، مما أسهم في منع وقوع أي هجمات إرهابية.

يشير هذا إلى أن التدابير الأمنية الوقائية في هذه الدول قد كانت فعّالة في تحجيم نشاط التنظيمات الإرهابية. يتطلب ذلك أن تكون الدول الأخرى في المنطقة حريصة على تبادل الخبرات وتكثيف التعاون الأمني لضمان عدم تحول مناطق أخرى إلى بؤر جديدة للتهديدات الإرهابية.

خسائر التنظيمات الإرهابية في أكتوبر 2024

بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية في أكتوبر 159 قتيلًا، فيما تم اعتقال 182 شخصًا. نجح الجيش النيجيري في تصفية 140 عنصرًا إرهابيًا، بينما تمكنت القوات النيجرية من تحييد 19 إرهابيًا.

هذا الرقم يشير إلى نجاحات ملحوظة في التصدي للتهديدات الإرهابية. تمثل الخسائر الفادحة في صفوف الجماعات الإرهابية نتيجة مباشرة للعمليات العسكرية الناجحة والتنسيق بين القوات الأمنية في الدول المعنية، مما يزيد من فعالية استراتيجيات مكافحة الإرهاب.

أكد مرصد الأزهر على أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجهود العسكرية فقط، بل تتطلب أيضًا تصحيح الفكر المتطرف وبرامج إعادة إدماج العائدين في المجتمع. كما شدد على ضرورة تنفيذ برامج تنمية اقتصادية واجتماعية للمواطنين في المناطق المعرضة للخطر.

إن التعامل مع الإرهاب يتطلب حلولًا شاملة تجمع بين الجوانب العسكرية والتوعوية والاجتماعية. حيث تؤكد هذه التصريحات على أهمية التصدي للأسباب الجذرية التي تؤدي إلى انتشار التطرف، مثل الفقر والبطالة. وبالتالي، من الضروري أن تشمل استراتيجيات مكافحة الإرهاب تعزيز الجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية بجانب العمل الأمني.

يبرز تقرير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف انخفاضًا ملحوظًا في النشاط الإرهابي في منطقة غرب إفريقيا والساحل خلال أكتوبر 2024، ويعزو ذلك إلى عدة عوامل، من أبرزها الحملات الأمنية المكثفة. وعلى الرغم من هذا التراجع، يظل من الضروري استمرارية الجهود.