قصر "الشناوي باشا" بالمنصورة تحفة معمارية من 1928 اشترتة وزارة الثقافة في 2005 ليبدأ رحلته 20 عام من التخريب والتجريف

قصر "الشناوى باشا" أحد التحف المعمارية وأهم المعالم التاريخية التى تزهو بها مدينة المنصورة، ويتميز دونًا عن غيره بالعمارة الإيطالية
بني القصر عام 1928 على مساحة 4164 مترا، لصاحبه محمد باشا الشناوى، ويقع بشارع الجمهورية، وحصل على شهادة فى عام 1931 كأفضل القصور التى شيدت على الطراز المعمارى الإيطالى خارج إيطاليا بأيدى إيطاليين، واشاد به الدكتاتور موسيلينى وظل شامخاً محتفظاً بجماله ورونقه حتي 2005 وهو العام الذي اتخذت وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للأثار بشرائه من ملاكه وتحويله لمتحف .
صاحب القصر محمد باشا الشناوى من أعيان المنصورة عضو سابق بمجلسى الشيوخ والنواب فى العهد الملكى، وعضو بارز بحزب الوفد، وكان صديقا مقربا للزعيم سعد زغلول .
اعتاد الشناوى استقبال كبار الشخصيات السياسية أمثال الزعيم مصطفى النحاس بالقصر، وكان له جناح خاص، واستقبل أيضا سعد زغلول والأمير عبد المنعم وهو من الأسرة المالكة.
ومحمد بك الشناوي لديه 9 أبناء، هم "عزيزة وإلهام وزكي وأمينة وتهاني ونعمات وسعد وزينب وثريا، وكان يمتلك نصف مدينة المنصورة، ويدير أملاكه هو وأبناءه، منها مضرب الأرز، ومصنع للطوب.
ابنه الأكبر زكي بك الشناوي كان عضوا في البرلمان والحزب السعدي، وكان صديقًا لنبيل عباس حليم، واستقبل شيخ الجامع الأزهر حينما جاء إلى المنصورة لافتتاح المعهد الديني الذي أقامته عائلة الشناوي بعد وفاة محمد بك الشناوي.
وعندما تزوج الدكتور سعد الشناوى استذ الشريعة والقانون، والابن الأصغر لمحمد بك الشناوي، أقيم حفل الزفاف بالقصر وأحيته أم كلثوم، واستضاف الموسيقار محمد عبد الوهاب مرات عديدة، وكان يجلس فى الغرفة المطلقة على النيل ويقوم بتلحين أهم الأغانى، وخصص الطابق الثاني له.
ويتكون القصر من دور أرضى وأول بالإضافة للبدروم، وتم استيراد السلم الذى يربط بين الطابقين بأكمله من إيطاليا وهو من الخشب المعشق بدون أية مسامير وصمم على الطراز الإيطالى، ويتوسطه حديقة تحتوى على أشجار نادرة ومتنوعة ونافورة تراثية تقع بالحديقة الخلفية.
كانت توجد ملاعب تنس ملحقة بالقصر، وتنتمى واجهاته للعمارة الأوروبية وهى ذات طراز تلقيطى لها بعض ملامح عمارة البحر المتوسط، ويتضح ذلك من تكوين الكتلة والزخارف الجصية الرائعة التى تزين الواجهات الأربعة للقصر.
وفى تسعينيات القرن الماضى، اقتطع الملاك الملاعب من مساحة الحديقة وبيعها لأحد الشركات الإستثمارية وبناء مشروع تجارى سكنى قطع الإطلالة المميزة المباشرة على نهر النيل، والتى كان يتمتع بها القصر قبل بناء السد العالى.
ظل أبناء الشناوي باشا وأحفاده مقيمين بالقصر حتي عام 2005، حتى بدأت رحلته مع المعاناة حينما اشترته وزارة الثقافة من ملاكه، منذ 20 عاماً وسجله المجلس الأعلى لآثار كأثر إسلامى، وبدأت وزارة الآثار بالإعداد لمشروع ترميمه وتحويله لمتحف قومى لمحافظة الدقهلية وقدرت تكلفة المشروع حينذاك بخمسة ملايين جنيه.
وبدأت وزارة الآثار فى تنفيذ مشروع ترميم قصر الشناوى بمدينة المنصورة، وذلك منذ 10 سنوات لم يحدث خلالها اي شيئ سوي تجريف للحديقة التي تحولت فعلياً الي خرابة جراء أعوام من الإهمال فضلاً عن محاولات البناء علي اجراء منها بدعوى عمل أكشاك تذاكر لدخول المتحف وأخرى للموظفين التابعين للأثار الذين مازلوا يتواجدون بداخل القصر حتي اليوم والذي أثر علي القصر وحالته من الداخل لايقل نهائيا عما حدث به من خراب وتكسير وشروخ في السور الخارجي للقصر .
ومنذ عام 2016 وهناك حديث دائم عن قيام الوزارة بأعمال الترميم الإنشائى من عزل للأسقف وترميم الحليات والعناصر الزخرفية التى تزين واجهات القصر، إضافة إلى ترميم وصيانة السور الخارجى، وأعمال الكهرباء والسباكة وشبكة المياه، كما تقوم بأعمال ترميم الزخارف في الطابقين الأوب والأرضي، بعد الانتهاء من توثيق كل المعالم الزخرفية ولكن حتي الأن لا يوجد سوى خراب وتجريف فقط وها نحن نلقي الضوء عليه كأصل من الأصول المملوكة للدولة المنتهكة لعل أحد يسمع ويتحرك لإنقاذ تلك التحفة المعمارية التي ظلت علي حالتها المبهرة حتي طالتها يد من يقدر قيمتها او يعي قدرها .
معاناة قصر الشناوي باشا بالمنصورة سنوات من الأعمال والتخريب













