طعنة بسهام مختلفة.. ماذا وراء اغتيال مسؤول أممي في تعز؟
تعرض رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي "أردني الجنسية" في مدينة التربة، جنوبي محافظة تعز اليمنية، للاغتيال على يد مسلح مجهول، بينما كان في طريقه إلى مدينة تعز المحاصرة منذ 9 أعوام من قبل مليشيات الحوثي، لأداء مهمته الإنسانية والإغاثية في إنقاذ المتضررين.
◄أول رد من البرلمان اليمني بشأن اغتيال موظف أممي بتعز
أدان البرلمان اليمني اغتيال الموظف الأممي واعتبره طعنة غائرة في القلب، وجهتها أيادٍ أدمنت الأذى لليمن الذي لم يتعاف من طعنات متوالية بسهامٍ مختلفة.
وقال رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن العالم ما كاد يستجيب لمأساة اليمن الإنسانية ويبدأ أولى الخطوات لتقديم تعز نموذجًا لخروج اليمن من محنته، ليقرر أن تكون ملتقى أمميًا نموذجيًا لجهود التنمية، فيستبشر البسطاء والمحرومون، إلا أن قطاع الطرق وعصابات الإرهاب يأبون إلا أن تمارس هواية الدم والدمار.
وأوضح أن الاعتداء الآثم على موظفٍ أمميٍ من مواطني الشقيقة الأردن، التي لم تتردد في مؤازرة اليمن سلطةً وشعبًا عبر مبادرات لا حصر لها لا يعد سفك دم المواطن الأردني في مدينة التربة فحسب، وإنما سفك معه دم كل يمني يشعر بالخيبة والحرج والأسى على هذا المواطن الأردني الذي جاءنا يحمل شجرة القمح والأرز.. فلم يرد المجرمون التحية بمثلها.
◄ تعقيب مجلس القيادة الرئاسي اليمني بشأن مقتل مسؤول أممي
توعّد مجلس القيادة الرئاسي اليمني بملاحقة قتلة المسؤول الأممي بمدينة التربة، جنوب محافظة تعز.
وعقب اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز، مؤيد حميدي، على يد مسلح مجهول، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي، بملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة في تنفيذ الاعتداء المسلح.
وعيدُ مجلس القيادة الرئاسي لقتلة المسؤول الأممي البارز، ورد خلال اتصال هاتفي بمحافظ محافظة تعز نبيل شمسان، الذي أطلع العليمي على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ عملية الاغتيال، وتفاصيل الإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة، وتقديمهم إلى المحاكمة.
وفي ذات السياق أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باسمه وباسم أعضاء الرئاسي والحكومة عن تعازيهم لعائلة المسؤول الأممي، وزملائه، مؤكدًا التزام الدولة بضمان كافة الإجراءات لإنفاذ العدالة، وتأمين موظفي الوكالات الإغاثية في المحافظات المحررة، وتسهيل وصول المواد الإغاثية إلى جميع مستحقيها في أنحاء البلاد.
◄ردود الفعل بشأن مقتل مسؤول أممي بمحافظة تعز المحاصرة من ميليشيات الحوثي
كما أدانت قوى وأحزاب اليمن جريمة مقتل مؤيد حميدي بشدة، وأكدت أن الرصاصات التي استهدفت المسؤول الأممي إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي منذ 9 أعوام.
وندد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في بيان، بجريمة اغتيال الموظف الأممي حميدي وإصابة عدد من المواطنين، من قبل مسلحين بمدينة التربة، معتبرا الجريمة عملا إرهابيا جبانا.
وطالب البيان الأجهزة الأمنية بملاحقة العناصر المتورطة بهذا العمل المدان، وسرعة القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب الرادع.
من جهته، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن بأشد العبارات "العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منطقة التربة بمحافظة تعز ظهر اليوم، وأدت إلى مقتل مدير البرنامج السيد مؤيد حميدي وإصابة آخرين.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان متحدثه الرسمي، علي الكثيري، أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف أنبل وأسمى الأعمال الإنسانية وفرقها التابعة للأمم المتحدة، لا تنطلق إلا من فكر إرهابي متطرف سبق التحذير منه وبإشارة صريحة إلى أوكاره وغرف إدارته والتحكم به.
وأضاف أن فداحة هذه الجريمة النكراء لتستوجب على جميع الأطراف التحرك لاتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة وسريعة، تفضي إلى القبض على الجناة ومن يقف وراءهم، والقضاء على أوكار الإيواء لهذه العناصر الإرهابية وقطع شرايين تغذيتها الفكرية والمادية.
في السياق ذاته، أعربت الأحزاب والتنظيمات السياسية، في بيان، عن أملها في ألا تؤثر هذه الحادثة الأليمة على برنامج الغذاء العالمي ومعه كل المنظمات الفاعلة للاستمرار في عملها الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز.
ودعت إلى تفويت الفرصة على المتربصين بتعز وأبنائها المظلومين من إضاعة أبسط حقوقهم في الحصول على أدنى مستويات العيش الكريم وفقدان فرصهم في تلقي المساعدة اللازمة في ظل ظروف قاسية وحرب قاهرة وتجويع واستهداف تعددت أقطابه والمستفيدون منه وفي المقدمة مليشيات الحوثي التي تضرب حصارها على تعز.
ونددت منظمة ميون اليمنية هي الأخرى بالجريمة ووصفتها بلجريمة البشعة، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن سلسلة انتهاكات راح ضحيتها موظفون أمميون وموظفون تابعون للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، وهذا يؤثر بشكل سلبي على الوضع الإنساني القائم في ظل احتياج أكثر من 21 مليون إنسان للمساعدات.
وأكدت المنظمة، أهمية سلامة الطواقم الدولية العاملة من أجل المدنيين في اليمن للقيام بمهامهم الإنسانية.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه البالغ للعمل الإرهابي الذي أودى بحياة الموظف الأممي"، قائلا إنه سينقل تعازي العليمي إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة وعائلة حميدي.
وأكد غوتيريش أن هذا الحادث الإرهابي لن يؤثر على تدخلات الأمم المتحدة، وبرامجها الإغاثية المقدمة للشعب اليمني في مختلف المجالات، مجددًا التزام المنظمة الدولية بمواصلة مساعيها "الحميدة" من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
يذكر أنه تأتي عملية الاغتيال لموظف برنامج الغداء العالمي عقب فترة وجيزة فقط من إقرار المنظمات الدولية والأممية فتح مكاتب رسمية لها في تعز، لتنظيم تدخلاتها الإنسانية، مما يهدد بتوقف العمل الإنساني عن المدينة التي تضم أكبر كتلة سكانية في البلاد وتخضع لحصار حوثي منذ 9 أعوام.