وسط انتهاك الحوثي لحرمة رمضان بزرع الألغام.. كيف يساهم "مسام السعودي" في حفظ الأرواح؟
في الوقت الذي تعلو فيه المفرقعات والألعاب النارية كالعادة في جميع الدول العربية ابتهاجًا بقدوم شهر رمضان المبارك، مازالت فكرة استقبال الشهر الفضيل وشراء مستلزماته تؤرق اليمنيين بسبب الظروف التي يمر بها البلد، وغيرت شكل الحياة العامة.
حيث يحرص المواطنون على النزول إلى الأسواق القديمة ليتبضعوا ما استطاعوا من احتياجاتهم في شهر الصوم.
ورغم حرمة شهر رمضان الكريم، لا تتوقف عمليات زرع الألغام بشكل عشوائي في مداخل القرى وكذلك بالقرب من المساجد.
ولا يخلو شهر رمضان كل عام من تسجيل حوادث مفجعة لانفجار الألغام وإصابة أو وفاة مواطنين يمنيين بسببها.
ففي أول أيام رمضان العام الماضي، قتل مواطن يمني وأصيب اثنان آخران، بانفجار لغم من مخلفات ميليشيا الحوثي، شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، حيث انفجر اللغم بسيارة المواطن علي التام الحايك، ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة كانا معه في سيارته.
وبالطبع يطل العيد كل عام على اليمنيين وقد ضاقت بهم حتى الأماكن القليلة للتعبير عن فرحهم، وأصبحت مهمة العثور على مكان متاح لقضاء نزهة العيد من أصعب المتطلبات.
حيث تقلصت أماكن التنزه وتحولت إلى حقول ألغام ومخازن سلاح للميليشيات ومناطق عسكرية، ما زاد من معاناة المدنيين المتفاقمة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي خلفتها حالة الحرب المستمرة.
وكشف تقرير نشرته قناة "العربية" على موقعها الإلكتروني أن مدينة صنعاء اختفت فيها أكثر من 30 حديقة عامة وخاصة جراء التدمير الممنهج الذي طالها من قبل الحوثيين، بالإضافة إلى بيع الأراضي المخصصة كمتنزهات إلى مستثمرين، كما حظرت الميليشيات التنزه في أبرز الوجهات السياحية شمالي البلاد، بعدما حولتها إلى قواعد لإطلاق الصواريخ الباليستية.
وأوضح تقرير "العربية" أن الأمر لا يختلف كثيرًا في مدينة الحديدة الساحلية، حيث أصبحت كبرى ملاهي المدينة "حديدة لاند" منطقة عسكرية مغلقة، حفر فيها الحوثيون عشرات الأنفاق والخنادق، وزرعوا في نواحيها آلاف الألغام، كما أغلقوا كورنيش الحديدة ومعظم ساحل المدينة الذي أصبح ساحة للعمليات الإرهابية البحرية، حيث لم يتبق لأبناء المدينة من البحر للتنزه سوى مساحة لا يتعدى طولها 300 متر.
وتسببت الحرب الدائرة في اليمن في اندثار طقوس الاحتفال بهذه المناسبة الدينية السنوية والتي كانت تختلف من منطقة إلى أخرى، وله خصوصية ثقافية في كل محافظه توارثها الأجيال على مدار السنين، واختفت أشهر عادات اليمنيين بطلاء المنازل والمساجد وإضاءة المصابيح خارج المنازل حتى الصباح، في مشهد كانت تتحول فيه الجبال الشاهقة إلى حدائق معلقة مضيئة.
كما يعمل فريق عمل مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، بشكل متواصل منذ منتصف العام 2018م على تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، حيث تمكن الفريق حتى تاريخ اليوم من إزالة وتدمير أكثر من 391 ألف لغم مضاد للدبابات وألغام أفراد وعبوات ناسفة وذخائر غير منفجرة، من المناطق المحررة في اليمن، في الوقت الذي بلغت فيه إجمالي مساحة الأراضي التي تم تطهيرها 45،367،536 متر مربع.
وتسببت عمليات إزالة الألغام في وفاة 30 من العاملين في مشروع "مسام" الإنساني بينهم 5 خبراء أجانب، فيما أصيب 52 آخرون أثناء أدائهم واجبهم في نزع الألغام.
وأكد أسامة القصيبى مدير عام مشروع "مسام" أن فريق العمل لن يتوقف رغم التحديات عن المساهمة في حفظ أرواح الأبرياء وممارسة عمله الإنساني، فهو ضمن أهم الأعمال الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية للشعب اليمني الشقيق.