وكيل الأزهر: مشاركة الإمام الأكبر في جلسة رفيعة المستوى بمجلس الأمن تبرهن على قيمة الأزهر
علق وكيل الأزهر دكتور محمد الضويني على كلمة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في الجلسة رفيعة المستوى بمجلس الأمن بالأمم المتحدة، والتي ألقاها فضيلته من خلال البث الحي بواسطة تقنية الفيديو كونفرنس، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، وممثلين عن الدول الأعضاء بمجلس الأمن.
وكتب الدكتور الضويني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن كلمة شيخ الأزهر كلمة للتاريخ، مشيرا إلى أن مشاركة فضيلة الإمام الأكبر التاريخية في جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن بالأمم المتحدة لتبرهنُ على القيمة التي يُولِيها العالم والمجتمع الدولي للأزهر الشريف، وسعي فضيلة الإمام الأكبر في إقرار السلام العالمي والتذكير بمعاناة الشعوب التي تعرَّضت للظلم والاضطهاد وتضرَّرت من الصراعات والحروب، ونيته الصادقة في أن يَنعمَ العالم كله -بغضِّ النظر عن معتقدٍ أو لونٍ أو جنسٍ- بحياةٍ آدميةٍ ومساواةٍ وعدلٍ في توزيع الثروات.
ولطالما سعى فضيلته -ولا يزال- إلى نشر قيم الأخوة الإنسانية، وبدأ هذا الطريق الصعبَ بقيادة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في الانفتاح على المؤسَّسات الدينيَّة والثقافيَّة حول العالم، وأطلق مجموعةً من المبادرات العالمية، وتُوِّجتْ جهود فضيلته بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة التاريخيَّة عام ٢٠١٩م، مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
وأشار الضويني إلى أن شيخ الأزهر ما لَبِثَ، من أجل تعزيز جهود التقارب بين المؤسسات الدينية حول العالم، أن قرَّر طَرْقَ باب الأخوة الدينيَّة والإسلاميَّة، ونادى في ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب إلى فتح حوار إسلاميٍّ إسلاميٍّ بين مختلف مدارس الفِكرِ الإسلامي، وفتح قنوات الحوار والتذكير باللُّحمة الإسلامية التي تجمع أتباع هذه المدارس، فضلًا عن دعوته للتقارب بين الشرق والغرب والاستفادة من هذا التقارب في تحقيق سلامٍ حقيقيٍّ وأخوةٍ إنسانيةٍ صادقةٍ.
وأضاف وكيل الأزهر أنه اليوم وبعد دعواتِ فضيلتِه إلى ضرورة تنسيقِ الجهود بين القادة الدينيين؛ بما يملكونه من تأثير روحي وصنَّاعِ القرار العالمي من السياسين والمؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، يتخذ فضيلته خطوةً مهمةً؛ باعتلاء منصة مجلس الأمن من خلال الفيديو كونفرنس، وتوجيه رسائل مهمة؛ أبرزها: نقل آلام شعوب عالمنا العربي والإسلامي إلى العالم، والتَّذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى إنهاء أطول احتلال عَرَفَه التَّاريخ الحديث، وإقرار دولة فلسطينيَّة مستقلَّة عاصمتها القدس الشرقية، والتَّذكير بخطورة الاستثمار في اقتصاد السلاح، وأنَّ منطقتنا هي أكثر المناطق التي تضرَّرت من هذا الاقتصاد، مذكرًا بمعاناة سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان والعراق.
وأكد الضويني أن شيخ الأزهر لم ينس الأزمة الروسية الأوكرانية ومعاناة الأبرياء وتوقف عجلة الحياة والإنتاج في بقعة كبيرة من هذا الجزء من العالم، وما يعانيه الأبرياء جرَّاءَ هذه الحرب التي لم يقف تأثيرها على حدود الدولتين، ولكن وصل صداها إلى معظم أنحاء العالم فتضرَّرت الشعوب والدول اقتصاديًّا وعانى كثيرٌ من قلة الطعام والدواء وارتفاع الأسعار خاصة بعد تفاقم أزمة كورونا.