نداء الحق
قصص شهر رمضان.. كيف وصلنا الأذان؟
قصص شهر رمضان، وكيف وصلنا الأذان؟ سؤال يسأله الكثيرون؛ بُغيَة أن يعرفوا الرواية، أن كيف كان نداء الحق؟.
قصص شهر رمضان تذخر بالعديد من الأحداث المختلفة، والتي برزت مع هذا الشهر الكريم، ومنذ العام الأول من الهجرة بدأ المسلمون يعيشون تفاصيل أحداث مختلفة في إطار حياتهم المدنية الجديدة، والتي كان من الطبيعي أن يحدُثَ تطوير فيها على جانب الشعائر والعبادات، وكان من ضمنها الآذان.
قصص شهر رمضان.. قبل فرض الصلاة وبعدها
لم يكن هناك تكليفًا على المسلمين قبل الصلاة، إلَّا أن يوحدوا الله بان ينطقوا شهادة التوحيد "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله"، إذُ كان الفرد مأمورًا بذلك فقط كي يكون مسلمًا.
وكان النبي – صلوات الله عليه وسلامُه – قبل نزول الوحي يذهب إلى غار حِراء طيلة شهر رمضان، منقطعًا للعبادة، حتَّى فرض على المسلمين الصلاة، بعدما كان يقوم به النبى محمد فقط بأداء قيام الليل، فخففه الله بقيام نصف الليل " كما جاء في سورة المزمل "قم الليل إلا قليلا".
ثم تعلَّم المسلمون الوضوء، كما في سورة المائدة: "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"، وهنا صارت الصلاة مفروضة بعد ليلة الإسراء والمعراج.
قصص شهر رمضان.. كيف كانت الصلاة قبل الآذان؟
لم يكن هناك نداء للصلاة، إذ أن المسلمون أوَّل ما قدِموا إلى المدينة المنوَّرة كانوا يتحينون الصلاة ويقدِّرون أحيانها ليأتوا إليها، ولمَّا شقَّ عليها التحيُّن وتقدير الوقت بدأوا يتشاورون في الأمر، ويتكلّمون فيه، فربما كان منهم من يتقدم قبل الوقت، فيفوته ما كان يعمل، ومنهم من كان يتأخر فتفوته الصلاة في جماعة.
وقد روى فليح، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ، أن الناس كانوا يتحينون وقت الصلاة، فيصلون بغير أذان، فإذا حضرت الصلاة فمنهم من يدرك، وأكثرهم لا يدرك، فهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك - وذكر حديث عبد الله بن زيد بطوله - ؛ فلما أهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ذلك اجتمعوا فتشاوروا في أمر يعلمون به وقت الصلاة ويجتمعون عليه في المسجد.
خلاف بين الجرس والشبٌّور.. كيف وصلنا الأذان؟
لم يستقر المسلمون على شيء حتَّى أمرهم النبي أن يحضروا بوقًا "الشبُّور "مثل اليهود ينفخوا فيه لدعوة الناس بوقت العبادة، لكنه صلَّى الله عليه وسلَّم كرهه، ثم اقترحوا أن يكون "ناقوس النصارى"، فأمرهم أن ينحتوه، فكان حينها قطعة كبيرة من الخشب تضرب عليها أخرى أصغر منها فتحدث صوتا يعلم منه الناس دخول وقت الصلاة.
الصلاة جامعة
اجتهد عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وأشار فقال: «أولا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة»، فاستحسنه النبي صلوات الله عيه وسلامه، وأمر بلال بن رباح أن ينادي في الناس «الصلاة جامعة»، خمس مرات في اليوم والليلة مع دخول كل وقت صلاة.
نداء الحق.. بشرى الآذان
لمَّا كان الليل رأى الصحابي عمرو بن يزيد - رضي الله عنه - رأى في منامه ما جعله يجر ثوبه إلى رسول الله.
وقصَّ الرؤيا: "طاف بي هذه الليلة طائف، مر بي رجل عليه ثوبان أخضران، يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة، فقال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟
قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
بمجرَّد أن أنهى عمرو ما قصّه أخبره النبي قائلًا: "إنَّها رؤيا حقَّ إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه مارأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك".
وبذلك تم تشريع الأذان للصلاة في المساجد وبدأ العمل به في رمضان من السنة الأولى للهجرة والتي وافقت العام 623 من الميلاد؛ ليملأ نداء الحق ربوع الأرض.