الفراعنة.. قصة الاحتفال بعيد الأم ومن هي رمز الأمومة؟
يعتقد الكثيرون أن تقليد الاحتفال بعيد الأم قد بدأ في الغرب، منحدرًا عن احتفالات الربيع لدى الإغريق والرومان للاحتفاء بالإلهات الأمهات، ولكن في الحقيقة، بدأ أول احتفال بعيد الأم هنا في مصر في القدماء المصريين.
الفراعنة..قصة الاحتفال بعيد الأم
أقام الفراعنة احتفالًا سنويًا لتكريم الإلهة إيزيس، وهي من أكثر الإلهات المحبوبة في مصر القديمة والتي كانت رمزًا للأم والزوجة المثالية، وكانت راعية الطبيعة والسحر.
وورد في الميثولوجيا أو علم الأساطير، أن إيزيس كانت زوجة أوزوريس وأخته أيضًا، وحينما قام أخاهما الغيور ست بقتل أوزوريس، وقامت إيزيس بجمع أشلاء جسد أوزوريس، والتي تم توزيعها على أقاليم مصر، ثم أصبحت حاملًا بابن أوزوريس، حورس، الذي انتقم لموت أبيه وقتل ست ليصبح أول حاكم لمصر.
من هي رمز الأمومة لدي الفراعنة وكيف كان الاحتفال بها؟
اعتبرت إيزيس أم للملوك الفراعنة وأصبحت رمزًا للأمومة، وتم إقامة احتفالًا سنويًا تكريمًا لها.
في البداية، كان يتم تصوير إيزيس وهي تضع تاج لعرش خالي على رأسها، تجسيدًا لسلطة وقوة الفرعون.
وفيما بعد، أصبحت تصور بتاج لديه قرني بقرة بينهما قرص الشمس أو إلهة مجنحة، وهو رمزًا على الحماية والقدرة على بعث الحياة في الموتى. وفي المملكة الجديدة، بعض الرسوم أظهرت إيزيس ترضع ابنها حورس.
الاحتفال بعيد الأم عند الإغريق القدامى
قام الإغريق القدامى في مراسم الاحتفال بالربيع بتكريم ريا، أم زيوس وأم جميع الآلهة، بتقديم كعكات العسل، والمشروبات الفاخرة، والورود والأزهار مع بزوغ الفجر.
ويعد مهرجان هيلاريا الروماني، احتفالًا بالاعتدال الربيعي لتكريم سيبيل، أم الآلهة، التي تُعرف أيضًا بماجنا ماتر أو الأم العظيمة.
الاحتفال بعيد الأم في العصر الحديث
ويعود فضل الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى آنا جارفيس، التي نادت بجعل هذا اليوم إجازة رسمية لتكريم الأمهات على التضحيات اللاتي يقمن بها. مستوحاة من حلم أمها الراحلة بوجود يوم يكرم الأمهات جميعًا.
وقامت جارفيس بالنضال كثيرًا من أجل الحصول على موافقة بتعميم هذا اليوم مناسبة للاحتفال بالأم في شتى بقاع أمريكا، وأنشأت "الجمعية الدولية ليوم الأم" عام 1912،حتى تتمكن من تعميم هذا الأحتفال.
وبفضل جهودها وبعد 5 سنوات من ذلك التاريخ، أصبحت جميع مدن الولايات المتحدة الكبرى تحتفل بمظاهر عيد الأم في كل عام، وفي 1914 أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، تحويل عيد الأم إلى عطلة وطنية رسمية في أمريكا، وانتشر بعدها تقليد الاحتفال بعيد الأم ليصل معظم بلدان العالم.
الاحتفال بعيد الأم في مصر
يوافق موعد عيد الأم في مصر يوم 21 مارس من كل عام وهو نفس موعد بداية فصل الربيع في إشارة إلى أن الأم رمزا للصفاء والعطاء والخير، وصاحب فكرة عيد الأم هو الكاتب الصحفي الراحل علي أمين وأخيه مصطفى أمين مؤسسي جريدة أخبار اليوم، وذلك بعد أن قامت إحدى الأمهات بزيارة مصطفى أمين في مكتبه يوم 9/ 12 /1955 لتحكي له معاناتها مع أبنائها الذين انصرفوا عنها بعد أن ترملت الأم وكرست حياتها لتربية أبنائها ورعايتهم وما أن تزوجوا حتى استقلوا بحياتهم بعيدا عنها.
ولذلك كتب مصطفى أمين في عمود فكرة بجريدة أخبار اليوم ما يلي:
لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا يا أمي.. لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم؟
وبالفعل تفاعل القراء مع فكرة مصطفى أمين واختاروا يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال بالأم، وتم الاحتفال في مصر لأول مرة بيوم الأم في ذلك التاريخ 21/3/1956، وظلت الفكرة تلقى رواجا حتى عامنا الحالي الذي نستقبل فيه تاريخ عيد الأم يوم الثلاثاء الموافق 21/3/2023.