ما قصة "الإيمو" الذي أثار جدلًا داخل ولاية بوسطن الأمريكية؟

منوعات

طائر الإيمو العملاق
طائر الإيمو العملاق

خلال الأيام الماضية أثار مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشره أحد السكان المحليين داخل ولاية بوسطن، حالة من الجدل، يبدو فيه طائرًا ضخما يسير بلا هُدى، وكأنه فارًا من محبسه.

الإيمو الذي لا يطير

 

الشرطة تنفذ عمية مطاردة


ووفق مصادر إعلامية، قامت بتداول الفيديو المنشور قالت إن الطائر المُلقب باسم "الإيمو"، والذي لا يطير هرب، مساء الخميس الماضي في منطقة إيست بريدجووتر، مما دفع الشرطة إلى تنفيذ عملية مطاردة في المنطقة.
وأدت ذات المصادر أنَّ الطائر العملاق أثار قلقًا وفضولًا لدى الكثيرين، ما دفعهم لتنفيذ عملية مطاردة؛ من أجل حصاره.

وأخيرًا تمَّت السيطرة

 

قال مالك الطائر ويُدعى لي فلاهيرتي، لمحطة تلفزيونية إن حيوانا بريا تسبب على الأرجح في قفز الأيمو فوق سياج ارتفاعه 6 أقدام، أي ما يقرُب من (مترين) والهرب.

مضيفًا، خلال تصريحاته، أخيرًا تمت السيطرة على الطائر من قِبل الشرطة وأحد المارة، في نهاية المطاف في موقف للسيارات.

ماذا تعرف عن (الإيمو)؟

تُدرِج القواميس العلمية والبيولوجية طائر الإِيمُو أو الأَمُو، Dromaius novaehollandiae  وهو الاسم العلمي، ضمن الدرميس من فصيلة الرواكض، والذي يعد ثاني أطول طائر على وجه الأرض بعد النعام، وموطنه الأصلي دولة (أستراليا).
 

قطيع الإيمو بأعداد كبيرة


يقطع مسافات طويلة

يعد الإيمو من الطيور التي تحظى بريش ناعم  ذات لون بني، وهو فريدٌ بين كُل الطُيُور في شكل ريشه، كما يصل طوله نحو مترين، وعنقه وسيقانه طويلة ونحيلة.

وتضيف القواميس العلمية، أن الإيمو من الطيور التي تهاجر مسافات طويلة مُهرولة أو راكضة بسرعة قد تصل إلى 50 كيلومترًا في الساعة، وتساعدها سيقانها الطويلة أن تخطو خطوات تبلغ 275 سنتيمترًا.

ويقطع الإيمو هذه المسافات لا لغرض الترفيه، ولكن للحصول على الغذاء، فيمتدُّ التجوال ببعض أفراده مسافة لا تقل عن 1000 كيلومتر في السنة.

يتغذّى على الأعشاب الخشنة وقطع المعادن

 

يتغذى الإيمو على عدة أنواع من النباتات والأعشاب الخشنة، إلَّا أن هذه الطيور تُؤثرُ أكل النباتات الغضَّة، كما يتغذَّى أيضًا بِالثمار والأزهار والبُزُور والحشرات، ويُعرف عنه أنه يستطيع أن يمكث أسابيع من غير غذاء، ويقوم الإيمو بابتلاع الحصى والأعشاب المتصلبة وقطع المعادن لطحن الغذاء في جهازه الهضمي.

أفضل من اللحم البقري.. ولكن

في بداية القرن التاسع عشر، أصبح هذا الطائر  الضخم أحد الكائنات الأكثر شعبية في حدائق الحيوان حول العالم، وبمرور زمن طويل، اعتبرته بعض المجتمعات الأمريكية مصدرا محتملا للحوم الحمراء الأفضل من اللحم البقري من الناحية الصحية، وبدأت ولاية تكساس على الأخص تعمل على استيراده كنوع من الماشية في ثمانينيات القرن الماضي، لكن الأمر لم يستمر كثيرًا.

لم يكن جميع مشتري "الإيمو" داخل أسراليا أو الولايات المتحدة من المستثمرين ذوي الخبرة أو كانوا من مُرَبِّي الماشية، وكان بينهم الكثير من الهواة والأسر، ما حال دون فهم طبيعته الخاصة وأسلوب الرعي لهذه الطيور الضخمة التي لا تكاد تصل إلى سماء، فهي تحتاج إلى أرض أكبر قليلًا من تلك التي يتم فيها تربية الأبقار، وكثير من الهدوء، وهذا يختلف عن الأسلوب المُتَّبع.

على الرغم من إضافة العديد من القوائم للحم (الإيمو)، إلَّا أنَّ نوعه غير المألوف، وتكلفة تربيته التي زادت عن تكلفة تربية الماشية، لم تشفع لما قدمته السلطات الزراعية في ولاية تكساس من قروض قُدِّرت بنحو 400 ألف دولار، ومنح إعفاءات ضريبية لبعض المزارعين.

ولكن حتى الآن يقتني بعض أصحاب المزارع هذا الطائر ويحرص على تربيته، داخل بعض الولايات الأمريكية!