تعرف عليها
في عيد الشرطة الـ 71.. قصة معركة الإسماعيلية
تحتفل مصر بذكرى عيد الشرطة الـ 71، اليوم الأربعاء 25 من يناير، وهو احتفال سنوي، لتخليد ذكرى معركة الإسماعيلية، التي راح ضيحتها 80 جريح من الشرطة و50 شهيد.
معركة الإسماعيلية
وفي 25 يناير عام 1952، شهدت محافظة الإسماعيلية معركة جسد فيها رجال الشرطة ملحمة لم ولن ينساها التاريخ أبد الدهر، بعد أن استشهد في هذا اليوم 56 شهيدًا و80 جريحًا، في سبيل آداء واجبهم المقدس في الحفاظ على أمن وآمان المواطنين.
شرارة معركة الإسماعيلية
وانطلقت شرارة معركة الإسماعيلية بعد اتصال هاتفي بين وزير الداخلية حينها فؤاد سراج الدين، وقائد قوات الشرطة في الإسماعيلية اللواء أحمد رائف، كان نصها: "آلو.. حولني على فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية.. مين يا فندم، أنا اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام في الإسماعيلية، حاضر يا فندم.. معالي الوزير صباح الخير يا فندم.. صباح النور.. يا فندم قوات الاحتلال البريطاني وجهت لنا إنذار برحيل قوات البوليس عن مدينة الإسماعيلية، واحنا يا فندم رافضين وقررنا المقاومة، ومنتظرين تعليمات سعادتك.. حتقدروا يا أحمد.. يا فندم مش حنسيب الإسماعيلية حتى لو ضحينا بآخر نفس فينا.. ربنا معاكم.. استمروا في المقاومة".
أسباب معركة الإسماعيلية
وبدأت معركة الشرطة في صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 عندما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير إكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا لكي تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.
رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى السيد فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذي طلب الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، الأمر الذي جعل "إكسهام" وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين.
لم يكن هذا السبب الوحيد لرد الفعل البريطاني، حيث كانت هناك أسباب أخرى مثل إلغاء معاهدة 36 في 8 أكتوبر 1951 تسبب في غضب بريطانيا لتشعل الحرب ضد المصريين، وأحكمت الإغلاق على مدن القناة التي هي مركزًا رئيسيًا لمعسكرات الإنجليز.
أحداث معركة الإسماعيلية
وبدأت المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال البريطاني في تمام الساعة السابعة صباحًا بعدما انطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلًا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة.
وتسببت في مجزرة بشعة شهدت عليها أرض المدينة الباسلة بعد أن سالت الدماء الطاهرة كالنهر، ليأمر الجنرال «إكسهام» بوقف ضرب النار وإمهال رجال الشرطة المحاصرين مهلة قصيرة من أجل الاستسلام وترك أسلحتهم وإلا سيستأنف الضرب بقوة.
وهنا ضرب ضابط الشرطة المصري أروع الأمثلة في التضحية والبسالة، فقام النقيب مصطفى رفعت، بالصراخ في وجه الجنرال البريطاني بكل شجاعة قائلًا: "لن تتسلمونا إلا جثث هامدة"، لتستأنف قوات بريطانيا حربها على مبنى المحافظة ودكته دكًا حتى تحول إلى أنقاض فوق جثامين شهداء الشرطة الطاهرة.
أبدى "إكسهام" إعجابه بشجاعة رجال الشرطة الذين لم يستسلموا وفضلوا الموت على أن يتركوا أسلحتهم أو يخرجوا مذلولين الأعناق، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: «لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا».
وأمر أيضًا الجنرال البريطاني أفراد قواته بإعطاء التحية العسكرية لرجال الشرطة المصرية أثناء خروجهم من المبنى اعترافًا بشجاعتهم فى الدفاع عن الأوطان.