باحث سياسي عراقي في حوار خاص لـ "الفجر": مؤتمر "بغداد 2" يُنفذ الرغبات النبيلة للأردن ومصر بعودة العراق إلى الحضن العربي
◄الاتفاقيات السابقة لو نُفذت ستصب بمصلحة الشعب العراقي
◄ مؤتمر بغداد 2 يهدف الوصول إلى استقرار العراق
◄ يُنفذ الرغبات النبيلة للأردن ومصر بعودة العراق إلى الحضن العربي
◄ فرنسا تضغط لإنشاء محافظة مسيحية والدخول على الاقتصاد العراقي
◄ الاتفاق النووي مهم جدًا لإيران من أجل تحريك المياه الراكده
◄ الملف النووي ليس بيد دول المنطقة العربية ولكنه بيد أمريكا والدول الغربية
◄ من الصعب تحقيق مخرجات مؤتمر بغداد2 لأنه سيضر بالاقتصاد الإيراني
جاءت قمة بغداد الثانية، التي استضافتها المملكة الأردنية في ظل أوضاع صعبة إقليميًا ودوليًا، وتناولت 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها "الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووي إيران".
وفي 28 أغسطس 2021، عُقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة لأول مرة في العاصمة العراقية بغداد، وشاركت فيه 9 دول عربية وأجنبية، إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية.
وأجرى موقع "الفجر"، حوارًا خاصًا مع الباحث السياسي العراقي عبدالقادر النايل، للوقف على مخرجات مؤتمر بغداد 2.
إليكم نص الحوار:-
◄ماذا عن قمة بغداد الثانية؟
مؤتمر بغداد 2 يهدف الوصول إلى استقرار العراق وترسيخ السيادة العراقية على أرضه، والذي قد ينعكس على كافة دول المنطقة، وينفذ الرغبات النبيلة للأردن ومصر بعودة العراق إلى الحضن العربي.
◄لماذا كانت تضغط فرنسا بقوة من أجل أن ينعقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري؟
فرنسا تضغط باتجاه ضمان مصالح إنشاء محافظة مسيحية مستقلة بقضاء الحمدانية في الموصل بالتوافق مع إيران وأجنحتها المسلحة، فضلًا عن مصالح اقتصادية وأخرى منها دعم مليشيات حزب العمال الكوردستاني وبين تلك المصالح فإن فرنسا تريد الدخول بثقل كبير على الاقتصاد العراقي ومنها ملف الطاقة من النفط والغاز الطبيعي.
◄هل من الممكن أن تحرك القمة مباحثات الاتفاق النووي؟
الاتفاق النووي مهم جدًا لإيران وهي تريد استغلال كل شيء من أجل تحريك المياه الراكده ومنها مؤتمر بغداد الثاني المنعقد في عمان العاصمة الأردنية بحضور عربي خليجي مصري فرنسي أممي، ومن المؤكد أن السلطات الحكومية في العراق الحالية التي انبثقت من تحالف الإطار التنسيقي المقرب لإيران تعمل على تسير مصالح إيران ولذلك فإنها ستضغط باتجاه إتمام المشاريع الاستراتيجية مع الأردن ومصر مقابل أن يساهموا بتحريك الملف النووي الايراني وهذا ما يسمى الابتزاز السياسي.
◄ما سبب تأخر تنفيذ مخرجات الاتفاقات السابقة إلى الآن؟
لأنها لو نُفذت ستصب بمصلحة الشعب العراقي من خلال مد أنبوب النفط من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني لأنها ستكشل زيادة في الإنتاج النفطي وارتفاع ميزانية العراق المالية، وكذلك ربط الطريق من ميناء الفاو الكبير إلى العقبة ومصر، فضلًا عن إنسيابية التنقل والبضائع مما سينعكس إيجابًا على شعوب المنطقة وتوفير فرص عمل كبيرة للشباب فضلا عن الربط الكهربائي ودخول شركات مصرية للمساهمة في إعمار العراق.
◄ما هي الدول صاحبة قرار الملف النووي؟
الملف النووي بالدرجة الأساس ليس بيد دول المنطقة العربية وأن كانت معنية فيه بالدرجة الأساس، لكنه يخص الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وهي صاحبة القرار.
◄هل ستتحقق مخرجات مؤتمر بغداد2؟
بالتأكيد من خلال متابعة الأمور فإنني أقول بات من الصعب تحقيق مخرجات مؤتمر بغداد 2، لأن ذلك سيضر بالاقتصاد الإيراني المعتمد كليًا على الاقتصاد العراقي، فضلًا عن مشروعه السياسي الخطير الذي أسس له مئات المليشيات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتحقيق توسعه على حساب الاوطان العربية، وبالتالي لن يتخلى عن هذه المكتسبات بسهوله وينفذ الرغبات النبيلة للأردن ومصر بعودة العراق إلى الحضن العربي.
◄ماذا تحتاج مخرجات مؤتمر بغداد 2 للتنفيذ؟
إن تحقيق مخرجات المؤتمر ممكنة في ظل التحديات الكبيرة التي تعيشها المنطقة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية، والجميع يحتاج إلى تنفيذ مخرجات قمة بغداد في عمان لكن بالدرجة الأساس فإن التنفيذ يقع على عاتق السلطات الحكومية في العراق، وهذا يعتمد على قرار سيادي إلى الآن ليس موجودًا بسبب التدخل الإيراني والهيمنة على القرار العسكري والسياسي والاقتصادي الذي دفع ماكرون الرئيس الفرنسي مؤخرًا إلى التصريح بضرورة خروج العراق من التبعية الإيرانية.