استقطاب وتراشق بالاتهامات.. ترقب دولي للانتخابات الرئاسة فى البرازيل
تكتسب الانتخابات الرئاسية فى البرازيل 2022، حالة من الزخم المحلى والعالمى، خاصة وأنها ستحدد مصير وتوجه الدولة لأربع أعوام قادمة، فى ظل خوض "جايير بولسونارو" الرئيس الحالى اليمينى المتشدد، الانتخابات أمام الزعيم اليساري "لويز إيناسيو لولا دا سيلفا".
وشهد الشارع البرازيلى حالة من الانقسام عقب ترشح "لولا داسيلفا" (76 عامًا) صاحب الميول اليسارية، والذى واجه حكماُ بالسجن وصودرت حقوقه السياسية والانتخابية بعد إدانته فى تحقيق فساد بتهمة تلقى رشوة من شركات هندسية مقابل عقود عامة.
ولكن عقب مرور أكثر من عام ونصف عام من سجنه، تمكن لولا داسيلفا من الحصول على حكم البراءة بعدما أبطلت المكمة الفيدرالية العليا، حيثيات القضية وألغت كل الأحكام السابقة التى صدرت فى حقه ومنعته من الترشح لأنتخابات 2018.
• الرئيس السابق "لولا دا سيلفا"
ومن ناحية أخرى، يرى محللون أن محاكمة "لولا دا سيلفا" وسجنه كانا عقابا من النخب المالية والسياسية في البلاد ومعها الطبقة المتوسطة الواقعة تحت تأثير الحملة الإعلامية الشرشة ضده والتى لم تغفر له إطلاقه حراكا اجتماعيا؛ أدى إلى صعود أبناء الطبقات الكادحة درجات السلم الاجتماعي؛ لتحسين مستواهم الاجتماعي والمادي.
وكان "دا سيلفا"، قد تلقى خلال مدة سجنه الدعم والتأييد من قيادات ومثقفين ذات ثقل سياسي على الساحتين الدولية والمحلية، عبر زيارته في زنزانته أو إرسال رسائل التضامن له وكتابة المقالات والإدلاء بتصريحات إدانة للذين أدانوا "دا سيلفا" باعتباره معتقلا سياسيا مظلوما وليس سجينا يستحق العقاب.
• الرئيس الحالي "جايير بولسونارو"
ويواجه "دا سيلفا"، الرئيس الحالي "جايير بولسونارو" في الانتخابات القادمة، حيث أنه يمثل اليمين المتشدد وينتهج خطا سياسيا مواليا لكبار الرأسماليين والإقطاعيين ومعاديا للطبقات الفقيرة، كما أنه أيضآ فاز بالانتخابات الرئاسية رغم تبنيه رؤى غير مناصر للمرأة، بالإضافة لموقفه السلبي تجاه الأقليات العرقية والدينية.
وأيضآ يرى الرئيس البرازيلى الحالى والمنتهية ولايته، أنه فى حال فوز اليسار بالانتخابات الرئاسية القادمة، ستتبع البلاد نفس المسار الذى سلكته فنزويلا، الأرجنتين، تشيلى، كولومبيا، مؤكدآ أن أمريكا الجنوبية بأكملها ستصبغ باللون الأحمر وتصبح الولايات المتحدة الأمريكية معزولة فعليا.
ولا ينسي البرازيليون أيضًا أن "بولسونارو" كان يسخر من توصيات منظمة الصحة العالمية أثناء أزمة "كوفيد 19"، مما تسبب تجاهله لتعليماتها دخول البرازيل فى أزمة صحية، بالإضافة إلى السياسات البيئية الكارثية التي اتسم بها، حيث زادت نسبة الحرائق فى غابات الأمازون وبلغ تغول الإقطاع الزراعي مبلغا مخيفا في تهديده لما تبقى من المساحات الخضراء في أكبر غابات العالم الاستوائية.
• مناظرة انتهت بشجار بين المؤيدين
وشهدت المناظرات التلفزيونية بين الرئيسين الحالى "جايير بولسونارو" والسابق "لولا دا سيلفا" والمترشحين الانتخابات القادمة، تبادل الاتهامات، حيث وصف الرئيس البرازيلي الحالي، سابقه بأنه "لص" بعدما تم إدانته بالفساد، ليرد الأخير بأن "بولسونارو" يدمر البلاد.
وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب، وخلال المناظرة ركز " لولا دا سيلفا" في حديثه على الدفاع عن البيئة ومنطقة الأمازون، وانتهت المواجهة بشجار بين المؤيدين الحاضرين داخل مكان المناظرة بين المرشحين.
• استطلاعات الرأى
وتشير استطلاعات الرأي إلى الاحتمال الكبير لفوز "لولا دا سيلفا" بفارق مريح من الأصوات بعد انضمام عدد كبيرمن المثقفين والفنانين إلى معسكره والذين يساهمون في التعبئة الانتخابية لصالح القائد التاريخي لحزب العمال ويشاركون بشكل فعّال في الحملة الانتخابية بعد سياسات "بولسوناور" الاقتصادية والمالية التي أرهقت كاهل الطبقات الفقيرة بغلاء الأسعار والتضخم والبطالة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن لولا دا سيلفا هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات المقبلة، حيث يتصدر الاستطلاعات بنسبة 47 بالمئة مقابل 32 بالمئة "لبولسونارو" ولكن استطلاعات أخرى أظهرت أن الفارق بينهما أقل.
وإلى جانب المرشحين الأوفر حظا، هناك آخرين بينهم وزير المال السابق سيرو غوميز اليساري الوسطي وعضوة مجلس الشيوخ الوسطية سيمون تابت اللذان يحتلان المركز الثالث والرابع، وفي حال لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى سوف تنظم دورة ثانية في الثلاثين من نفس الشهر.