بسبب حجابها.. مقتل فتاة كردية في طهران يشعل الاحتجاجات ضد عنف النظام (تقرير)

تقارير وحوارات

مهسا أميني
مهسا أميني

أصيب أكثر من 30 إيرانياً بعضهم في حالة خطيرة، اليوم الأحد، بعد خروجهم إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة شابة كردية تبلغ من العمر 22 عاماً بعد ثلاثة أيام من اعتقالها وتعرضها للضرب على أيدي شرطة الآداب في طهران، حسبما أفادت مواقع محلية.


وتحولت ملابسات وفاة "مهسا أميني" أول أمس الجمعة لموضع خلاف حاد بين تقارير الجهات الرسمية والتي أفادت بأن القتيلة كانت تعاني من نوبات صرع حادة، وبين نفي عائلتها وتأكيدهم مقتلها على يد عناصر الشرطة خلال زيارة "مهسا" مع شقيقها لطهران وإلقاء القبض عليها خارج إحدي محطات مترو العاصمة لعدم امتثالها لقواعد الحجاب في البلاد.


العفو الدولية تعتمد رواية مقتل الشابة الكردية بسبب التعذيب

وكشفت منظمة العفو الدولية، في بيان لها تعليقًا على مقتل "مهسا" عن ملابسات وفاتها ، حيث توجهت الشابة التي تنتمي للأقلية الكردية في إيران إلى طهران بصحبة شقيقها، وأوقفتها "شرطة الآداب" المتورطة في اعتقل النساء اللواتي لا يتقيدن بقوانين الحجاب الإلزامي في إيران.

وبحسب شهود عيان لمنظمة العفو، قامت عناصر الشرطة بوضع "مهسا" داخل سيارة واعتدت عليها بالضرب واقتادتها لمركز اعتقال "وزرا" في طهران، وبعد ساعات وردت بيانات حقوقية تدعي بأن شرطة “الآداب” قد عرّضتها للتعذيب فدخلت في غيبوبة، ونُقلت في سيارة إسعاف إلى مستشفى كسرى في طهران، وتوفيت في حجزها بالمستشفي الجمعة الماضية.


اندلاع الاحتجاجات في أنحاء متفرقة بطهران

وتجمع المتظاهرون في البداية خارج مستشفى كسرى في طهران، حيث توفيت أميني وتم نقل جثمانها بالطائرة إلى مدينة "سقز" في إقليم كردستان في شمال غرب إيران أمس السبت.

وحاولت الشرطة إبقاء أعداد الحاضرين في الجنازة عند الحد الأدنى، فيما كشفت لقطات مصورة متداولة عبر "تويتر"  تواجد المئات عند القبر،  ثم تجمعت الاحتجاجات أمام مكتب محافظ "سقز"، لتقمعها قوات الأمن .


وكانت هناك أيضًا احتجاجات ،اليوم الأحد، في كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران، حيث تظاهر مجموعة من 100 طالب وحملوا ملصقات كتب عليها "المرأة، الحياة، الحرية"، وهي الكلمات التي رددها المحتجون في جنازتها.


عائلة الضحية تطالب بتفريغ كاميرات مقر الاحتجاز


وفى أول رد لأهل الضحية قال والد أميني لصحيفة "هام ميهان": "لم تكن ابنتي تعاني من الصرع ولا أمراض القلب. أسوأ مرض أصيبت به كان البرد"، متسائلًا، لماذا لم يتم عرض لقطات خروج ابنته من الشاحنة وما حدث داخل أروقة مركز الاحتجاز، مطالبًا بتفريغ كامل لكاميرات المراقبة داخل مركز الاعتقال وخارجه بدلاً من اللقطات المنشورة التي اعتمدتها الحكومة في إدعائها.
فيما أعلنت إدارة مستشفي "كسري" في بيان لها على تطبيق "اسنتجرام" تم حذفه بعد ساعة من نشره، أن أميني دخلت المستشفى وهي ميتة دماغياً، وتم إجراء الإنعاش للمريضة وعودة نبضات القلب وإدخالها إلى وحدة العناية المركزة،وبعد مرور 48 ساعة، أصيبت بسكتة قلبية مرة أخرى، بسبب موت الدماغ.

 

الوفاة المروعة تثير مخاوف الحكومة الإيرانية

وكشف نشطاء جقوقيين عن تأثير واقعة الوفاة المروعة، على زيارة الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة،حيث كانت زيارته تواجه بالفعل احتجاجات عقب وصوله لنيويورك اليوم الأحد، من نشطاء حقوق الإنسان والجمهوريين المعارضين لاتخاذ "جو بايدن" الرئيس الأمريكي أي خطوات لإعادة فتح الاتفاق النووي الإيراني.
وفي علامة على قلق الحكومة الرسمي بشأن الحادث ورد الفعل الشعبي، زعم " أحمد وحيدي "وزير الداخلية، إن التحقيق جار لكنه أصر على أن "أميني" لديها تاريخ من المشاكل الطبية يعود تاريخها إلى عندما كانت في الخامسة من عمرها.

فيما قالت "إنسية الخزعلي" نائبة الرئيس لشؤون المرأة في الحكومة، في تغريدة لها على تويتر، إنها تحدثت مباشرة مع الأسرة وعبرت عن تعازيها، وتسعى للحصول على توضيحات عاجلة للأمر، حيث تحولت الردود على تلك التغريدة إلى وابل من الاتهامات والردود الانتقادية، بسرد حوادث أخري تعرضت فيها النساء للضرب لعدم ارتدائهن الحجاب.


الجدل يتحول من فرض الحجاب لمساءلة شرطة الأداب


دعا "جليل رحيمي جهانبادي" عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، النواب إلى التحقيق، وقد دعا "علي مطهري" القيادي بالتيار المحافظ  السلطات الطبية إلى إجراء تحقيق فيما إذا كانت قد أصيبت بارتجاج في المخ، حيث تم تشريح جثتها قبل جنازتها.

وأصبحت وسائل الإعلام الإيرانية الآن مليئة بالنقاش حول مساءلة شرطة الأخلاق،  حيث تحول الجدل والنقاش من مسألة فرض الحجاب الشرعي في عموم البلاد لإمكانية مساءلة جهاز شرطة الأداب وإدانة أعمال العنف التي ترتكب بحق النساء وما إذا كانت أساليبها العنيفة تؤدي ببساطة إلى تخويف النساء بدلاً من حمايتها.

 

جدير بالذكر أن قانون العقوبات الإيراني ينص على تجريم ظهور المرأة في الشوارع وفي الأماكن العامة دون حجاب إسلامي، وهناك خلاف حقوقي حول ما إذا كان للشرطة الحق التعسفي في اعتقال المواطنين بموجب هذا القانون دون أمر من المحكمة.