لماذا استكمل أبونا عبد المسيح كاهن “أبو سيفين” القداس رغم دخان الحريق؟
شهدت منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة فى الأيام الماضية، حادثا أليما، حيث نشب حريق في كنيسة أبو سيفين في المنيرة بمنطقة إمبابة، وأسفر حريق الكنسية عن وفاة 41 مصليا بينهم نساء وأطفال، وأيضا كاهن الكنيسة القس عبد المسيح، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى إمبابة العام والعجوزة.
بدأت الصحفات القبطية فى تداول فيديو بعنوان " كنت أمينا للمنتهى" يكشف هذا الفيديو القداس المتداول الأخير للقس الراحل قبل الحادث ومن داخل هيكل الكنيسة، حيث كان الكاهن الراحل يتمم صلوات القداس الإلهي أمام المذبح ممسكًا بالإنجيل تحت ضوء كشاف محمول، إذ عانى المكان من انقطاع التيار الكهربائي ثم تصاعدت أبخرة الحريق فلم يوقف طقوسه ولم يترك مذبح صلاته، أما ما رصدته كاميرا الكنيسة فكانت قد انقسمت لتكشف النصف الآخر من الكنيسة البعيد عن المذبح، حيث كان الدخان الكثيف قد غطى الشمامسة تمامًا الذين بدء في حالة ارتباك تام بين الخروج وبين الوقوف وسط سحائب الأبخرة المتصاعدة، فالكاهن وحده هو صاحب قرار انصراف الشعب أثناء إقامة صلوات القداس، وفقًا لما يشرحه حسام كامل -الباحث في تاريخ وطقوس الكنيسة– والذي خدم كشماس أيضًا.
وفقًا لطقس الكنيسة الأرثوذكسية، قال حسام فى تصريح خاص لـ "الفجر"، ففي نهاية صلوات القداس الإلهي يتقدم المؤمنون المستعدون للتناول من الأسرار المقدسة، فالقربان هو جسد المسيح، أقدس ما في المسيحية- ويُعرف أيضًا بالذبيحة، أما دم الذبيحة فهو عصير العنب غير المخمر مختلطًا بالماء.
وقال القمص سيلا عبد النور، كاهن كنيسة العذراء بأكتوبر، فى تصريح له، نؤمن أن الذبيحة المقدسة وهي الخبز أو القربان والخمر أو عصير العنب تتحول لجسد المسيح ودمه وفقًا لعقيدة الكنيسة القبطية، ولكن هذا التحول يحدث في نهاية القداس، وبعد أن يقدس الكاهن الخبز والكأس، وتحديدًا حين يقول الكاهن: “نسألك نحن عبيدك غير المستحقين نسجد لك بمسرة صلاحك ليحل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين. (ويشير إلى الصينية والكأس) الموضوعة ويطهرها وينقلها قدسًا لقديسه”، وبعدها يبدأ الكاهن في رشمها ويقدسها.
يستكمل القمص عبد النور: “التقديس يعني تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه وفقًا لإيمان وعقيدة الكنيسة، وهو أمر لا يحدث إلا في نهاية القداس وقبل تقدم الشعب لنيل سر الافخارستيا، أي التناول من الأسرار المقدسة”، مضيفًا: “وقع حريق كنيسة أبو سيفين في نحو الثامنة صباحًا، أي بعد بداية القداس بقليل، حيث كانت الكنيسة تنتظر واعظًا ضيفًا جاء لتقديم كلمة بمناسبة صوم العذراء فاندلع الحريق قبل أن يصل.
وتابع القمص عبد ىالنور “الحريق وقع قبل لحظة تحول الجسد والدم. فالخبز ما زال لم يتقدس ولا الخمر أيضًا، ومن ثم فإن حدثت مشكلة في الكنيسة لا بد للكاهن أن يصرف الناس مباشرة”، مضيفًا: “كان القس عبد المسيح زميلي طوال أربع سنوات الدراسة في الكلية الإكليريكية بدير المحرق بأسيوط، وأعرف تعاليمه جيدًا فهو ليس درويشًا، وبكل تأكيد إذا كان قد تبين له حدوث حريق لأنهى القداس فورًا”.
وقال القمص عبد النور إن التعاليم والعظات التي تعتبر أن كل حادث كبير أو مرض أو تجربة قد تمت بسماح من الله هي تعاليم خاطئة، إذ تتسبب في مشكلة بين الله والمؤمن لأنها لا تذكر دور الشيطان في المصائب، فيما الأزمات تجعل المؤمنون يتخبطون في علاقتهم بالله وفي فهم مقاصده.