"ناس طيبين واتدبحوا".. "الفجر" تحاور قريب ضحايا مذبحة الريف الأوروبي بالشيخ زايد (فيديو وصور)

"غارقين في دمائهم، ومذبوحين داخل فيلا تحت الإنشاء".. بهذا المشهد المؤلم شاهد "محمد" نجل والده "عادل أبو زيد" 54 عامًا، وشقيقتيه (هناء 24 عامًا، ومنار 18 عامًا)، وكانت الصدمة الأخيرة عندما وجد طفله “مروان” وابنة شقيقته في ذات الوضع، بعد أن ذهبوا مع رب الأسرة لمكان عمله وهو مزرعة الريف الأوروبي داخل فيلا بالشيخ زايد لقضاء وقت ترفيهي، ليعيشا هذه النهاية الصادمة.

حاول الابن (مكتشف الجريمة) قبل يوم من الواقعة، الاتصال بوالده وشقيقاته عدة مرات، لأنه كان موعد عودتهم للقرية، وكانت المفاجأة أن هواتفهم أغلقت جميعا، فاتجه إليهم مسرعًا للفيلا، حتى وجدهم جثث هامدة، ولا يعلم من ارتكب تلك الواقعة البشعة.

انتقلت محررة "الفجر" لقرية برقاش بمنشأة القناطر، موطن ضحايا مزرعة الريف الأوروبي بالشيخ زايد، لكشف المزيد من كواليس القصة.

أحد الأقارب: نجل الضحية في حالة صدمة

قال "عماد محمد" أحد أقارب الضحايا، إن الضحايا هم: “عم عادل”، الخفير، وابنتيه هناء، ومنار، والطفل مروان -نجل محمد مكتشف الجريمة- والطفلة شهد ابنة شقيقته هناء. 

قريب الأسرة: أهالي البلد طلعوا المزرعة أول ماسمعوا الخبر

وأشار "عماد" قريب الأسرة، أن "محمد"، يعمل سائق توك توك، و"بيجري على لقمة العيش عشان ابنه وأسرته، وابنه أهو مات"، موضحًا، أن  “محمد" في صدمه من وقت اكتشاف الواقعة، مضيفا: “ربنا يصبره، وأهالي قرية برقاش في حالة حزن شديدة، وعندما علم أهالي القرية بما حدث خرجوا جميعهم إلى المزرعة”.

الضحية وأسرته ناس طيبين وبنته كانت هتتجوز بعد العيد

واستطرد "عماد" قريب الأسرة، أن "عم عادل" ونجله “ناس طيبين، وعمرهم ما عملوا مشاكل مع حد، ودايما بيجروا على لقمة العيش عشان عيلتهم، وكانوا بيجهزوا (منار)، لأن فرحها كان بعد العيد”.

أحد الجيران: عم عادل جارنا أكثر من 40 سنة

الحزن يخيم على أهالي القرية لعشرتهم الطويلة مع الأسرة التي تمتد لأكثر من  40  عامًا، ويقول أحد الجيران: "لحد دلوقتي مش مصدقين إن عم عادل وأولاده اتدبحوا بالشكل الصعب ده"، مشيرين إلى أن جاءهم الخبر في حدود الساعة 3 ظهرًا أمس، وقيل لهم: "الحقوا عم عادل وأسرته مذبوحين داخل المزرعة"، ففزع أهالي القرية جميعهم وذهبوا على الفور لمكان الحادث.

بيحب الناس ومعندوش عداوات

وأوضح أحد أهالي القرية، أن "عم عادل" راجل طيب بيساعد كل الناس، قائلًا: "ده كان في حاله ولسة شغال في المزرعة دي من أربع شهور بس، والبلد كلها في برقاش زعلانة عليه"، بالاضافة إلى أنه لم يكن له أي عداوات ومحبًا للجميع.

لا يوجد ثأر أو خلافات بين العائلات

واشار الجار في حديثه إلى "الفجر"، أنه لم يتوقع أن مرتكب الجريمة من داخل البلد، لأنه يتمتع بسيرة طيبة، ومن المحتمل أن يكون مرتكب الجريمة من بلطجية الجبل، موضحًا أن القرية ليس بها خلافات بين العائلات، ولا يوجد ثأر خاص بأي عائلة.

“الضحية بيسعى للقمة العيش”

وأوضح الجار في كلامه، أن الضحية "عم عادل" راجل بيسعى للقمة العيش ويعمل خفير بالفيلا تحت الإنشاء،  حيث صاحبها خارج البلاد بالسعودية، فكان الضحية يخرج من يوم السبت ويعود للقرية يوم الخميس، "كان ممكن يرجع كل يوم بس هو بيوفر حق بنزين عربية بمبلغ 150 جنيهًا".

كواليس التحقيق

وتباشر نيابة الشيخ زايد، التحقيق في مقتل خفير وأسرته داخل مزرعة بالريف الأوروبي بالشيخ زايد.

وكشفت معاينة النيابة العامة، في واقعة مذبحة أكتوبر، التي راح ضحيتها 5 أشخاص من أسرة واحدة، أن المجني عليهم، هما خفير على مزرعة بالريف الأوروبي ويدعى "عادل أبو زيد" في عقده الخامس من العمر، ونجلتيه، واثنان من أحفاده "8 و10 سنوات"

وافادت المعاينة، أن جثث الخفير وأسرته، كانت بهم آثار ذبح بالرقبة، حيث كان الخفير ونجلتيه ملقيان بجانب بعض، بينما الطفلتان ملقيان على مسافة صغيرة منهم، ومن اكتشف الجريمة نجل الخفير عندما حاول الاتصال به، وعندما لم يرد ذهب له على الفور.

وانتقل فريق من النيابة العامة، لمناظرة 5 جثث لأفراد من أسرة واحدة تم العثور عليهم داخل مزرعة في الريف الأوربي بالشيخ زايد، اليوم الأربعاء، ومعاينة مكان الواقعة، وتبين أن الجثث لمستأجر المزرعة ونجلتيه و2 من احفادة، تمهيدا لنقلهم إلى المشرحة.

بلاغ لمديرية أمن الجيزة

تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا يفيد العثور على 5 جثث داخل مزرعة، انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتم العثور على جثث مستأجر المزرعة، واثنين من أبنائه، واثنين من أشقائه.

استمع رجال المباحث لأقوال أحد أبناء مستأجر المزرعة، وتبين أنه اتصل على والده، ولم يتلقى منه رد، فتوجه إلى المزرعة، وعثر عليه وباقي الأسرة مفارقين الحياة.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وحُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.