لبحث مستجدات القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب.. نشاط مكثف للرئيس السيسي
شهدت أجندة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، نشاطًا مكثفًا لبحث قضايا المنطقة مع عدد من المسؤولين الأجانب.
في البداية، استقبل السيسي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حيث بحثا عددا من القضايا المهمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وملف مكافحة الإرهاب، كما تلقى السيسي، اتصالا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث عدد من قضايا المنطقة، بالإضافة إلى اتصال تلقاه من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، لبحث جهود وقف إطلاق النار في فلسطين.
السيسي يبحث مستجدات القضية الفلسطينية مع وزير الخارجية الأمريكي
استقبل السيسي الأربعاء، أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.
حضر اللقاء سامح شكري، وزير الخارجية، واللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وفيكتوريا نولاند، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية، والسفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وتوماس سوليفان، نائب سكرتير رئيس الأركان الأمريكي، والسفيرة باربرا ليف، من مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وخلال اللقاء، أكد السيسي على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.
من جانبه، نقل بلينكن إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس الأمريكي، مؤكدا اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع بها مصر في الشرق الاوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها بقيادة السيد الرئيس في السعي لتحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.
وتطرق اللقاء إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، حيث ثمن وزير الخارجية الأمريكي الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته، في حين أشاد الرئيس السيسي بالدعم الأمريكي الكامل للجهود المصرية المذكورة، مشيرا إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أمريكي فاعل لعودة الطرفين مجددا إلى طاولة الحوار، مشددا على حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيسا على المبادرة المصرية في هذا الإطار.
كما تناول اللقاء ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس السيسي إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعبا على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنيا وفكريا، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخي والتعايش وحرية الاعتقاد، مشددا في هذا الصدد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة لتدعيم تلك الجهود.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء في مكافحة الإرهاب، معربا عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكدا أن مصر تعد شريكا مركزيا في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.
وأيضا تم التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خصوصا تطورات الأوضاع في ليبيا والمرحلة الانتقالية التي تمر بها حاليا، وصولا على الاستحقاق الانتخابي المنشود في ديسمبر المقبل، حيث تم التوافق على أهمية دعم تلك المرحلة السياسية الفارقة في تاريخ ليبيا، مع ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من ليبيا، بما سيساهم في تحقيق طموحات الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على وحدة الاراضى الليبية وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية.
كما تطرق اللقاء أيضا إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن الأمن المائي لمصر من خلال قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكي على وجه الخصوص للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة، حيث جدد الوزير بلينكن التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف.
كم تم تناول بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالجهود التنموية الضخمة التي تشهدها مصر حاليا، وقد أوضح الرئيس في هذا السياق جهود الدولة من خلال سلسلة المشروعات التنموية الكبرى بهدف تحقيق التنمية الشاملة في كل القطاعات والارتقاء بكافة جوانب الحياة المعيشية للمواطنيين وكذلك جميع الخدمات المقدمة من قبل الدولة.
السيسي يبحث قضايا المنطقة مع ميركل
تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأكدت ميركل اعتزاز ألمانيا بروابط الصداقة التي تجمعها مع مصر، والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والحرص على التشاور والتنسيق المستمر مع الرئيس فيما يخص مختلف التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، مشيدةً في هذا الصدد بجهوده للحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في المنطقة بأسرها، ومؤكدة في هذا السياق التزام بلادها بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات ودعم جهود مصر التنموية من خلال خبرات الشركات الألمانية وزيادة الاستثمارات.
من جانبه، أكد الرئيس، خلال الاتصال، حرص مصر على تدعيم الشراكة القائمة مع ألمانيا، والتطلع لتعظيم التنسيق والتشاور الثنائي بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خصوصا في مجالات الطاقة والنقل، أخذا في الاعتبار أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، معربا في هذا الإطار عن التقدير للإسهام الكبير الذي قامت به المستشارة ميركل منذ توليها مقاليد الحكم في ألمانيا في تطوير العلاقــات الثنائية بين البلــدين.
وأضاف كما شهد الاتصال التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خصوصا تطورات القضية الفلسطينية في أعقاب الأحداث الأخيرة، حيث عبرت المستشارة الألمانية عن خالص تقدير بلادها للجهود المصرية الناجحة بقيادة الرئيس، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، مثمنةً في هذا الإطار الاتصالات المصرية الفعالة مع كل الأطراف المعنية، والتي ساهمت في إنهاء حالة التوتر والحد من الخسائر البشرية والمادية، ومؤكدةً على حرصها على تكثيف التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس في هذا الخصوص.
وأكد الرئيس في هذا السياق رؤية مصر بضرورة العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددا على استمرار الجهود المصرية في تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع التنسيق مع المجتمع الدولي لإطلاق عملية إعادة إعمار غزة تأسيسًا على المبادرة المصرية في هذا الإطار.
كذلك تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع الحالية في ليبيا؛ حيث استعرض الرئيس السيسي جهود مصر الهادفة في مجملها إلى دعم المرحلة الانتقالية الحالية في ليبيا، وصولا إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنشود في شهر ديسمبر المقبل، بما يساعد على استعادة أركان الدولة ومؤسساتها الوطنية، وقد أشادت المستشارة ميركل بالدور المصري تجاه القضية الليبية، والذي عزز من مسار العملية السياسية في ليبيا.
وتم التوافق في هذا الإطار على أهمية خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من الأراضي الليبية، الامر الذي سيعزز من سلاسة ونجاح الفترة الانتقالية، ويساهم في تلبية طموحات الشعب الليبي في مستقبل أفضل، كما تم الاتفاق على استمرار التنسيق الثنائي الحثيث بين البلدين في هذا الإطار.
اتصال السيسي ورئيس وزراء باكستان
في سياق متصل، تلقى السيسي، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
وأكد عمران خان عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، والتطلع لى استكشاف آفاق جديدة للتعاون المثمر بين مصر وباكستان.
من جانبه، أشاد الرئيس بمستوى العلاقات الإيجابي بين مصر وباكستان، والتلاقي بين سياسات وأهداف البلدين الصديقين فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية، مؤكدا الحرص على الدفع بالتعاون الثنائي مع الجانب الباكستاني في شتى المجالات، وتبادل الخبرات، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وكذلك فيما يتعلق بالبرنامج الاقتصادي الناجح الذي تتبناه مصر.
وقد شهد الاتصال تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة في غزة، حيث أعرب خان عن التقدير الكبير من باكستان للموقف المصري والجهود الناجحة التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والتي عكست بدورها أهمية الدور المصري على الصعيدين العربي والإسلامي، مشددا على أن استقرار مصر يمثل ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.
وأكد الرئيس في هذا الإطار أهمية البدء في أقرب فرصة ممكنة باستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما يساعد على تسوية القضية الفلسطينية، وإنهاء دائرة العنف المفرغة.
كما تطرق الاتصال إلى بعض موضوعات التعاون الثنائي، حيث تم التوافق بشأن ضرورة تفعيل آليات الحوار القائمة بين البلدين خصوصا على المستوى السياسي، بما يساعد على تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، كما تم استعراض ملف مكافحة الإرهاب باعتباره من أهم التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، حيث تم التوافق بشأن أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون في هذا المجال، بما في ذلك مكافحة الفكر والأيديوليجيات المتطرفة في ضوء الدور الرائد للأزهر في هذا الصدد، أخذا في الاعتبار التطورات الإقليمية والدولية القائمة، وما يشكله الإرهاب من خطر على استقرار وأمن الدول.