بمناسبة التراث العالمي.. خبير يقترح "سياحة غطس أثرية" في جزيرة فيلة

انتشرت العديد من الأنباء عن اعتزام مصر الاحتفال بيوم التراث العالمي بشكل استثنائي هذا العام، حيث سيقوم المتحف القومي للحضارة المصرية بافتتاح قاعة المومياوات الملكية والتي تم نقل 22 مومياء ملكية إليها يوم 3 أبريل الجاري، وكذا سيتم الاحتفال بمرور 40 عامًا على انقاذ آثار فيلة.

ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف في تصريحات إلى الفجر إننا نستطيع الاستفادة من آثار المنطقة المحيطة بفيلة، حيث نصل إليها حاليًا بالمراكب وفي رحلة الرجوع إذا أكملنا المسير لمسافة بسيطة حيث كانت تلك المنطقة عبارة عن صحراء قبل السدود، وكان الملوك يحبون إثبات السيطرة عن طريق التدوين على الأحجار، فنتج عن ذلك مجموعة من الخراطيش للملك بسماتيك على العديد من الصخور، حيث يرى السائح نصف الخرطوش خارج المياه، وبالطبع الأسفل منها غاطس تحت المياه، ونستطيع هنا أن نمارس سياحة الغطس لقراءة الهيروغليفية، وكذلك في مقياس النيل بجزيرة ألفنتين سنجد على الصخور هيروغليفيات وخراطيش ملكية، وهنا نستطيع تفعيل تلك الرياضة وتكون مدعومة بنوع من المسابقات التنافسية.

وأشار الشماع إلى أن أسوان هي مستودع الجرانيت، ومنها كان يتم قطع المسلات، حيث يتم حفر ترع إلى المحاجر وتحريك الأحجار الضخمة فوق الأطواف والمراكب حتى المكان الذي سيتم توقيفها فيه بالأقصر، وتلك المسافة حوالي 220 كيلو متر، وعلى مدى 2000 عام، كان هذا الطريق يعج بالحركة المستمرة مثل قناة السويس على سبيل المثال، حيث يتحرك عبرها آلاف الأطنان من الجرانيت سواء تماثيل أو مسلات فوق المراكب والأطواف، كما أن لدينا ميناء السلسلة ما بين الأقصر وأسوان والذي يكتظ بالمحاجر والذي مد مصر بالحجر الرملي منذ العصر المصري القديم وحتى القرن العشرين.

والسؤال هنا هل عبر آلاف السنين لم تغرق أي سفن في تلك المنطقة بما كانت تحمله من آثار، والجواب أن هناك بالطبع سفن غرقت، وهناك آثار موجودة في قاع نهر النيل، والتي تحتاج لاستكشاف ثم انتشال، ونهر النيل في هذه المنطقة ليس عميقًا، وقاع النيل هنا إما طمي أو ملئ بالأعشاب، ونستطيع هنا أن نستغل موسم الغطس في استكشاف ذلك القاع.

ونستطيع أن نستخدم أجهزة الكشف للعثور على تلك الآثار، والأثر الذي لا نستطيع انتشاله، نستطيع إظهاره في وسط المياه من خلال إحاطة الأثر بحاجز، ونضخ المياه خارجه وسيكون لدينا في منتصف النيل مكان زيارة سياحي هام للغاية.