"في يوم المرأة" نكشف عن دور "أياح حتب" زوجة الشهيد وأم طارد الهكسوس
يشهد يوم الثامن من مارس احتفالًا عالميًا بالمرأة، تحت مسمى اليوم العالمي للمرأة، وغدًا التاسع من مارس هو يوم الشهيد المصري، ونعرض لحياة سيدة كان لها دور مشهود في طرد الهكسوس، وهي زوجة وأم شهيد.
وعن هذه السيد يقول مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة السياحة والآثار، كان ملوك الهكسوس يسيطرون على شمال الوادي ويبذلون غاية الجهد في فرض سلطانهم على كل مصر، بالوقت الذي كان فيه أمراء طيبة ينشرون سلطانهم على أكثر الأقاليم في صعيد مصر ثم يبذلون كل ما في وسعهم لطرد الغزاة الهكسوس.
وتابع في تصريحات إلى الفجر، كان على رأس هؤلاء الأمراء الملك سقنن رع، الذي رفع راية الجهاد وجند جنود الصعيد لحرب الهكسوس بمشاركة الملكة اياح حتب زوجه وشريكته في الكفاح حتى سقط شهيدا في ساحة النضال أثر هجمة غادرة آخذته غيلة فقد طعنوه بخنجر تحت اذنه اليسرى فغاص الخنجر في عنقه وكانت الطعنة قوية لم يستطع ردها ثم انهالوا عليه بالبلط والعصى حتى قضى عليه.
ومن بعده حمل ابنه كامس الراية، وواصل مسيرة النضال حيث خرج بجيشه الى الشمال واحتمى الهكسوس بعاصمتهم في أواريس ولم يبق أمامه سوى أن يسوقهم وراء الحدود المصرية ولكنه أستشهد وحمل الرسالة من بعده خليفته أحمس الأول الذي سجل نهاية الهكسوس.
وكان وراء كل ذلك الملكة إياح حتب، ويعني اسمها، القمر راضي، قمر الزمان، فقد جاهدت مع زوجها وجاهدت الى جانب خليفتيه من بعده كامس وأحمس ولم يكتف التاريخ بوصفها أنها أم بطلي الجهاد ولكنها كانت أم المصريين.
وأشار إلى أن أياح حتب كانت الملكة وأم الملوك تقف شامخة بين نساء الدنيا فهي أول وآخر امرأة تحصل علي أعلي أوسمة عسكرية في التاريخ المصري والعالمي والفضل يرجع إليها في تحرير مصر من الهكسوس هي أول من أشعلت شعلة النضال المصري ضد الغزاة.
فهي زوجة الملك سقنن رع عاشت حياة طويلة ومؤثرة حيث قامت بتصريف شئون الدولة كوصية على ابنها كامس بعد وفاة زوجها سقنن رع وهو يحارب الهكسوس ومن بعد كامس ابنها أحمس الأول في بداية حكمه، ويعتقد أنها قد شاركت بالفعل وقادت حملات لقتال الهكسوس ولذلك وجد بتابوتها أوسمة ونياشين عسكرية مثل وسام الذبابة الذهبية والتي تمنح لتقديم خدمات عسكرية استثنائية والفأس الذهبية.وقد عاشت إياح حتب حتى بلغت التسعين من العمر. ظلت طول عمرها تحارب وتناضل لتحرير مصر وفقدت زوجها وابنها ولم تيأس وقدمت كل غالي من أجل حرية بلدها وهي أول من فكر في استخدام العجلات الحربية لمحاربة الهكسوس وهم من أدخلوها لمصر.
وقد اكتشف ماريت باشا تابوتها في منطقة ذراع ابوالنجا بالقرنة عام 1859 وأرسل تابوتها على باخرة خاصة الى متحف بولاق وكان يحتوى مومياتها ومجوهراتها واوسمتها وأوقف مدير مدرية قنا أيامها الباخرة عتد قنا ونزع الأكفان عن المومياء وتحطمت عظام الملكة وأرسل المجوهرات على سفينة إلى الوالي سعيد باشا لكن مارييت تتبع السفينة حتى أدركها عند سمنود واستعاد التابوت ومحتوياته وبعث بالمجوهرات لسعيد باشا الذي احتفظ بقلادة منها أهداها لإحدى زوجاته عبارة عن سلسلة ذهبية يتدلى منها جعران ثم أعادها لتحفظ في المتحف مع باقي المحتويات.
وقد حصلت الملكة إياح حتب حصلت على وسام «الذبابة الذهبية» وهو أعلى وسام عسكري في الدولة المصرية الفرعونية القديمة ولم يكن يمنح إلا لأعظم قادة الجيوش الحربية وتم منحها هذا الوسام اعترافا بكفاحها وقدرتها على إدارة شئون الدولة وفضلها في بث روح الأمل للجيوش