أقرتها "الصحة العالمية".. هل تعالج الأعشاب الإفريقية مرضى كورونا؟
تتجدد آلام جائحة كورونا التى تضرب الكثير من دول العالم، فى موجة ثانية للمرض، يراها البعض أشد فتكا من سابقتها.
وبينما ينتشر فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" من جديد، يسابق العلماء والباحثون الزمن، ويتنافسون فى سباق محموم، من أجل إنتاج وتطوير لقاح للفيروس، ما من شأنه الحد من آثاره على الدول والأفراد، إذ يجبر انتشار الفيروس الدول والحكومات على الالتزام بإجراءات غلق للحد من انتشاره، وهو ما ينعكس سلبا على اقتصاديات تلك الدول، كما أنه يستنزف الأرواح فيخلف أعدادا هائلة من الضحايا.
الأعشاب الإفريقية علاجات محتملة
وفيما لا تزال أبحاث وتجارب الدول قائمة على أمل التوصل إلى لقاح فعال، فى ظل زيادة الحاجة إلى ذلك لتجنب تداعيات الموجة الثانية من الفيروس، التى تغزو العالم، وتضرب الكثير من لدول العربية والعالمية، أقرت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، بروتوكولا ينظم إجراء اختبارات على أدوية عشبية إفريقية، يحتمل أن تكون علاجا فعالا لفيروس كورونا المستجد، وأمراض وبائية أخرى.
وبحسب "فرانس برس"، أقر خبراء من منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع خبراء من منظمتين إفريقيتين، بروتوكولا لإجراء اختبارات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على أدوية عشبية إفريقية، لعلاج مرضى فيروس كورونا، بالإضافة إلى ميثاق وصلاحيات لتأسيس مجلس لمراقبة السلامة وجمع البيانات الخاصة بالتجارب السريرية التى تجرى على تلك الأدوية العشبية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها، إلى أن المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية للأدوية العشبية الإفريقية، المقرر إجراؤها على نحو 3 آلاف شخص، محورية ومهمة لتقدير فعالية وسلامة الدواء الجديد بشكل كامل.
وقال بروسبر توموسيمى، المدير الإقليمى فى منظمة الصحة العالمية، إنه إذا تبينت سلامة وفعالية أحد منتجات الطب التقليدى، فإن منظمة الصحة العالمية ستوصي به من أجل تصنيعه محليا بشكل سريع وعلى نطاق واسع، مضيفا أن ظهور فيروس كورونا، مثل تفشى فيروس إيبولا فى غرب إفريقيا، سلط الضوء على الحاجة إلى نظم صحية قوية، وسرع برامج البحث والتطوير، بما فى ذلك الطب التقليدى".
مشروب رئيس مدغشقر
وقبل أشهر، حاول أندريه راجولينا، رئيس مدغشقر، الترويج لمشروب أطلق عليه "كوفيد أورجانيكس" المستخلص من نبتة الشيح "أرتيميسيا" لعلاج فيروس كورونا، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الحادة، التى وجهت إليه، على الرغم من فعالية النبتة المثبتة فى علاج الملاريا.
وعلى الرغم من تلك الانتقادات، لم يتوقف رئيس مدغشقر عن التصريح بأن مشروب "كوفيد أورجانيكس" اجتاز جميع مراحل الاختبار، وأثبت فعاليته ضد فيروس كورونا.
وجرى توزيع المشروب على نطاق واسع فى مدغشقر، كما تم ترويجه وبيعه فى عدد من البلدان الأخرى، خصوصا البلدان الإفريقية، فيما لم يشر بروسبر توموسيمى، المدير الإقليمى فى منظمة الصحة العالمية، فى معرض حديثه عن الأدوية العشبية الإفريقية التى أقرت المنظمة بوتوكولا بشأها، إلى مشروب رئيس مدغشقر.
الطب التقليدى فى الصين
وفى شهر مارس الماضى، نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، عن يو يان هونج، نائب رئيس دائرة الطب التقليدى الصينى، قوله إن الغالبية العظمى من بين أكثر من 50 ألف مريض متعاف من الإصابة بفيروس كورونا، تلقوا علاجات من الطب الصينى التقليدى قبل مغادرتهم المستشفيات.
وأضاف نائب رئيس دائرة الطب التقليدى الصينى، خلال مؤتمر صحفى عقده آنذاك، أن الجمع بين الطب الصينى التقليدى، والطب الغربى، فى علاج فيروس كورونا المستجد، أثبت فعاليته، التى ظهرت واضحة فى شفاء وتعافى عدد كبير من مرضى كورونا، لافتا إلى أن الطب الصينى التقليدى ساهم فى علاج 74 ألفا، 603 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس، وهو ما يمثل 92.5% من إجمالى عدد المتعافين من الفيروس، وفقا للبيانات الرسمية.
ولفت يو يان هونج إلى أن الطب الصينى التقليدى يركز فى علاجه على تحسين دفاعات الجسم الطبيعية ضد الفيروس، ويزيد من قدرته على إصلاح نفسه، مع الحفاظ على التوازن العام.
وبحسب تقارير إعلامية صينية، لعب الطب التقليدى دورا كبيرا علاج الفيروس، إذ إن عددا كبيرا من كورونا تلقوا علاجا تقليديا، الذى يلعب دورا مكملا للأدوية والعقاقير الطبية فى مكافحة الفيروس.
ونقلت صحف صينية عن شو نانبينج، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصينى، قوله إن 85% من مرضى كورونا تلقوا مزيجا من علاج الطب الدوائى والطب التقليدى، بينما قال طبيب فى وحدة الطب الصينى الشعبى بأحد مستشفيات بكين، إن هذا الطب التقليدى ساعد مرضى كورونا فى تحقيق التوزان الداخلى.
وتمثلت علاجات الطب التقليدى فى نبتة الإيفيدرا، دائمة الخضرة، وموطنها الأصلى فى آسيا الوسطى ومنغوليا، وقد استعمل الصينيون أوراق هذه النبتة لقرون من أجل علاج نزلات البرد والحمى واحتقان الأنف، كما تتضمن علاجات الطب التقليدى فى الصين جذور نبتة العرقسوس الشهيرة، إضافة إلى مكونات أخرى.