في تذكار عيده.. محطات في حياة دير "أبو فانا" من التدهور للتطور

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، تذكار نياحة القديس أبيفانيوس، والمعروف بإسم أبو فانا أو أبي فيني.

وبحسب كتاب الكنيسة التاريخي "السنسكار"، وُلدَ في القرن الرابع بمنطقة ممفيس من أبوين تقيين غنيين فى النعمة والثروة.

حياته

عاش مابين النصف الأخير من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى (355 – 415 ) م، ستقى من الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة فتعلم القديس حياة الصوم والصلاة والعطف على الفقراء، وعندما بلغ سن الشباب كانت ميوله نحو الصلاة والتسبيح والقراءات الروحية فعاش حياة الطهارة وأحبها.

رهبنته
ومع إزدهار الحياة الرهبانية فى الصعيد، إنطلق ليتتلمذ للرهبان والمتوحدين، وكان شديدًا فى نُسكه وتقشفه، فكان يُدرب نفسه بأن يقتنى كل فضيلة يسمع عنها أو يراها من الأباء الرهبان.

ورغم إنه لم يأخذ رتبة كهنوتية حسب النظام الباخومى، لكنه صار أبًا لبطاركة، إذ تخرج من الدير إثنين من الآباء البطاركة هما: البابا ثيؤدوسيوس الـ79، والبابا متاؤس الأول الـ 87، وقد تكاثر أولاده جدًا، فكان لا يفتر عن تعليمهم وإرشادهم، وأعطاه الله موهبة شفاء المرضى، بل وإقامة موتى، وكذلك منحه الله الشفافية الروحية، وصارت حياته بركة.

توحد بمغارة فى الجبل الغربى من قصر هور، وقد أنبع ىالله عين ماء عذب عند مدخل المغارة، وتزايد جهاده الروحى حيث أضنى جسده بالصوم الكثير الذى كان يطوى الأيام فيه يومين يومين، وكان دائم الوقوف للصلاة حتى تورمت رجليه، ولصق جسده بعظمه من شدة النٌسك، فصار مثل خشبة محروقة، وكان كلما غلبه النعاس ينام وهو متكئًا بصدره على جدار أقامه خصيصا لذلك أو يجلس على الأرض ويستند إلى الحائط أو يضع رأسه على درجة، وظل هكذا 18 عامًا حتى يوم نياحته يوم السبت 4 مارس لعام 415 م الموافق 25 أمشير لعام 131 ش، ودفن بديره.

أين يقع ديره

يقع الدير في الصحراء الغربية ولا يبعد عن أرض وادي النيل المزروعة، وهو يقع على بعد حوالي 300 كم جنوبي القاهرة، وشمال غربي الأشمونين، وعلى بعد حوالي 2 كم من قرية "قصر هور"، وشرقي قرية "بني خالد بمركز ملوي – المنيا.

متى تم إنشاء دير أبو فانا

القرن الرابع الميلادي (حتى القرن 17)، ثم عادت الحياة للدير وتم الاعتراف دير القديس أبوفانا المتوحد بملوى.

القيمة الأثرية للدير

ضمته وزارة الأثار في عام 2000 أن يحدد منطقة مساحتها 1 × 2 كم على أنها الحرم الأثري للدير؛ ويشتبه "المجلس الأعلى للآثار" في أن هذه الأرض ربما تحمل بقايا تاريخية مدفونة، وبعد قرار "المجلس الأعلى للآثار"، بنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قلالي جديدة، ومدخلًا جديدًا، وغرفة استقبال، وكاتدرائية كبيرة خارج حدود الحرم الأثري مباشرة. 

تدهور حال الرهبنة فى الكنيسة الأثرية

بدأت أحوال الدير في التدهور خاصة بعد أحداث 1365م، فهجره الرهبان، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان في القرن الخامس عشر الميلادي، ومنذ ذلك الوقت وكان الذي يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير.

عودة حياة الرهبنة مرة أخري

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، تمكن القس متياس جاب الله، كاهن كنيسة أبو فانا بقصر هور، من إزالة الرمال والكشف عن الدير حتي أن تم عودت الصلاة فيه مرة أخري.

انهيار الدير

في الثاني من ديسمبر من العام المنصرم، أنهار الحائط الغربي للكنيسة الأثرية، ما تسببب فى وفاة ثلاث أشخاص وإصابة أربعة أخرين، وتم إعادت بناء الحائط المنهار.