عضو بالحزب الديمقراطي الأمريكي يكشف سبب توجه أمريكا للاستثمار في أفريقيا
توجه أمريكا للاستثمار في أفريقيا بات واضحا مؤخرًا مع تأكيد وزير خارجيتها مايك بومبيو، بأهمية إنشاء مشاريع وفتح أسواق للولايات المتحدة بالقارة السمراء، لتدخل واشنطن حلبة السباق الاستثماري الذي تقوده بكين وموسكو.
وقال عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، ماك الشرقاوي إنه لابد من التأكيد على أن افريقيا بها الكثير من االفرص الاستثمارية في كافة دول العالم، موضحا أن وأوربا وأمريكا لم يتبئا منذ البداية بضرورة الاستثمار فيها بما يتفق مع أهميتها، فتركوا المجال لروسيا وإسرائيل والصين والتي ضخت ما يقارب من 200 مليار دولار للقارة السمراء أغلبها على شكل قروض لدول أفريقية صغيرة حتى أصبحت تلك القروض تمثل نحو 200% من الدخل القومي لتلك الدول وهو ما سيمكن بكين من التحكم بها قريبا، وحدث ذلك بالفعل مع سريلانكا التي فشلت في سداد الديون واضطرت لاعطاء الصين حق استغلال الموانئ.
سبب توجه أمريكا للاستثمار بأفريقيا
ونبه في تصريحات خاصة للفجر إلى أن أمريكا أدركت خطورة تحكم الصين وروسيا بأفريقيا مؤخرا، وتريد تقويض سيطرتهما على الاستثمار بالقارة السمراء، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات الأمريكية بأفريقيا لا يتعدي 27 مليار دولار، في حين تبلغ الاستثمارات الأوروبية بها نحو 33 مليار دولار.
دور مهم لمصر
وأكد أن اعتلاء مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي ساعد على الاهتمام بأفريقيا وقيمة الاستثمار بها، وسلطت العديد من المؤتمرات الدولية والتي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة الاستثمار بالدول الأفريقية، مبينا أن الدبلوماسية المصرية ساعدت على التوغل بالقارة كثيرا بسبب علاقات مصر القوية مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
استغلال أمريكا لأزمة كورونا
وقال إنه من المتوقع أن تستغل أمريكا الأزمة التي تمر بها الصين بسبب انتشار فيروس كورونا حتى تحل استثماراتها محل بكين بأفريقيا، مؤكدا على أن تلك الفترة هي الأنسب لذلك، فالفيروس له تأثير سلبي على الصين، وتسبب بتعطيل 300 مليون صيني عن العمل، وتضرر حركة السيحة، حين بلغ متوسط ما ينفقه السياح بالصين 8 إلى 10 مليون دولار خلال أيام وانخفضت تلك النسبة حاليا، كما بدأت تتأثر المنتجات الصينية، فشركة آبل أعلنت تعرضها للخسائر بسبب نقص المنتجات القادمة من البلد الآسيوي.
تذبذب العلاقات الأمريكية الأفريقية
وأضاف الشرقاوي العلاقات الأمريكية مع أفريقيا متبذبة، فكانت فاترة خلال الحرب العالمية الثانية وبدأت تتحسن بعد عام 1998، وعادت للاستقرار خلال الألفية من خلال الوكالات التنموية الأمريكية، وخلال حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحسنت العلاقات بعد أن صعد الأول من ضرورة الاهتمام بأفريقيا ثم توترت بسبب تصريحاته عن ذوي البشرة السمراء وقوله بأنه يريد مهاجرين من الدول البيضاء مثل فلندا وليس السمراء كالدول الأفريقية.
وتابع الإدارة الأمريكية أدركت خطأها وبدأت تدعم الفرص الخاصة بالاستثمار في أفريقيا وهناك الكثير من المؤتمرات المقبلة التي ستشارك بها الولايات المتحدة ورجال أعمالها لضح مشروعات واستثمارات جديدة بالدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة.
ونوه إلى أنه خلال حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أصدر الكونجرس الأمريكي قانون "النمو والفرص في أفريفيا" والهادف لإقامة علاقات تجارية قوية مع بلدان مختارة من أفريقيا ووقع عام 2000 ويسري حتى سبتمبر 2025، ولكنه لم يلق الرضاء الكامل من الافارقة واعتبروه نوع من السيطرة الامريكية والتمييز بشأن اختيار دول بعينها للاستثمار بها.
سبب تفوق الصين على أمريكا
وأوضح أن الصين لها جاذبية خاصة بسبب سياستها في التعامل مع أفريقيا المغايرة لأمريكا وأوروبا واعتمادها على مبدأ عدم التدخل في شئون الدول الاخري والحفاظ على مبدأ الصين واحدة، ولذلك يفضل الافارقة التتعامل مع بكين.
أهم الدول الافريقية لدى أمريكا
وذكر أن هناك عدة دول أفريقية تمثل أهمية خاصة لأمريكا تأتي على رأسها مصر إثيوبيا وكينيا وجيبوتي والسنغال والصومال والتي بها تدخلات عسكرية أمريكية لمساعتها على مكافحة الارهاب، إلى جانب المغرب وتونس ودول الساحل والصحراء، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أهمية الاسثمار وعلاقته بالأمن خلال زيارته للسنغال ومناقشته الفرص الاستثمارية وأزمة سد النهضة خلا لتواجده بإثيوبيا يؤكد الأمر.
ونوه إلى تدخل أمريكا لحل مشكلة سد النهضة، موضحا أنها في طريقها للحل خلال الاجتماعات التي ستستضيفها واشنطن نهاية الشهر الجاري.