العيش الشمسي.. الخبز الرسمي لقرى عروس الصعيد يوم الجمعة
"يا محلى عيش الفلاحة.. والشمسي منور في الفرن والعيشة مرتاحة"، هو جزء من مقطع أغنية يرددها أهالي الريف في محافظة عروس صعيد قديمًا أثناء خُبز العيش الشمسي، ذلك النوع من الخبز التي اشتهرت به محافظة المنيا، وخاصة في أيام العطلة الرسمية.
فعند بزوغ فجر يوم الجمعة، يقررون أهالي قرى المنيا خُبز العيش الشمسي وأمام فرن مبنى بالطين تجده إما بالطابق العلوي من منازلهم أو الطابق السفلى يصطفون نسوة المنزل وهم يرددون يا محلا عيش الفلاحة والشمسي منور في الفرن والعيشة مرتاحة ويقوموا بصنع الخبر الذي يستمر معهم طيلة الأسبوع، ليعاودوا الأسبوع المقبل لإنتاجه مرة أخرى.
وتقول إحدى أهالي قرى مدينة المنيا أن العديد من أبناء محافظات الوجه البحري لا يعرفون العيش الشمسي حتى لو يعرفونه فهم لا يعرفون طرق تحضيره، وتشرح طريقة تحضير قائلة: تبدأ بعمل عجينة الخميرة في الليلة السابقة ليوم الخبيز "الخميس"، حيث يتم وضع الخميرة داخل إناء كبير الحجم ويضاف علية مقدار من الدقيق، وكمية من الماء الدافئ، ويتم العجن، حتى تصبح العجينة سائلة، ثم يُغطى الإناء بغطاء محكم، ويُترك حتى صباح اليوم التالي وبعد ذلك يتم تقطيع على شكل دائري بحيث يكون هذا الشكل أصغر من الإقراض الموضوعة فيه وترك مرة أخرى في الشمس ليكمل اختماره، ويتم وضعة في الفرن.
أهالي المدن الإدارية التسع في محافظة المنيا، يعتمدون على شراءه وليس صنعه، فقد يقوموا أهالي القرى بخبز كمية كبيرة للعيش الشمسي ووضعه داخل أطباق بلاستيكية كبيرة ويتوجهون به إلى المدينة، حيث يتوافد عليهم العديد من راغبي مثل ذلك النوع من العيش.
وعلى الرغم من أهمية مثل هذا النوع من العيش يوجد قرى أخرى لم تهتم بصناعته، في الوقت الذي أصبح مصدرًا لرزق العديد السيدات في قرى أخرى.