"عمل النعمة".. كلمة البابا تواضروس الثانى في اجتماع الأربعاء
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء امس، كلمته في اجتماع الأربعاء من مركز لوجوس البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بعنوان عمل النعمة.
جاءت كلمته كالآتي: كل سنة وحضراتكم طيبين بنرحب بوجود الأباء المطارنة والأباء الأساقفة معنا النهاردة ضمن السيمينار السنوي للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو الفترة الدراسية التي نقضيها معًا في عمل دراسي لنا جميعًا ونشترك فى المحاضرات وفي المناقشات وفي الدراسة والبحث وتكون فرصة طيبة لدراسة موضوع واحد بعمق شديد، موضوع هذا العام في السيمينار السنوي هو"الأسقف والكاهن أبوة وبنوة" ودارات موضوعات ومناقشات ثريه للغاية ولسه هنكمل غدًا
حبيت اليوم بمناسبة وجودنا كلنا وبمناسبة وجود بعض الأباء الكهنة أن اتحدث عن عمل النعمة في حياتنا نحن كأباء أساقفة أو أباء كهنة أو خدام، النعمة هي التي تعمل فينا، كلنا تحت الضعف وكلنا غير مستحقين لهذه الخدمة العظيمة والمملؤة سرًا ولكن النعمة تعمل لذلك سوف اتحدث عن عمل النعمة ثم صفة الخادم ثم اتكلم عن النعمة التي تعمل فى الخادم والمخدوم وطبيعة الخدمة
أولًا نضع اساسيات عن النعمة:
أولًا: النعمة لها قوة أعظم من الطبيعة:
كل مادة في الطبيعة لها قوة الحديد الخشب النسيج تختلف من شيء للأخرولكن عندما توجد النعمة تكون أقوى من الطبيعة مثال لهذا العصا التي كانت في يد موسي عندما شق البحر هى عصا عادية معروف قدرتها وقوتها ولكن بالنعمة التي فيها ومن خلال هذا قدرت تشق البحر ويعبر الشعب وتغرق فرعون ومركباته وتكون قوة عظيمة وتسجلها الكنيسة في تاريخها من خلال الهوس الأول في التسبحة
ثانيًا: الله لا يعطينا عندما نتكاسل:
الله يعطينا عندما لا نستطيع وهنا طرفين مختلفين الله لا يعمل مع الإنسان الكسلان ابدًا، الله يعمل مع الإنسان الذي يقول له "لا اقدر" فيعمل معه، نحن نقول انها معجزات او عمل كبير ولكن هذه هى طبيعة الله أن يعمل عندما لا نستطيع وتظهر قوته العظيمة في حياتنا ولكن إذا تكاسل الإنسان "الرخاوة لا تمسك صيدًا" تكون النتيجة لا شيء النعمة تستطيع أن تعمل وتقدر مع الإنسان الذي يقول أنه لا يستطيع واتذكر عبارة المتنيح البابا شنوده " عندما توجد النية الله يعطي الأمكانية"
ثالثًا النعمة تكره الفراغ:
الفراغ شكل من اشكال الكسل فراغ العقل القلب والروح والنفس الوقت، النعمة تكره الفراغ،النعمة تحب الملء ولذلك خدمتنا وكما قال معلمنا بولس الرسول "ولكن لنا هذا الكنز في أواني خزفية ليكون فضل القوة لله وليس منا" والخدمة في تطورها الكامل هى "من الله بالله إلى أن نصل إليه"، هو مصدرها وقوتها وهدفها وهذه الثلاث اساسيات التي نضعهم في حياتنا لنعرف طبيعة النعمة التي تعمل في حياة الإنسان.
ثانيا: تعريف الخادم كأب أسقف وأب كاهن وخادم
في الخدمة هناك صفات لهذا الخادم يجب أن تكون حاضره على الدوام.
1- لديه احساس كامل وحقيقي بالنعمة المعطاه له:
الله جعلنى أب أسقف أو أب مطران يجب أن يكون لدي الأحساس الحقيقي بالنعمة التي يعطيها لي الله اقدرها وأعرف قيمتها وعظمتها وكيف منحها الله لي ولدي احساس حقيقي بالنعمة المعطاه له وهذا الأحساس متجدد ودائم ومستمرفي حياة الإنسان ولذلك لا نشيخ،وكما يقولوا " المسيحية لا تعرف الشيخوخة" السن يكبر ولكن القلب يبقي في الصورة الشبابية النعمة تجعل الإنسان شاب، النعمة "تجدد مثل النسر شبابك" لا تجعل سنك يجعلك تشيخ كن دائمًا في احساس الشباب، الجسد يضعف ولكن احساسك الداخلي لدية احساس حقيقي بالنعمة
2- الخادم لديه اهتمام لأشباع كل النفوس:
نحن نعمل في عمل خاص نحن هدفنا النفوس، الطبيب يهتم بصحة الإنسان، المدرس هدفه يعلم الأخرين، المهندس هدفه يبني مساكن للأخرين، الخادم الذي لديه احساس بالنعمة لديه اهتمام بالغ بالنفوس وليس العدد، مهتم بأشباع النفوس المفديه على عود الصليب، الطفل الشاب الأسرة الجديدة، الأشباع احساس بالمسئولية وهي مسئولية مستمرة
3- خادم المسيح لديه أشواق وطموحات:
الانسان لا يتوقف عن أن يحلم ولا تدعوا الإحباط يتسرب إلينا...الكلمات المحبطة" ليس في الامكان افضل من ما كان"، لديه اشواق وطموحات وعندما يسمح الله أن نحتفل بأعياد الرسامة والميلاد هذه الأعياد هدفها اشكرالله على اللي فات وأضع أحلامي واشواقي عند قدميه ويكون لدي طموحات روحية
4- لديه حرص واحتراس من عدو الخير" نصلي قيام الاعداء الخفين انزعها عنا وعن سائر شعبك"، لديه حرص إلا يسرق أحد أكليله واخد باله من نفسه وخدمته وكنيسته واخد باله باستمرار ولديه هذا الحرص ومنتبه لنفسه، لذلك نأخذ فترات اصوام وخلوات نراجع أفكارنا وحياتنا ونقابل أباء اعترافنا ويكون الإنسان دائما محترس.