إيران.. تحول الاحتجاجات ضد أسعار البنزين إلى مظاهرات سياسية

قالت وكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، إن الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين تحولت إلى مظاهرات سياسية.

وذكرت التقارير، أن المتظاهرين هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، بعد يوم من رفع الحكومة سعر البنزين العادي إلى 15000 ريال (0.13 سنتات) للتر من 10 آلاف ريال وترشيده.

وقال التلفزيون الحكومي، إن الشرطة اشتبكت مع ما أسماه مثيري الشغب في بعض المدن، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.


وأوضحت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا): "هاجم الناس مستودعًا لتخزين الوقود في سيرجان وحاولوا إشعال النار فيه".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من داخل إيران المحتجين أشعلوا النار في المباني واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب، وفي مقاطع فيديو أخرى، أغلق المتظاهرون الطرق وأشعلوا النيران في شوارع طهران وبعض المدن الأخرى، وردد البعض شعارات ضد كبار المسؤولين.

ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التحقق من مقاطع الفيديو والصور الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد شاهد، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"رويترز" عبر الهاتف، بأن "الناس غاضبون جداً هنا في مدينة شيراز، ومئات الناس في الشوارع أحرقوا سيارة للشرطة هذا الصباح".

كما صرحت وسائل إعلام إيرانية، بأن الاحتجاجات امتدت إلى 40 مدينة وبلدة على الأقل اليوم السبت.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي شرطة مكافحة الشغب، وهي تطلق الغاز المسيل للدموع وتستخدم الأندية لتفريق المحتجين في عدة مدن، أظهر مقطع فيديو مشترك على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" المحتجين، الذين أشعلوا النار في أحد البنوك.

واتهم التلفزيون الحكومي "وسائل الإعلام العدائية" بمحاولة المبالغة في حجم المظاهرات، من خلال استخدام أخبار مزيفة ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد المدعي العام محمد جعفر منتظري، للتلفزيون الحكومي، على أن للمتظاهرين الذين أغلقوا الطرق واشتبكوا مع قوات الأمن، "لهم جذور خارج البلاد".

مزيد من الإحتجاج على تكاليف المعيشة
يرى كثير من الناس في إيران المنتجة للنفط، أن البنزين الرخيص باعتباره ارتفاعًا وطنيًا صحيحًا وأثارت الأسعار مخاوف من زيادة الضغط على تكاليف المعيشة، على الرغم من تأكيدات السلطات الإيرانية على أن العائدات التي يتم جمعها ستستخدم لمساعدة العائلات المحتاجة.

وتفاقم صراع الناس من أجل تلبية احتياجاتهم منذ العام الماضي، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مع ست قوى وفرضت عقوبات على البلاد.

وإلى جانب ارتفاع التضخم وتزايد البطالة وتراجع الريال وفساد الدولة، أدت سياسة واشنطن المتمثلة في "أقصى قدر من الضغط" إلى شل الاقتصاد أكثر.

كما يحرص الحكام الدينيون على منع أي تكرار للاضطرابات في أواخر عام 2017، عندما قام الناس بتنظيم احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب سوء مستوى المعيشة، ودعا البعض قادة رجال الدين الشيعة إلى التنحي، وقال مسؤولون ايرانيون إن 22 شخصا قتلوا في تلك الاحتجاجات.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن المشرعين سيناقشون قرار رفع الأسعار يوم الأحد المقبل، مضيفًا أن بعضهم يعد بشكل عاجل اقتراحًا يهدف إلى إجبار المؤسسة على مراجعة قرارها.

هذا ويعتمد الإيرانيون بشكل أساسي على السيارات أو سيارات الأجرة للوصول إلى المدن والبلدات.

وقالت الحكومة إن تكلفة استخدام سيارات الأجرة والنقل العام لن تتغير، وفقا لتقارير وسائل الإعلام، ومن المتوقع أن تزيد الزيادة في أسعار البنزين بنحو 2.55 مليار دولار سنويًا؛ للحصول على إعانات إضافية لـ 18 مليون أسرة أو حوالي 60 مليون إيراني من ذوي الدخول المنخفضة.