مجدي حلمي لـ"الفجر": قضية الجنوب عادلة ويجب مكافحة فساد الشرعية اليمنية.. وهذه رسالتي لقطر (حوار)
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، مجدي حلمي، إن جميع المنظمات الإغاثية فى الأمم المتحدة والقائمون على ملف المساعدات الإغاثية داخل الأراضي اليمنية فاسدون، لافتاً إلى أن اتهامه من واقع خبرته فى العمل معهم، طوال السنوات الماضية، حيث تقوم عناصر كل طرف داخل اليمن بتوزيع المساعدات على الحاشية والتابعين لهم، دون النظر إلى من هم أشد احتياجاً، مُطالباً بضرورة تشكيل فريق تحقيق دولي لمراجعة كل ما يتم.
وأضاف حلمي، فى حواره لـ"الفجر"، أن مصر يهمها إنتهاء الأزمة اليمنية، نظراً للأمن الإقليمي، والأمن الوطني المصري يري استقرار اليمن، إلى جانب أن الحكومة المصرية لعبت على تأمين البحر ونجحت فى ذلك، أم فى ساحة المعركة فمصر لا تمتلك أي قوات، لكن دبلوماسياً وسياسياً تدعم التحالف وتساعد بجدية فى الحوار الداخلي فى اليمن.
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن حزب الإصلاح لعب على تنفيذ مخطط الاستحواذ، والاستيلاء على السلطة والانقلاب، حيث نجحوا فى تصنيع قيادات وهمية للمقاومة، فعلى سبيل المثال تجد رئيس مقاومة فى منطقة ما ومُقيم فى تركيا ولديه استثمارات هناك، إضافة إلى اللعب بالإعلام وتصدير شعارات وهمية بأن الإخوان تقود الحرب والنضال.
وأعلن "حلمي" أن المقاومة الجنوبية وقوات التحالف والإمارات نجحوا فى تطهير الجنوب وأصبحوا بصدد مدينة الحديدة، فى حين أن قوات الإصلاح لا زالت تحارب فى منطقة نهم منذ 5 سنوات شرق صنعاء، وهذا يؤكد أن الإخوان المسلمين فى اليمن هم المستفيدين الوحيدين من استمرار لحرب، لأنهم لم يعانوا من المجاعة أو أياً من الأمراض.
وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن حزب الإصلاح وطريقته داخل اليمن؟
حزب الإصلاح يتبني نفس أفكار جماعة الإخوان المسلمين، وقياداته من جماعة الإخوان ومجموعة من أنصار الشريعة، اندمجوا وكونوا حزب الإصلاح، وكان أول ظهور للحزب بقوة وعنف فى أحداث 1993، بعد الوحدة بين الشمال والجنوب.
علي عبدالله صالح استعان بمليشيات حزب الإصلاح للنيل من الجنوب، وهو المسئول الأول والأخير عن تمكين حزب الإصلاح من الجنوبيين، الأهم أن النظام السياسي فى الجنوب كان اشتراكياً، لكن بعد الحرب وهب "صالح" الأراضي إلي قيادات حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي؛ حتى امتلكوا 60% من الأراضي والمنازل والمصانع فى الجنوب، ومن هنا بدأت المشكلة تتفاقم حتى ظهر الحراك الجنوبي، واستطاعوا طرح القضية على الرأي العام العالمي، وحزب الإصلاح كعادته ركب الموجة فى حرب الشباب، وفرض شخصيات كقادة للثورة غير حقيقيين.. وقاموا أيضاً بعملية الاستحواذ والسيطرة على مقدرات البلد، وبعد ضعط المجتمع الدولي لجأ الجميع إلي الحوار الوطني، ولكن الإصلاح كعادته لعب لتعطيل وفشل الحوار الوطني.
من هُنا كانت صفقة الاستحواذ، والاستيلاء على السلطة والانقلاب، حيث نجحوا فى تصنيع قيادات وهمية للمقاومة، فعلي سبيل المثال تجد رئيس مقاومة فى منطقة ما ومُقيم فى تركيا ولديه استثمارات هناك، إضافة إلى اللعب بالإعلام وتصدير شعارات وهمية بأن الإخوان تقود الحرب والنضال.
أُضيف علي ذلك أن المقاومة الجنوبية وقوات التحالف والإمارات نجحوا فى تطهير الجنوب وأصبحوا بصدد مدينة الحديدة، فى حين أن قوات الإصلاح لازالت تحارب فى منطقة نهم منذ 5 سنوات شرق صنعاء، وهذا يؤكد أن الإخوان المسلمين فى اليمن هم المستفيدين الوحيدين من استمرار الحرب، لأنهم لم يعانوا من المجاعة أو أياً من الأمراض.
برأيك.. هل يوجد تفاهمات بين حزب الإصلاح والحوثيين؟
الإمارات والسعودية"، استطاعوا تحرير كافة محافظات الجنوب، فى زمن قياسي، والشمال لا زال يُعاني معارك شرسة، فى ظل تواجد قيادات بارزة من حزب الإصلاح على رأس المحافظات، الأمر الذي يؤكد حدوث تفاهمات بين قيادات الإصلاح وقيادات الحوثيين؛ لإطالة آمد الحرب. والاستفادة بالأموال وضمان استمرارهم فى الحكومة الشرعية، إلي جانب جوازات سفر دبلوماسية؛ يستطيعوا التنقل بين دول العالم من خلالها، ونظام علاج على نفقة دول التحالف. فبالتالي هم لا يشعرون بمرارة الحرب، وهذا ما خلق حالة من التذمر عن الجنوبيين، حيث أن قضيتهم عادلة ولابد أن يكون لهم تمثيل فى الحكم دون استحواذ أي حزب على شئ. لابد أن يكون خيار وطني به رغبة، إلى جانب فك المليشيات.
وأنا أتسائل كيف تستطيع مليشيا اختراق دولة فى أيام معدودة، وقوات الدولة على مدار 5 سنوات لم يستطيعوا تحريرها.. الإجابة "هناك تسهيلات من الجيش الوطني".
كيف ساهمت عاصفة الحزم فى القضاء على المشروع الإيراني داخل اليمن؟
لم تُساهم بالشكل الكامل، شعار القضاء لن نطلقه إلا عند انتهاء الانقلاب الحوثي على اليمن، لحظة دخول القوات الشرعية صنعاء، وعندما يرفرف العلم اليمني تحت راية الشرعية على القصر الرئاسي فى صنعاء، حينها نستطيع أن نقول انتهاء المشروع الإيراني، أهم معركة الآن "العاصمة"، فمقر الحكم هو الأهم لأي دولة.
كيف ترى أوجه التشابه بين مليشيا الحوثي والقاعدة وداعش؟
كل المليشيات فى العالم، تعمل بنفس الطريقة والسيناريو، يعملون تحت الأرض ضمن آليات موروثه من التنظيمات الشيوعية القديمة، وبفكرة الخلايا العنقودية واللعب على تصدير الرعب والفزع للجانب الآخر. فطريقتهم فى القتل إجرامية لأبعد الحدود، يقتلون ببشاعة لبث الخوف فى قلوب المواطنين.. أقولها صراحة الحوثيين استطاعوا تصدير الرعب للشعب اليمني، وأنا أري أنهم ليسوا بقوة، فلو خرج الشعب عليهم فى تكاتف انتهي زمن الحوثي.
هل حقق المبعوث الأممي غريفيث أي نجاحات فى ظل فشل إسماعيل ولد الشيخ المبعوث السابق؟
أري أن كل المبعوثيين الأممين لم يفهموا طبيعة الشعب اليمني، بخلاف إسماعيل ولد الشيخ الذى استطاع فهم طوائف الشعب اليمني، لكنه لم ينجح بسبب عرقلة الأطراف له، جاء من بعده غريفيث ليُكمل ما بدأه ولد الشيخ، حيث انتهي باتفاق استكهولم. وأنا أري أن تُدير الأمم المتحدة المطارات والموانئ فى هذه الفترة المؤقتة.
هل من حق الجنوبيين التمتع بالانفصال ؟
فكرة الانفصال بالسلاح غير مرغوبة، والجنوبيين ارتضوا بعملية تقسيم الأقاليم، وفقاً للحوار الوطني، والتمتع بحكم ذاتي، فبالتالي أنا مع فكرة الحوار الوطني وما أنتهي إليه من نتائج.. لكن إن أراد الشعب الجنوبي الانفصال فليلجأ إلي الاستفتاء، فالشعوب هي صاحبة الكلمة فى هذا الزمان.
هناك فتاوي من قبل جماعة الإصلاح وهيئة علماء الدين بقتل الجنوبيين.. ما تعليقك ؟
هذا فكر الإخوان، حيث تعمل تلك الفتاوي علي زيادة معدل الكراهية بين أبناء الشعب اليمني، أُطالب بالدعوة إلى ما جاء فى النصوص الدينية بتحريم القتل، وغير ذلك يُعد بمثابة فتاوي جنونية، لا يمكن أن يقولها إنسان سوي، فالدين الإسلامي جعل قتل النفس إثم كبير. اللجوء إلى السلاح مكروه ومرفوض وكذلك الدعوة إلي القتل والعنف.
من وجهة نظرك.. ما هي سُبل حل الأزمة اليمنية؟
الطريق الأول الحوار الوطني، والإخلاص، وحل المليشيات بما فيها الإخوان المسلمين، وبناء جيش وطني يمني يقوم على المواطنة وليس الولاء.
لك أن تخيل أن هناك قادة لم يلتحقوا بالمدارس العسكرية وحصلوا على رتب وهم لا يعلمون فنون العسكرية، فهؤلاء من مصلحتهم استمرار الحرب.
أُطالب بمكافحة الفساد داخل الشرعية اليمنية، والقضاء عليه وشن عمليات تطهير والإعلان عن حجم المرتبات التي صُرفت حتى الآن.
ما رأيك فى بيان السعودية حول مقاطعة قطر؟
أولاً سبب الأزمة فى اليمن القطريين، لأنهم من أكثر الداعمين. إلى جانب أنها تأوي طالبان وقيادات الإخوان المسلمين، رغم ارتكابهم قضايا عنف وقتل بالمنطقة العربية، وأيضاً ترعي تنظيم القاعدة، حيث لعبوا على إدخال آلاف المقاتلين لإفساد الثورة السورية بالتعاون مع تركيا، وتنفيذ مطامع إيران بالمنطقة.
خلافنا ليس مع الشعب القطري ولكن مع نظام الحمدين، وليست العائلة جميعها، فهناك من هم أكثر وطنيه.. أري أن موقف السعودية واضح وموقف مصر واضح. أزمتنا مع الدائرة الضيقة التي تحكم قطر.
هل انتهي تنظيم القاعدة فى حضرموت ؟
القاعدة ليست تنظيم ينتهي بسهولة، فهم خلايا موجودة فى كل شبر من الأرض، الجيش استطاع القضاء علي البؤر الكبيرة فى حضرموت، لكن لازال هناك من هم فى المساحات الشاسعة فى اليمن، وهناك خلايا إرهابية غرضها الانتقام، ولكي يُشعر العالم بوجودهم يقومون بعمليات اغتيال سريعة لأشخاص بعيدة كل البُعد عن الحراسة، وهذه طبيعة التنظيمات الإرهابية.
كيف ترى دور الإعلام فى الأزمة اليمنية منذ البداية؟
الإعلام العربي غير مهتم بالأزمة اليمنية، أما إعلام الخليج هو المُهتم بالقضية، والإعلام اليمني فى الخارج منقسم قسمين، إما مع الإمارات دائماً وأبداً وإما مع الإخوان قلباً وقالباً، لا وجود للإعلام المحايد فى الأزمة اليمنية.
والوكالت تعمل بطريقة روتينة للغاية، كنت أتوقع أن تُصبح وكالة سبأ الأهم، لكنها لعبت على المكاتب والبيانات الرسمية وبرقيات العزاء.
ملف المساعدات الإغاثية.. كيف يتم الحفاظ عليه من عمليات النهب؟
الأول نتسائل من القائم على هذا الملف. جميع المنظمات الإغاثية فى الأمم المتحدة فاسدون، وأنا أعلنها من واقع خبرتي فى العمل معهم. وأيضاً القائمين علي الملف داخل اليمن فاسدون، فكلاً يُعطي لأتباعه فقط وهذا الملف يحتاج لتشكيل فريق تحقيق دولي لمراجعة كل ما يتم.
كيف تدعم مصر الأزمة اليمنية؟
مصر يهمها إنتهاء الأزمة اليمنية، نظراً للأمن الإقليمي، والأمن الوطني المصري يري استقرار اليمن.. الحكومة المصرية لعبت على تأمين البحر ونجحت فى ذلك، أم فى ساحة المعركة فمصر لا تمتلك أي قوات، لكن دبلوماسياً وسياسياً تدعم التحالف وتساعد بجدية فى الحوار الداخلي فى اليمن.
ورسالتي إلي الشعب اليمني، أنت أصحاب بلد ومصر حاضنة للجميع، وأتمني من الحكومة المصرية تخفيض رسوم الدراسة والمعيشة والعلاج والإقامة عليهم.