ما هي "الفائدة السلبية" التى يطالب دونالد ترامب بتطبيقها في الولايات المتحدة؟
طالب دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، من مجلس الاحتياطي الاتحادي أن يخفض أسعار الفائدة إلى "الصفر أو أقل" من أجل إعادة تمويل الديون بتكاليف فائدة أكثر انخفاضا وأطول أجلا، وألقى باللوم على رئيس البنك المركزي الأمريكي عن تبديد "فرصة تأتي مرة واحدة في العمر".
وقال ترامب من خلال تويتر: "يجب على الولايات المتحدة دائما أن تدفع ... المعدل الأدنى (للفائدة)، إنها فقط سذاجة جاي باول ومجلس الاحتياطي التي لا تسمح لنا بأن نفعل ما تفعله دول أخرى بالفعل"، في إشارة إلى جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وتستعرض "الفجر" ما هي الفائدة السلبية ومتي يتم اللجوء إليها ومتى ظهرت فيما يلي:
تاريخ الفائدة السلبية
بعد الأزمة المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي في 2008 قامت العديد من البنوك المركزية عبر العالم خاصة الأوربية بخفض نسب الفائدة إلى ما دون الصفر بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية التي لم تكن كافية لتحفيز النمو وزيادة معدلات التضخم، وأخر دولة لجأت لتلك السياسة هى اليابان في 2016.
السياسات النقدية ونسب الفائدة
تقوم البنوك المركزية عن طريق تعديل نسبة الفائدة للوصول إلى أهداف السياسة النقدية والتي تتمثل في السيطرة على التضخم واستقرار العملة، وذلك حسب الظرفية الاقتصادية. ففي حالات تراجع النمو الاقتصادي تعمل البنوك المركزية على تخفيض سعر الفائدة بهدف تخفيض كلفة الاقتراض وتشجيع الشركات والأفراد على الاقتراض للقيام بمشاريع منتجة لتحفيز النمو، بحيث تصبح الودائع البنكية أقل جاذبية لأصحاب رؤوس الأموال. وفي حالات تزايد نسب التضخم تعمل البنوك المركزية على زيادة نسبة الفائدة للحد من عمليات الاقتراض وخفض المعروض النقدي.
ما هي الفائدة السلبية:
تطبيق الفائدة السلبية على التعاملات المالية التي تتم بين البنوك التجارية فيما بينها، اوالتعاملات التي تتم بين البنوك التجارية مع البنك المركزي، بحيث أن البنوك التي تقترض أموالاً لن تقوم بدفع الفائدة للمؤسسة المقرضة، وإنما ستحصل هي على الفائدة، في المقابل ستضطر البنوك التي تقوم بإيداع أموالها سواء لدى البنوك التجارية الأخرى أو لدى البنك المركزي لدفع نسبة الفائدة.
ويتم تطبيق الفائدة السلبية في التعاملات التي تتم بين البنوك التجارية فيما بينها، أو بين البنك المركزي، في حين لا يتم تطبيق هذه الفائدة على تعاملات البنوك مع الأفراد، حيث لا يتم دفع أي فائدة عند الإيداع للبنك ولكن أيضاَ لن تحصل على عائد من البنك.
والفائدة السلبية من بين الأدوات الغير التقليدية للسياسة النقدية التي لجأت إليها هذه الدول بعد أن فشلت الحلول الأخرى، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني من نسب نمو ضعيفة، وانخفاض في معدلات الاستهلاك. وتسعى هذه الدول من خلال تطبيق أسعار فائدة سلبية إلى إرغام البنوك التجارية على عدم الاحتفاظ برؤوس الأموال وضخها في النظام الاقتصادي لتخفيض كلفة الاقتراض وتشجيع الشركات والأفراد على الاستثمار والاستهلاك.
تأثير الفائدة السلبية على الأفراد:
من المتعارف عليه أن لا يمس قرار السياسات النقدية بالفائدة السلبية الأفراد إلا أن بعض البنوك التجارية بدأت في فرض فائدة سلبية على الأفراد في ألمانيا عندما يتجاوز مبلغ الإيداع عتبة محددة، ولكن الأمر يتعلق ببعض الحالات المنفردة، لأنه من الناحية العملية لن يقوم أي فرد بدفع فائدة مقابل إيداع أمواله لأنه يمكن الاستغناء عن البنوك ما دام حجم رؤوس الأموال صغيرة نسبياً، في حين لا تستطيع البنوك التجارية تفادي هذا الأمر لأنها تتعامل برؤوس أموال ضخمة.