ما لا تعرفه عن مرض السكري عند الاطفال

منوعات

مرض السكري عند الاطفال
مرض السكري عند الاطفال


بوجه عام  يعرف مرض السكري (Diabetes Mellitus) بأنه أحد الأمراض المزمنة التي تُصيب البالغين والأطفال، وتتمثل ابرز اعراضه في عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، أو مقاومة خلايا الجسم للإنسولين المفرز وعدم استجابتها له، وهذا ما ينتج عنه ارتفاع مستويات السكر في الدم بما يفوق الحدّ الطبيعي لدى الإنسان.

ولا يختلف مرض السكري الذي يصيب الأطفال هي الأنواع التي تُصيب البالغين، ولكن يكمن الاختلاف في أن الأطفال تعاني حال الإصابة بمرض السكري من بعض المشاكل على الصعيد النفسيّ، الأمر الذي يصعب من عملية العلاج.

هناك عدة اعراض لمرض السكري عند الأطفال خاصة وان المرض يشمل نوعان رئيسيان، هما مرض السكر من النوع الأول (Type 1 Diabetes)، ومرض السكر من النوع الثاني (Type 2 Diabetes)، وتتشابه هذه الاعراض بين هذين النوعين من مرض السكري.

وللتميز بينهما فان أعراض مرض السكر من النوع الأول غالباً ما تتطور الإصابة به بسرعة، وفي فترة زمنية قصيرة قد تصل عدة أسابيع فقط، وإنّ أكثر هذه الأعراض شيوعاً: زيادة الشعور العطش والحاجة للتبوّل، الشعور بالجوع بصورة تفوق الحدّ الطبيعيّ، فقدان الوزن، الشعور بالتعب والإعياء العام، التهيج وعدم الاستقرار، ظهور رائحة تُشبه رائحة الفواكه من نفَس المريض، الإصابة بعدوى فطرية، وخاصة لدى الإناث.

أما أعراض مرض السكر من النوع الثاني فعادةً ما تظهر أعراضه بشكلٍ تدريجيّ، وقد لا يُشخّص الطفل بالمرض إلا بعد مرور أشهر أو عدة سنوات على الإصابة بالمرض، ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا النوع من المرض لدى الأطفال: كثرة الحاجة للتبول وخاصة أثناء الليل، زيادة الشعور بالعطش والتعب، فقدان الوزن، الشعور بحكة حول الأعضاء التناسلية، وعادةً ما يرجعوا ذلك لنموّ فطري أو ما شابه، كذلك بطء التئام الجروح والقروح، والمعاناة من متلازمة تكيس المبايض والمعروفة أيضاً بمتلازمة المبيض متعددة الكيسات لدى الإناث، ظهور الشواك الذي يتمثل في ظهور بقع داكنة اللون على الجلد نتيجة مقاومة الخلايا للإنسولين، زغللة النظر بسبب جفاف عدسة العين.

وبتطبيق هذه الأنواع على الأطفال المصابين من النوع الاول فيتمثل ذلك بعدم قدرة خلايا البنكرياس على إنتاج هرمون الإنسولين المسؤول عن التحكم بمستويات السكر في الدم بسبب تعرّض خلايا البنكرياس لمهاجمة الجهاز المناعي في الجسم ذاته عن طريق الخطأ، ولهذا يُعدّ مرض السكر من النوع الأول من أمراض المناعة الذاتية، وقد فسر البعض حدوث هذا الاضطراب نتيجة تعرّض الطفل لبعض العوامل البيئية إضافة إلى حمله لبعض الجينات المسؤولة عن زيادة فرصة الإصابة بمرض السكري، كما ان هؤلاء الاطفال المصابين بالسكري من النوع الاول يكونون أكثر عرضة للمعاناة من بعض اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل: الداء البطني المعروف بين عامة الناس بحساسية القمح، وكذلك أمراض الغدة الدرقية.

 ويعد مرض السكري من النوع الاول أكثر شيوعاً بين الأطفال من مرض السكر من النوع الثاني، حيث يُسجل ثلثي حالات الإصابة، وإنّ أغلب الحالات يتمّ تشخيصها في الفترة العمرية التي تتراوح بين أربعة وستة أعوام، أو 12-14 عاماً. 

اما مرض السكر من النوع الثاني فيندر حدوثه بين الأطفال، غير ان خطر المعاناة من هذا النوع من السكر يزداد بازدياد الوزن والمعاناة من السُمنة، ويتمثل مرض السكر من النوع الثاني بعدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين المفرز، بالإضافة إلى قلة إنتاج الإنسولين مع مرور الوقت.

لا يرتبط حدوث هذا النوع من مرض السكر بوجود مرض مناعيّ ذاتي، وإنّما لتفاعل عدد من العوامل البيئية والجينية التي تختلف بين المصابين والشعوب، ومنها السمنة، والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض، والعِرق. 

وتشمل الأسس العلاجية في حال إصابة الطفل بمرض السكري ما يلي:

مرض السكر من النوع الأول: 
يعتمد علاج حالات الإصابة بها النوع من السكر على إعطاء الطفل حقن الإنسولين لتعويض النقص الحاصل في الجسم، إضافة إلى ضرورة وضع خطة غذائية للطفل بحيث يتناول حاجته من الكربوهيدرات والأطعمة اللازمة لنموه وفي الوقت ذاته دون تسببها برفع مستويات السكر في الدم بشكلٍ يفوق الهدف المطلوب، هذا ولا بُدّ من وضع خطة لممارسة الطفل التمارين الرياضية لما لها من تأثير في مستويات السكر في الدم، وأخيراً يجدر تعليم الطفل وذويه الطرق الملائمة للتعامل بشكلٍ صحيح مع المرض. 

مرض السكر من النوع الثاني: 
يعتمد علاج هذا النوع بشكلٍ رئيسيّ على تغيير الطفل لبعض عاداته اليومية وأنماط حياته، كتحفيزه لممارسة الأنشطة الرياضية، وإنقاص الوزن، وتناول الطعام الصحي، وقد يحتاج المصاب في مرحلة من عمره إلى تناول أنواع معنية من الأدوية التي تُعطى عن طريق الفم للسيطرة على مستويات السكر في الدم أو ربما احتاج إلى الإنسولين، أو كلا الخيارين العلاجيين.