قائد الجيش السريلانكي الجديد ينفي اتهامات بارتكاب انتهاكات للحرب
نفى قائد الجيش المعين حديثا في سريلانكا الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان تحت قيادته خلال الحرب الأهلية في البلاد.
يواجه اللفتنانت شافندرا سيلفا، الذي أصبح قائدًا للجيش الأسبوع الماضي، مزاعم بحدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال الحرب، التي انتهت في عام 2009 بعد أن هزمت القوات الحكومية متمردي التاميل العرقيين الذين ناضلوا من أجل إنشاء دولة منفصلة.
وقال سيلفا للصحفيين في أول مؤتمر صحفي له منذ تعيينه: "بالطبع، أنكر هذه المزاعم تمامًا". "هذه مجرد ادعاءات. يمكن لأي شخص تقديم أي ادعاءات."
وقد اعرب كل من مفوضة حقوق الانسان بالامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى عن قلقهم الاسبوع الماضى بشأن اختيار سيلفا قائلين ان هذا يقوض عملية العدالة والمصالحة بعد الحرب التى وعدت بها الحكومة.
كان سيلفا مسؤولًا عن الفرقة 58، وهي إحدى الجماعات التي طوقت معقل المتمردين التاميل في المراحل الأخيرة من الحرب. ويُعزى لسيلفا (55 عاما) فضل النجاح فى قيادة فرقة بالجيش ضد منشقى جبهة نمور تحرير تاميل ايلام فى المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية التى استمرت 26 عاما.
ولكن انتصاره أثار جدلا كبيرا، ولقى آلاف المدنيين حتفهم فى المراحل الأخيرة من الصراع المسلح بما فى ذلك فى مناطق كانت الحكومة قد أعلنتها "مناطق عدم إطلاق نار" وتعرضت لقصف متواصل من الجيش بما فى ذلك المستشفيات.
واتهمت لجنة بالأمم المتحدة الفرقة التى كان يرأسها سيلفا بقتل متمردين عزل خارج نطاق القانون فى الأسبوع الأخير من الحرب التى انتهت فى 2009 وبالتعذيب الممنهج للناس أثناء احتجازهم.
وفقًا لتحقيق عام 2015 الذي أجراه مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تم تكليف سيلفا بالقرب من نهاية الحرب بالاستيلاء على منطقة بوتوماتالان من نمور التاميل. ووجدت أدلة على تعرض المستشفى ومركزا للأمم المتحدة للقصف.
ونقل التحقيق عن شهود قولهم إن القوات المسلحة السريلانكية استخدمت الذخائر العنقودية في هجماتها على مستشفى بوتوماتالان ومركز الأمم المتحدة. كما وعدت الحكومة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2015 بالتحقيق في المزاعم وإشراك المدعين العامين والقضاة الأجانب، لكن لم يتم القيام بأي شيء حتى الآن.
واتهم كل من الجيش السريلانكي والمتمردين بارتكاب انتهاكات أثناء الحرب. قالت الأمم المتحدة انه قتل حوالي 45000 مدني من التاميل في الأشهر الأخيرة من النزاع.
و اشارت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة ميشيل باشيليت الاسبوع الماضي ان تعيين سيلفا يمكن ان يؤثر على قدرة سريلانكا على المساهمة في مهام الامم المتحدة لحفظ السلام.
وقالت إن ترقيته "تقوض بشكل كبير التزام سريلانكا بتشجيع العدالة والمحاسبة". وأضافت أنها تمثل أيضا انتكاسة لإصلاح قطاع الأمن، وأبدت واشنطن عدم موافقتها على تعيين سيلفا فى بيان شديد اللهجة.
وقالت السفارة الأمريكية فى كولومبو فى بيان إن "الاتهامات الموجهة له بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والتى وثقتها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى خطيرة وموثوق بها".
في واشنطن، اوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق عميق" من تعيين سيلفا وأنها تسجل اعتراضاتها. وقال المسؤول الذي لم يكن مخولا للتحدث عن المناقشات الدبلوماسية علنا وتحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته ان التعيين قد يؤثر على التعاون وتحسين العلاقات العسكرية بين واشنطن وكولومبو.
وقال المسؤول أيضا إن التعيين "يقوض سمعة سريلانكا الدولية والتزاماتها بتعزيز العدالة والمساءلة". وأضاف المسؤول أنه إذا بقي سيلفا في المنصب، فإنه قد يضر بمنحة مؤسسة تحدي الألفية البالغة تكلفتها 480 مليون دولار والتي تهدف إلى مساعدة البلاد على تحديث نظام وشبكات النقل الحضري.