في ذكرى ميلاد عمر الخيام| اعرف سر لقبه بـ"الخيام".. وماذا عن ترجمة رباعياته
يعتبر اليوم الذكرى الـ971 لميلاد عمر الخيام، عالم الرياضيات والفيسلوف الشهير الذي يحتفل جوجل اليوم بذكرى ميلاده.
ولد عمر الخيام، واسمه الحقيقي "أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام"، عام 1047 ميلادية في نيسابور عاصمة خراسان ولم يكشف العالم عبقريته الشعرية في رباعياته إلا بعد 700 سنة من وفاته في نيسابور عام 1123 ميلادية.
لقب عمر بـ"الخيام"؛ لأنه كان في بداية حياته يصنع الخيام قبل أن تتغير حياته حينما صار صديقه الحميم نظام الملك وزيرا للسلطان السلجوقي ألب أرسلان ثم لحفيده ملك شاه؛ إذ خصص له راتبا سنويا كبيرا من خزينة نيسابور ضمن له العيش في راحة ورفاهية توجه بعدها إلى البحث والتفكير في أمور وأسرار الحياة وكتابة الشعر.
وقد عاش عمر الخيام، معظم حياته في نيسابور وسمرقند وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان إلى أن استقر به المقام في بغداد.
ولعمر الخيام، مؤلفات كثيرة منها كتاب "الجبر والمقابلة" باللغة العربية وقد ترجمه العالم فرانز وبكه إلى الفرنسية ونشره سنة 1851 في باريس، كما ترجمه إلى الإنجليزية داود قصير سنة 1931.
ومن كتبه "شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس"، و"الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما" وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية وله كتاب "رسالة في الموسيقى".
وقد تمكن الخيام من حل معادلات الدرجة الثانية، واخترع طريقة حساب المثلثات والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة، كما برع أيضا في الفلك إذ يعتبر تقويمه الذي أعد أدق من التقويم الجريجوري.
تعتبر رباعيات الخيام مسرح لعرض مأساة الإنسان ما يجعلها مدرسة في الشعر
أفكار الخيام في رباعياته
يعتبر الخيام في رباعياته فيلسوفا له رؤيته حول الحياة والممات، والزمان والمادة عنده كلاهما حادثان والحدث متغير وفان، أما الآخرة والمعاد فغيب وكلاهما عنده من المجردات التي يعجز الإنسان عن إدراكها بعقله.
وتثبت بالدراسات أن الشاعر كان معتقدا في البعث والنشور على خلاف الرأي القائل بجحود الخيام ونكرانه.
لقد عد الخيام في رباعياته ماهية البعث والنشور أمرا واقعا، ورغم وجود من يقول ببعث الروح فقط، ومن يقول ببعث الروح والجسد معا فإنه كان مؤمنا إيمانا كاملا بأن الله وحده هو الأول والآخر، وأن الإنسان ضعيف لا يملك إلا الدعاء، وطلب المغفرة متجاوزا بذلك المعرفة المقيدة بالظواهر المادية الكونية والتوسع في إقامة الحجة التي تقوم على حكمة الحق ومشيئة الله.
رباعيات الخيام في 50 ترجمة
وصلت الترجمات التي قام بها عدد من كبار الشعراء العرب لرباعيات الخيام إلى أكثر من 50 ترجمة، قدمها «أحمد الصافي النجفي، ووديع البستاني، ومحمد السباعي، والمنفلوطي، وأحمد رامي» وغيرهم، ومنهم من ترجمها عن اللغة الإنجليزية، ومنهم من ترجمها من لغته الأصلية الفارسية.
• رباعيات الخيام وترجمة «البستاني»
قد تكون ترجمة الشاعر والأديب اللبناني وديع البستاني، هى المحاولة العربية الأولى لترجمة الرباعيات، حيث وضع مصطفى لطفي المنفلوطي مقدمتها في 30 ديسمبر من عام 1911، وقد أشار «البستاني» في خاتمة تمهيده لها إلى أنه انتهى من ترجمتها في يوم 15 فبراير 1912، وهذا زمن بعيد جدا عن الترجمات الأخرى التي توالت بعد ذلك. وقد استوحى «البستاني» ترجمته من ترجمة «فيتز جيرالد» الإنجليزية.
• رباعيات الخيام وترجمة أحمد رامي
من أهم التجارب فى ترجمة رباعيات الخيام، هى تجربة الشاعر الكبير أحمد رامي، فبسبب حبه للنص الأصلى، ورغم شهرته الواسعة قرر «رامي» أن يتعلم الفارسية، ليترجم الرباعيات بنفسه، وكانت بالفعل أفضل ترجمة لها على الإطلاق، وهى الرباعيات التي خلدتها ألحان رياض السنباطي وصوت كوكب الشرق أم كلثوم.
• رباعيات الخيام وترجمة المنفلوطي
للأديب المنفلوطي مع ترجمة الرباعيات تجربة جيدة وتستحق الإشادة، فقد كان «المنفلوطي»، يستعين بأحد الأشخاص ليقرأ له النص بالعامية، ثم يعيد هو صياغته بأسلوبه باللغة الفصحى، وهو الأسلوب الذى استخدمه الأوروبيون فى نقل علوم وثقافة الأندلس.
• رباعيات الخيام وترجمة «إدوارد فيتزجيرال»
من المعروف أن رباعيات «الخيام» نالت شهرتها الواسعة بعدما ترجمها السير «إدوارد فيتزجيرال» إلى اللغة الإنجليزية، فقد عرفها الأوروبيون قبل العرب من خلاله، وقد لعبت «الرباعيات» دورًا كبيرًا في الاستشراق وانتشاره بين أوساط الباحثين الأوروبيين الذين بدؤوا يتطلعون بشغفٍ نحو الشرق الذي كان مجهولًا بالنسبة لهم، خاصة بلاد فارس.