"تصعيد وتحركات عسكرية".. هل قُرعت طبول الحرب بين أمريكا وإيران؟
أصدرت الإدارة البحرية للولايات المتحدة، تقريرا تحذر الملاحة التجارية من أن إيران أو المقربون منها يمكن أن يستهدفوا السفن التجارية والبنية التحتية لإنتاج النفط، كما أعلن البيت الأبيض عن عقوبات جديدة تستهدف صناعة المعادن الإيرانية، وهي خطوة أخرى اتخذتها إدارة ترامب لزيادة الضغط على إيران، إثر قيام الأخيرة بالتهديد بوقف التزامها بالاتفاق النووي، مما قد يعني قرعا لطبول الحرب بين الجانبين.
"روحاني": الظروف الحالية أصعب من ظروف الحرب مع العراق
وأشارت وسائل إعلام رسمية، إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا، اليوم السبت، إلى الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد لتجاوز الظروف التي قال إنها ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينات، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الجمهورية الاسلامية تشديدا في العقوبات الأمريكية.
وحث دونالد ترامب، زعماء إيران، الخميس، على الدخول في محادثات بشأن التخلي عن برنامجهم النووي وقال إنه لا يمكنه استبعاد مواجهة عسكرية.
وقدم "ترامب"، العرض في الوقت الذي زاد فيه الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران حيث عمل هذا الشهر على وقف كل صادرات النفط الإيرانية بينما عزز وجود القوات البحرية والجوية الأمريكية في الخليج.
واشنطن تنشر صواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط
وأرسلت الولايات المتحدة منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، كما نقلت في وقت سابق قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر وسط تصاعد التوتر مع إيران.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، إن هذه الخطوة تأتي ردا على مخاطر عمليات عسكرية إيرانية محتملة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وهو ما أنكرته إيران.
فيما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله "اليوم، لا يمكن قول ما إذا كانت الظروف أفضل أم أسوأ من فترة الحرب (1980-1988)، لكن خلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع بنوكنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح".
وتابع: "ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية، لكني لا أيأس ولديّ أمل كبير في المستقبل وأعتقد أننا يمكن أن نتجاوز هذه الظروف الصعبة شريطة أن نتحد".
إيران تعلق صحيفة تتنبأ بالحرب
وعلى صعيد منفصل، ذكرت علقت محكمة اليوم السبت صدور مجلة سيدا (الصوت) الأسبوعية الإصلاحية، بعدما نشرت طبعة شملت مقالات تحذر من احتمال نشوب حرب مع الولايات المتحدة.
وقال العنوان الرئيسي للمجلة على صفحتها الأولى، بجوار صورة لسفن حربية أميركية "عند مفترق طرق الحرب والسلام، هل خسر المعتدلون أم هل سينقذون إيران مرة أخرى من الحرب؟"
وانتقد المتشددون المجلة على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوها بأنها "صوت ترامب"، ولمحوا إلى أن تحذيرها من خطر الحرب يرقى إلى حد الدعوة إلى محادثات مع الولايات المتحدة.
وكتبت وكالة فارس للأنباء التي يقودها المتشددون في تعليق "في ذروة حرب أميركا السياسية والاقتصادية والإعلامية على الأمة الإيرانية، تكمل مطبوعة إيرانية عمليات العدو الإعلامية داخل البلاد".
ووصفت طهران الحشد العسكري الأمريكي بأنه "حرب نفسية" تهدف إلى ترهيبها.
تهديد إيران وتحذير فرنسي
وفي الثامن من مايو، هدّدت إيران بتعليق تنفيذ تعهّدات في الاتّفاق النووي المبرم عام 2015 في حال لم تتوصّل الدول الأخرى الموقّعة على الاتّفاق إلى حلّ خلال ستّين يوماً لتخفيف آثار العقوبات الأميركيّة على القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيَيْن.
ووصف وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لو دريان تهديد إيران بتعليق تنفيذ بعض التعهّدات التي كانت قطعتها في إطار الاتفاق بأنّه "ردّ فعل سيّئ" من جانبها، داعياً طهران إلى إظهار "نضج سياسي".
وذكر لودريان في مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسيّة نُشرت على موقعها الإلكتروني مساء السبت أنّ "ردّ فعل إيران كان سيّئاً في مواجهة القرار الأمريكي السيّئ بالانسحاب من اتّفاقات فيينا وزيادة العقوبات".
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي، عن أنّ إيران أوقفت اعتباراً من الأربعاء الحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهّدت به بموجب الاتّفاق النووي الموقّع في فيينا عام 2015. وقد عبّر الأوروبيون عن "قلقهم الشديد" عقب قرار إيران.
واعتبر لودريان أنّ "من المؤسف أنّ الولايات المتحدة لا تفي بالتزاماتها"، مضيفاً "يجب على إيران أن تُظهر نضجها السياسي لاحترام التزاماتها".
وحذّر وزير الخارجيّة الفرنسي من أيّ "دوّامة عدوانيّة"، متحدّثاً عن "مسؤوليّة" للأمريكيين، ومشدّداً على ضرورة الحوار مع إيران.
وأعلن البنتاغون الجمعة أنّه أرسل سفينةً هجوميّة برمائيّة وبطّارية صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط، لتعزيز قدرات حاملة طائرات تمّ إرسالها في وقت سابق من أجل التصدّي لتهديدات إيران.