التفاصيل الكاملة لأزمة اقتحام منتج سينمائي لـ"صدى البلد"
اقتحم أحد المنتجين السينمائيين برفقة 11 بودي جارد، موقع صدى البلد وقام بالاعتداء على الصحفيين والعاملين بالموقع، الثلاثاء الماضي.
وسجلت كاميرات المراقبة الخاصة بالموقع، لحظة اقتحام مقر الموقع وإتلاف محتوياته، بينما هدد المنتج السينمائي الصحفيين والعاملين بالموقع، واعتدى عليهم وأتلف ممتلكات الموقع وعدد من المكاتب وأجهزة الكمبيوتر.
وحرر الصحفيون والعاملون بالموقع محضرًا ضد المنتج السينمائي، لاقتحامه مقر الموقع وإتلاف محتوياته، وتهديد وترويع الصحفيين والعاملين بالموقع وبصحبته عدد من الأشخاص.
وبدأت نيابة الدقي تحقيقات موسعة في واقعة اقتحام مكاتب الموقع واحتجاز رئيس التحرير أحمد صبري والزملاء العاملين، وأتلفوا محتوياته.
بداية القصة
تعود بداية القصة إلى تقدم شبكة قنوات صدى البلد بشكوى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تتعلق بمسلسل "سوبر ميرو"، الذي تلعب بطولته الفنانة إيمي سمير غانم، ووالدها سمير غانم، ويشارك في بطولة "سوبر ميرو" كل من: حمدي الميرغني، وبيومي فؤاد، ومحمد ثروت، وإنعام سالوسة، وميار الغيطي، وهو من تأليف أحمد مجدي، وإخراج وليد الحلفاوي.
وتقول الشكوى إن قناة صدى البلد تتضرر من ممارسات غير مشروعة تُمارس ضدها من قِبل قنوات النهار، وأنه على الرغم من تعاقدها مع "كيوبك نت" الشركة الموزع المعتمد للعمل بعقد رسمي وسداد الدفعة الأولى من التعاقد، إلا أن شركة "السبكي" منتج العمل رفضت تسليم الحلقات لها، وذلك بدعوى اعتراض قنوات النهار على منح صدى البلد هذه الحقوق، رغم إقراره بصحة العقد ونفاذه، ورغم أن حقوق قنوات النهار غير حصرية، وهو ما يُعرض قنوات صدى البلد التي أعلنت مسبقًا عن عرض المسلسل، إلى أضرار جسيمة من كافة النواحي.
"الأعلى للإعلام" يدين الاعتداء على موقع "صدى البلد"
وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، إدانته بكل الأشكال، الاعتداء الذي تعرض له مقر موقع صدى البلد، مشددًا على أنه لا يجوز الاعتداء على الصحفيين مهما كانت المبررات.
وقال المجلس في بيان له، إنه يتابع الموقف، ويتعهد باتخاذ إجراءات رادعة، لعدم تكرار الأمر، وذلك في ضوء نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الواقعة.
الصحفيين: الاعتداء على الزملاء ومقر "صدى البلد" لن يمر بسهولة
وأعلن مجلس نقابة الصحفيين، متابعته بقلق بالغ وانزعاج شديد، وقائع الاعتداء على موقع صدى البلد، وإصابة ثلاثة زملاء صحفيين يعملون به
وقال المجلس -في بيان له- إن محامي النقابة حضر مع الزملاء في تحقيقات النيابة منذ بدئها، كما تواجد أعضاء المجلس هشام يونس ومحمود كامل مع زملائهم الثلاثة في مقر نيابة الدقي.
وأكد البيان أن النقيب ضياء رشوان تواصل مع مكتب النائب العام لمتابعة سير التحقيقات مع الزملاء الصحفيين المُعتدى عليهم.
وأعلن مجلس النقابة تضامنه الكامل مع الزملاء المُعتدى عليهم أثناء قيامهم بعملهم في مقر موقعهم الإخباري، ورفضه المطلق لهذا الاعتداء، مؤكدًا أنه لن يمر بسهولة.
وشدد المجلس على أنه سيقف معهم بكل السُبل والأدوات القانونية والنقابية، حتى ترد لهم حقوقهم واعتبارهم، ويوقع الجزاء القانوني على من قاموا بهذا الاعتداء المدان بأشد عبارات الإدانة.
وأكد المجلس أن مقار الصحف والمؤسسات الإعلامية ينبغي أن تحظى بحماية وحصانة تنأى بها عن تصفية الحسابات أو الخلافات أو الاعتداء عليها.
وتابع البيان: "سوف يعلن المجلس عن الإجراءات والقرارات التي سيتخذها في مواجهة هذا الاعتداء المشين على الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم، في ضوء نتائج تحقيقات النيابة العامة".
الصحفيين: منع نشر اسم وصور المنتج الفني الذي قاد الاعتداء
وأعلن مجلس نقابة الصحفيين، عن قراره بمنع نشر اسم وصورة المنتج الذي قاد الاعتداء على صدى البلد، وأدان المجلس تلك الواقعة، وكرر تضامنه المطلق مع الزملاء المُعتدى عليهم.
وشدد المجلس -في بيان له- على إلزام كل الإصدارات والمواقع الصحفية المصرية بعدم نشر اسم وصور المنتج الفني الذي قاد الاعتداء على موقع صدى البلد والزملاء العاملين به، إلا في حالة ملاحقته أو اتهامه قضائيًا.
وأكد المجلس أنه سيتم اتخاذ الإجراءات النقابية المنصوص عليها في قانون النقابة ولائحتها، ضد أي عضو بالجمعية العمومية ينتهك هذا القرار.
ودعاء المجلس، الزملاء في نقابة الإعلاميين، للانضمام إلى قرار السابق بمنع نشر اسم وصور المنتج الفني قائد الاعتداء في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المصرية، تضامنًا مع نقابة الصحفيين والموقع والزملاء المعتدى عليهم.
كما دعا المجلس، رئيس وأعضاء مجلس الاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، ونقبائها وأعضاء مجالسها، لإدانة واقعة الاعتداء ومن قاده وقاموا به، واتخاذ إجراءات التأديب النقابية الواجبة التطبيق في هذه الحالة المؤسفة، حفاظًا على الصورة الإيجابية والمحترمة للزملاء أعضاء هذه النقابات العاملين في مجالات الفنون التابعة لها.
وأوضح المجلس أن النقابة ستواصل وقفتها القانونية والنقابية بجانب الزملاء المُعتدى عليهم، في كافة مراحل التحقيق والتقاضي القادمة، بواسطة النقيب وأعضاء مجلس النقابة والإدارة القانونية بها، حتى يرد لهم اعتبارهم ويوقع الجزاء القانوني على من ارتكبوا هذا الاعتداء المشين.
اجتماع لرؤساء تحرير الصحف تضامنًا مع "صدى البلد"
أعلن رؤساء تحرير الصحف القومية تضامنهم مع شبكة قنوات وموقع صدى البلد، خلال جلسة تضامن في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس بمقر الموقع، ضمت الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعلاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، وخالد ميري أمين عام اتحاد الصحفيين العرب ووكيل نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة الأخبار، وعمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، وماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي، ومحمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام، ومصطفى بكري عضو مجلس النواب، ومحمد شبانة عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير الأهرام الرياضي، وجمال الكشكي رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي.
عقدت الجلسة التضامنية مع موقع صدى البلد، بحضور رجل الأعمال محمد أبوالعينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، والكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح رئيس شبكة قنوات وموقع صدى البلد، والإعلامي أحمد موسى، والكاتب الصحفي أحمد صبري رئيس تحرير موقع صدى البلد، والإعلامية رشا مجدي، وبحضور الزملاء في موقع صدى البلد، وعلى رأسهم أحمد سالم وإسلام مقلد، المُعتدى عليهم.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن الاعتداء على صدى البلد أعاد إلى ذهنه واقعة تهجم حازم صلاح أبو إسماعيل على مدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكدًا أن التصرف بهذه الطريقة الهمجية غير مقبول، وأن الهيئة وكل الكُتاب الصحفيين يتضامنون معهم ومع الإعلام الحر النزيه، وضد العودة لهذه الفترة السوداء.
فيما أكد رجل الأعمال محمد أبوالعينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، الدور الوطني الذي تقدمه شبكة قنوات وموقع صدى البلد الإخباري، ووصف الاعتداء الذي وقع على الموقع بغير المقبول شكلًا أو مضمونًا، مؤكدًا أنه لن يفرط في حقوق الصحفيين والعاملين الذين تعرضوا لهذا الاعتداء.
وأضاف "أبو العينين"، أنه تلقى مئات المكالمات الهاتفية الساعية لمحاولات الوساطة للصلح بعد هذا الاعتداء، لكنه صمم على عدم التنازل حفاظًا على حقوق الصحفيين والعاملين بموقع صدى البلد.
وأعرب "أبو العينين" عن ثقته الكاملة في القضاء المصري والشرطة المصرية، وسير مجريات القضية في ظل دولة القانون التي يجب على الجميع احترامها، والتي تضمن استقرار الوطن والحفاظ على حقوق الأشخاص.
وأوضح أن شبكة قنوات صدى البلد على مدار تاريخها ومنذ تأسيسها، تلتزم بكافة تعاقداتها والتزاماتها، ولم تخطيء في التعامل، مشيرًا إلى أن إدارة القناة عملت على شراء أحد المسلسلات، وتم التعاقد والاتفاق على كافة المستحقات ودفعها بعقود رسمية.
ومن جانبه أكدت الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، أن رجل الأعمال محمد أبو العينين حينما قرر دخول عالم صناعة الإعلام، كان له هدف وطني يتمثل في دعم الدولة المصرية، وتفتيح العقول وحث المواطن المصري على الوقوف بجانب وطنه ودعمه.
فيما قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام أن ما حدث غير مقبول ولن يقبله الرأي العام أو أي جهة داخل أو خارج مصر.
وقال الكاتب الصحفي والنائب البرلماني مصطفى بكري، إن المؤسسة كان لها موقفها المعروف فيما يخص التصدي للإخوان، ورفضها للابتزاز السياسي، وكانت لها مواقف مهنية وإنسانية معروفة.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي، إن الموقف لا يحتمل تهاون ويتطلب التكاتف من الجميع، لأنه إذا لم يحدث ذلك ستستمر هذه الاعتداءات السافرة، متابعًا: "هؤلاء لا يشوهون فقط صناعة السينما وإنما صورة مصر بالكامل، ونحن ندفع الثمن".
وقال محمد شبانة عضو مجلس نقابة الصحفيين، إنه حضر جلسة التضامن مع مؤسسة صدى البلد، بصفتين الأولى نقابية والثانية مهنية.
وأضاف: "إن رجل الأعمال محمد أبو العنيين قال إنه رفض التصالح مع من قاموا بالاعتداء على المؤسسة حفظًا لحق الزملاء الذي تعرضوا للاعتداء، وأنا أؤكد أن عدم التنازل هو حق لكل صحفي".
وتابع: "لا أعتقد أن هناك زميل يقبل الصلح عن تصرف بهذه الهمجية، ولابد من موقف قوي ومهني وحاسم".
فيما قال الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام، إن زيارة القيادات الصحفية لمقر موقع صدي البلد عقب ااواقعة، تعكس المشهد التضامني من رؤساء التحرير ورفضهم لواقعة الاعتداء.
وأضاف أن واقعة الاعتداء لا تمس العاملين في موقع صدى البلد فقط، وإنما تمس كل صحفي، مؤكدًا أن الجماعة الصحفية على قلب رجل واحد، حتى يأخذ القانون مجراه.
إخلاء سبيل المنتج السينمائي وقضية أخرى تتسبب في احتجازه
وبعد الانتهاء من التحقيقات، أخلت نيابة الدقي سبيل المنتج السينمائي ومتهم آخر في الواقعة بكفالة 1000 جنيه.
وكشفت التحريات أن المنتج مطلوب للتنفيذ عليه في القضية رقم 22/985 جنح العجوزة لسنة 2000 شيك بدون رصيد حكم بالحبس سنة، وهو ما تسبب فى منع إخلاء سبيله تنفيذًا لقرار النيابة.