بالتزامن مع زيارة "لافروف" للقاهرة.. محطات بارزة في تاريخ العلاقات "المصرية - الروسية"
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، اليوم السبت، بقصر الاتحادية، لمناقشة العديد من الملفات المشتركة، من بينها استئناف الرحلات الجوية الكاملة بين روسيا ومصر، والانتهاء من العمل المشترك للمتخصصين الأمنيين في مطاري الغردقة وشرم الشيخ- وفق ما كشفت وزارة الخارجية الروسية-.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية، إلى أهم الملفات المقرر أن يناقشها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال زيارته لمصر، موضحة أن زيارة وزير الخارجية سيرجى لافروف، سترتكز على استئناف الرحلات الجوية الكاملة بين روسيا ومصر.
وجاء في بيان الخارجية:" سيكون من الموضوعات المهمة في المحادثات استئناف الرحلات الجوية الكاملة بين روسيا ومصر، ووضع اللمسات الأخيرة على العمل المشترك للمتخصصين الروس والمصريين، لضمان مستوى كافٍ من الأمن في مطاري الغردقة وشرم الشيخ ".
وكان لافروف، قد أكد أن موسكو تدعم جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وأنه يوجد تفاهم مشترك بين روسيا ومصر للتهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط من بينها الإرهاب الدولي، مضيفًا في تصريحات صحفية: "توجد مشاورات واجتماعات بين خبراء كلا البلدين حول هذا الموضوع بالإضافة للمناورات المشتركة لمكافحة الإرهاب".
وتابع: "تدعم موسكو جهود القاهرة في مسألة مكافحة الإرهاب بما في ذلك الوضع في سيناء ونحن مقتنعون أنه يجب القضاء على الجماعات الإرهابية في سيناء والتي تحاول توسيع نفوذها لتشمل مناطق أخرى في البلاد"، مشيرًا إلى أن القضاء على جذور الإرهاب لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ربط جهود المجتمع الدولي بأسره على أساس القانون الدولي.
وتزامنًا مع زيارة وزير خارجية روسيا الاتحادية، للقاهرة، نستعرض أهم المحطات التاريخية بين مصر وروسيا، فيما يلي.
وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي، حيث أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي. وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي. وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
العلاقة الاقتصادية
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات، والستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية.
ويشهد التعاون بين مصر وروسيا في مجال الطاقة على التقدم الملحوظ للتعاون الروسي المصري الأمر الذي يبدو واضحاً في ميادين استخراج وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، وتتابع شركة "لوكويل" النفطية الروسية بنجاح نشاطها في مصر، وقد وقعت شركة "نوفاتيك" في عام 2007 اتفاقية حول إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة" ثروة" لاستخراج وإنتاج الغاز في حقول بلدة العريش، كما تعمل شركة النفط والغاز الروسية العملاقة "گازپروم" بنشاط في مصر.
العلاقات السياسية
وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني، وجاءت الزيارة الرسمية الأولي للرئيس الأسبق حسني مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصري الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.
وقد قام الرئيس فلاديمير بوتين، بزيارة عمل إلى القاهرة في 26-27 أبريل 2005 وصدر في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية و مصر والذي يؤكد طبيعتها الاستراتيجية، واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر2005 للمرة الأولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
صفقات السلاح والمفاعل النووي
في شهر فبراير 2015، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في أول زيارة دبلوماسية منذ عشرة أعوام، حيث تم توقيع العديد من صفقات السلاح، والاتفاق بتقديم قرض لصالح مصر بقيمة 25 مليار دولار، من أجل إنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر.
وفي 15 أكتوبر2016 عقدت مناورات مصرية روسية حملت اسم "مناورات حماة الصداقة"، حيث أرسلت قوات الإنزال الجوي الروسية مظلييها إلى مصر، من أجل تطوير الخبرات فيما يتعلق بمكافحة الجماعات الإرهابية في ظروف الصحراء.