"الأنسة ماما".. قصة جزارة رفضت الزواج لتربية أبناء شقيقها بالشرقية (فيديو وصور)
قد تسمع كثيرًا عن قصص أمهات عانت من أجل أبنائها وعملت لأجل تربيتهم، لكن أن ترى امرأة اختارت العمل وضحت بالزواج من أجل تربية أبناء شقيقها وتحمل مسؤوليتهم فهذا ما لا يُمكنك أن تُصدقه أو يأتي على بالك يومًا ما، لكنه ما حدث بالفعل لأكثر من 20 عامًا.
مع دخولك منطقة "كير هاوس" بمدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، تجد الجميع يتحدث عن امرأة تحملت ما لا يقوى عليه الرجال، اختارت العزوبية وفضلتها على الزواج، بل وضحت حتى بالتعليم من أجل أن تتحمل مسؤوليتها في رعاية أشقائها وأبناء شقيقها من بعد وفاة الأخير.
"اختارت طريقي ممن بدري ومبسوطة إني بضحي علشان إخواتي وولادهم يستريحوا".. قالتها الحاجة "منى بدر قاسم" 47 سنة، والتي تُعد أول جزارة وأشهر نساء مجالها على مستوى محافظة الشرقية ومحافظات الجمهورية لـ"الفجر" موضحةً أنها لم تتلقى تعليمًا أو تسعى لذلك بعدما فضلت مجال الجزارة على الهاب إلى المدرسة، وذلك حبًا في والدها من ناحية، ورغبةً في الوقوف إلى جوار اشقائها بعد وفاة الوالد من ناحية أخرى.
وأوضحت "المعلمة منى" أنها كانت بمثابة "السند" لأشقائها من بعد وفاة والدها، حيث ظلت بجوار شقيقها في المحل تعاونه وتساعده حتى أصبحت أشهر جزارة على مستوى المحافظة، لكن الظروف بعد ذلك أجبرتها على رفض الزواج: "اختارت أفضل عازبة وما أتجوزش علشان ولاد أخويا".
وتابعت: "أخويا مراته ماتت وسابت 3 أطفال منهم واحد كان عمره ساعة واحدة، والحمد لله وقفت معاهم لغاية ما جوزتهم وكل واحد بقى في بيته ومطمنة عليهم".
وأشارت الحاجة منى، إلى أن رجال كثيرون طلبوها للزواج، إلا أنها أبت الموافقة وفضلت العمل وحب أولاد شقيقها ومعاونة أشقائها، قبل أن تختتم حديثها بأنها راضية عما وصلت إليه وأن "حب الناس بالدنيا وما فيها.. وكفاية رضا ربنا".
نرشح لكم: الأم المثالية بالشرقية لـ "الفجر": ربيت عيالي من عرقي في الغيطان"
أعلنت مديرية التضامن الإجتماعي، بمحافظة الشرقية، فوز الحاجة سنية درويش مصطفى 75 عامًا، بنت قرية الملكين البحرية التابعة لمركز الحسينية، بمحافظة الشرقية، بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة.
وقالت الحاجة سنية "أن زوجها فارق الحياة في حرب 67 تاركًا 3 أطفل "فريال، منى، ومحي ما لحقش يشوفه كان لسة جنين في بطني، مات وأنا عندي 24 عامًا، وكنت لسة صغيرة، واتقدملي عرسان كتير وأبويا كان عايزني أتجوز تاني وأجرب حظي لكن إخطرت أجرب حظي في تربية ولادي أفضل".
وتابعت الأم المثالية: " خرجت وإشتغلت في الغيطان أجمع بميه، وأدرس غلال، وأقطع ذرة، كل شغل الفلاحة كنت بعمله تعبت فعلا لكن كله كان بيهون علشان خاطر ولاد".
بعد وفاة محي الدين جوزي صرفولي معاش 2 جنيه كانوا وقتها فلوس برضه، وكنت بشتغل في الغيطان بريال طول اليوم علشان ما أخلهمش يحتاجوا من حد حاجه، والحمد لله ربنا عوض تعبي خير والعيال الصغيرة كبروا وبقم حاجه كويسة دلوقتي فريال مديرة مدرسة ومنى مدرسة، ومحي حاصل على بكالوريوس تجارة.
وقالت: "أمنيتي في الدنيا أزور بيت الله، وربنا يشفي نجل ابني وأشوفه بيمشي على رجليه".